الحضارة الفرعونية التي أذهلت العالم مازالت مركز إعجاب وانبهار الخليقة في جميع بقاع الأرض وتتوالي ملايين السائحين علي مصر كل عام من أجل رؤية ومعايشة الحضارة المصرية الفرعونية القديمة وأساسها وصانعها الفنان الذي أقام المعابد ونحت آلاف التماثيل الضخمة الرائعة فناً وتعبيراً وفخامة تكوين وإعجازاً والمسلات مسجلا عليها الانتصارات والدليف علي جدران المعابد يحكي للزمان تاريخ حضارة وسجلا حافلا بالانتصارات والتقدم في كل المجالات من عمارة وتحنيط وعلوم وفلك وزراعة وتعدين واليوم إحفاد الفراعنة من فنانين ومبدعين علي النهج والتاريخ يسجلون ويعلون كأصحاب رسالة وخاصة بعد ثورتي 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو وهنا فنانو مصر التشكيليون مرآة المجتمع ونبضه ليعبروا وبلوحاتهم عن ثورة شعب انتفض ضد الفساد والطغيان وأصحاب النفوذ ومصاصي دماء الشعب معلنا صوته العالي ومن خلال لوحاتهم والرسم علي الجدران بل ضحي الكثير منهم بأرواحهم من أجل تحقيق الحلم والعدالة والديمقراطية والعيش الكريم منذ بضعة سنوات جاءتني دعوة كريمة من الهيئة العامة لقصور الثقافة باختياري عضوا للأمانة العامة للمؤتمر الثاني لفناني مصر التشكيليين ورغم مرضي والبرد القارص في سيناء تحاملت علي نفسي وحضرت الاجتماع المنعقد في مقر الهيئة بالقاهرة ووجدت نخبة من فناني مصر التشكيليين جاءوا من محافظات مصر وجاءوا من القاهرة الكل يتباري من أجل إثراء الحركة التشكيلية المصرية والعمل من أجل خلق أجيال من الفنانين المبدعين لأن مقياس الحضارة في هذا الزمن هو »الفن والإبداع» وكان أول شيء استعرضاه توصيات المؤتمر الأول وللأسف لم يتحقق منها شيء هنا أصبت بالألم والحزن لأننا نتكلم كثيرا ونفعل قليلا وهنا تذكرت في شريط الذكريات وسفرياتي للخارج كيف يحترمون الفن وأهله وكيف يوفرون للفنان الحياة الكريمة والخامات وأماكن العرض ومساحات في أجهزة الإعلام المريء والمقروء والمسموع وتوفير الخدمات الصحية له ولأسرته وتسويق أعماله واعتبار الفنان ثروة قومية الحفاظ عليها احدي مهام الدولة.. اعود لموضوعنا أن مبادرة الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية بالهيئة العامة لقصور الثقافة أمر مشكور ولكن أين قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بنفس الوزارة ونقابة الفنانين التشكيليين كل هذه القطاعات يجب أن تعمل في بوتقة واحدة في سيمفونية رائعة أولا لخدمة الفنان التشكيلي المصري وإثراء الحركة التشكيلية المصرية من خلال خطة ممنهجة تتوافر لها الامكانيات وأن تكون من اهتمامات الدولة وأن يكون الفنان عمادها لأنه صاحب رسالة وأنا أعرف أن الفنان لا يشتري لنفسه أهم الأشياء ويفضل شراء فراجين وفرشاة لأنه يعبر عما يجيش في نفسه من أحاسيس الألم والأمال والأفراح والمستقبل من خلال لوحة أو تمثال أو كاريكاتير. • فنان تشكيلي