....وفي السريرِ كنتِ تَجْهَشينَ بالبكاءِ ! بالبكاءِ كنتِ تجهشينَ في السريرِ ؟ في السريرِ ينهضُ النعاسُ من سباتِهِ وتَسْتَفيقُ شهوةُ التنكيلِ تستظلّ لحظةً كالقَشِ في الحريقِ في الطريقِ قلتُ : لا تقتربي منه ولا تبتعدي عني ! وكوني مثلما الغريبُ ساهماً وغائماً كوني كما تئنُّ في الضفافِ موجةُ الحنين . أقلتُ للنهر : ألمُّ الماءَ عنكَ , أنْشرُ الطمْيَ علي الحقولِ , ليس للريح سوي صريرِ الريحِ والقلبُ ....؟ / تعالي من عويلٍ مُثْقَلٍ بالقلبِ / ظلَّ واقفاً كشجرِ الخابور ,مُتْعَباً كجدولٍ يتيمِ ليس لي في وطن الدماءِ غير مُتْعَةِ البكاءْ والنساءُ مثلما النساء رغوةٌ تذوبُ في قرارة الأشياءِ في أنينِ القلبِ تعزفُ الأوتارُ آخرَ النشيجِ ترتمي وسائدُ العِفة فوقَ بعضها وترتخي ستائرُ الظنونِ .. نُمضي ليلةً تُشعِلُ في أضلاعنا مواقدَ الجنونِ نلتقي في الليل سفّانَ ونهراً ماؤهُ مضطربُ الأمواجِ باحتدامٍ بين ضفتينِ . يئن مِثْلَ ذئبٍ جائعٍ / شعبيْ ...../ إن شعبي متعبٌ و مرهقٌ شعبيَ ومأخوذٌ و منهوبٌ و مقتولٌ ومكدودٌ ومرعوبٌ و مرعوبٌ ينام الليل مدقوقاً كما تدق في الأبواب قبضةُ العجولِ صريرُهُ كما النُحاسُ في مطرقةِ النَحَّاسِ / إني مُتعبٌ ومتعبٌ مثلي صبيُّ الشِعرِ خائرٌ ونائمٌ قلبي علي أوجاعِهِ , يئنُّ مثلما تئنُّ في يد الحطابِ فأسُهُ , و يأسُهُ رنينُ أضلاعٍ علي يديكِ يستفيقُ ثعلبُ الأشواقِ , إذ ينسفح , الآنَ , علي الرداءِ خصُركِ الرشراش . أنتِ ترغبين , الآن , أن أظلَّ واقفاً كقلم الرصاصِ في " حكاية الأطفالِ " أو أظلَّ مثل الطينِ , عندما تنكرني ضفافُ هذا الوطنِ الملعونِ : إن شَعْرَكَ الطويلَ مِثلَ حبلِ الضوءِ منسابٌ علي آنيةِ الليلِ قليلُ الشأنِ . قلبي المأخوذُ ضاوٍ مرتخٍ كشجر الخابور شوقي المِسْرافُ أسودٌ كأنهُ محترقٌ من شِدّةِ التحنانِ : خَصْرُك ِالنحيلُ ناصلٌ كخاتم الزواجِ ضيّقٌ كخاتم الزواجِ وقتنا المسعورُ أنتِ ...أنتِ تدخلين ،الآنَ، غابةً من شجرٍ أصفرَ، ناءٍ أنت لا تأتين ! هل تأتين ؟ أنتِ آخرُ الأسماءِ في قائمة الأعرافِ إن نهداك الصغيران كعصفورين مُبْتَلينِ بالماءِ يرفانِ كما الأغصان في عاصفة الأنواء يرتجّانِ مثلما ترتجُ من برقٍ ظلالُ الضوءِ مثلما "شوبان " في " قهقهة الرعد" وفي " ارْكِسْترِ " المساء . أريد أن آخذَ منكِ ما أخذته مني..!! فخلي البابَ مفتوحاً علي صدغيّهِ كالسكينِ خلي الليل مسفوحاً علي الأعتابِ لا تنقسمي في الوجد مثلما ينقسم ،الآن ،إلي نصفينن قلبي: طائرٌ من ورقٍ أخضرَ ، لا يطوي جناحيهِ ، ولا يشعلُ في الليل فوانيسَ العِتاب . آهِ، مَنْ علمني أنْ أزرعَ الريّبةَ في حدائق الطغاة أنْ استَثمرَ الخوفَ قليلاً وقليلاً أتملي رغبةَ الباكين حول جثةِ الكلامِ يَشْهقُ الكلامُ إذ يراكِ تعبرينَ في مياهِ السوءِ ترفعينَ ثوبَكِ الطويلَ حول خصْركِ الرشراشِ تلهثين مثلَ أيلٍ هاربٍ وتصعدينَ مثلما يصعد في أسراره البهلولُ : لفظاً غائماً يسري مع الهتافِ خوفُ الضالعينَ ، الآنَ ، في الهتافِ مذعورينَ في ساحاتهم من نحن؟ من آباؤنا ؟ و من وليُّ الأمر؟ من ولي العهد؟ من أسلافنا ؟ و من يقود في الليل جحافل التنكيل؟ في الأرحام يرقد القنّاص و الدسّاس والنسناس ينهض الأنين في الأحراش في قصائد العشّاق في رسائل الجنود في التفاتة الفتي المُحب نحو من يحبُ في رايات أهل الدم يا ابنَ العمِّ ! إني متعب ٌ و متعب ٌ مثلي صبيُّ الشعبِ خائرٌ و نائمٌ شعبي علي أوجاعه يئنُّ مثلما تئنّ في يد الحطاب فأسُهُ و يأسُهُ نشيدُ أضلاعٍ علي يديك يستفيق ثعلب القتل و تستطيل شهوة الأفاعي. تبكي قواميسٌ وتبكي آخرُ الراياتِ في الساحاتِ يبكي آخرُ الشعراءِ تبكي حافلات الدفنِ تبكي وردة القَداح يبكي الولد المخطوفُ تبكي الزهرة الخرساء يبكي الجامعُ الأمويُّ تبكي ، من أسيً ، كنيسةُ الأتعابِ يبكي الولدُ الضالعُ في آثامهِ يبكي ، كذوباً ، قلبُكَ الأسودُ مِثْلَ الجيْرِ يا حراثُ في مزارعِ القتلِ ويا قديسً في كنيسةِ الآثامِ يا مَنْ ضيّقَ المكان كالتابوت يا مَنْ نهَضَت في طيشهِ راياتُ أهلِ الدمْ يا ابنَ العمِّ لا تضيق التابوتَ يا ابن العمِّ لا تفتِّحِ الجروحَ مثلما يُفتِّحُ الصباحُ وردةَ الجوريّ مثلما تمتصني أجراسُ هذا اليأسَ تذروني رياح الحاكم السادر في مدينة الألقاب والأئمةِ الثقاةِ والدعاةِ و الملثمين و السعاةْ . لو أن لي من هذه الأوطانِ غيرَ بؤسها لو أن فيها شجراً يُظلّلُ ، الآثامَ بالغفران لو أنني غنيتُ في مآتم المكانِ، كي تضيق هبة النسيانِ كي يمرَّ جيشُ اليأس مهزوماً وكي تغيبَ حكمةُ البهتان : قلِ: الملثمونَ أشعلوا النيران في حشائش المدينةْقلِ : الجنودُ يطلقون النارَ في مئذنةِ الأعداءْ. قلِ الكلامَ مثلما يذرذرُ الكلام سيدَ الكلام: لو أن في معسكر الأعداء أحداً سواي لكنت قد مشيت في سريرتي ونمتُ في بلواي أينبغي ... كان ، إذاً أينبغي ؟! أينبغي أن نبتني في الريحِ ما لا ينبني في الريحْ؟ قلِ الردي: نحيبُ أهلٍ يشعلونَ النارَ في بيوتهم و يُطلقون صيحةً جريحةً كشهقةٍ طالعةٍ من زمنِ التذبيح قلِ: اتساعَ الشكلِ في القصيدةِ الأخيرةْ قلِ : الطغاةْ من يزينون في العذاب حكمةَ العذابْ ! قلِ الختام في الختام : في سلة المياهِ وحْدَها وفي الغبار كلّه هناكَ من يزيّنُ الخرابَ بالخرابِ .