وزير التموين: لا زيادة في دعم السلع التموينية العام المالي الجديد.. التضخم لم يرحم أحدًا    حزب الله اللبناني يكشف عن عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية    أتمني انضمام زيزو للأهلي وحزنت لرحيل عبدالله السعيد.. أبرز تصريحات عمرو السولية مع إبراهيم فايق    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    وفاة طفل غرقاً في حمام سباحة مدرسة خاصة بكفر الزيات    "الحوثيون" يعلنون استهداف مدمرة أمريكية وحاملة طائرات    إنجاز صيني في الفضاء، هبوط مسبار على الجانب البعيد للقمر بعد شهر على إطلاقه (فيديو)    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    أستاذ اقتصاد: «فيه بوابين دخلهم 30 ألف جنيه» ويجب تحويل الدعم من عيني لنقدي (فيديو)    تعرف عليها.. وزارة العمل تعلن عن وظائف متاحة في الإمارات    وسام أبو علي يتحدث عن.. عرض أوتريخت.. التعلم من موديست.. وغضب كولر    عمرو أديب يعلق صورة محمد صلاح مع حسام حسن (فيديو)    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    بشرى سارة للمواطنين.. زيادة الدعم المقدم للمواطن على بطاقة التموين    برقم الجلوس.. الحصول على نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة الدقهلية 2024    متغيبة من 3 أيام...العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة في قنا    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    عيار 21 بالمصنعية بكام الآن؟.. أسعار الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024 بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    تطورات جديدة بشأن أزمة فك قيد نادي الزمالك    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    عمرو السولية يكشف طلب علي معلول في لقاء الجونة وما ينتظره من الأهلي    وزير التموين: أنا مقتنع أن كيس السكر اللي ب12 جنيه لازم يبقى ب18    القسام تكشف تفاصيل جديدة عن "كمين جباليا" وتنشر صورة لجثة جندي دعت الاحتلال للكشف عن هويته    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    سعر الموز والعنب والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    حظك اليوم برج السرطان الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    المستشار محمود فوزي: نرحب بطلب رئيس الوزراء إدراج مناقشة مقترحات تحويل الدعم العيني لنقدي    «أمن الجيزة» يحبط ترويج كمية كبيرة من مخدر «الكبتاجون» في 6 أكتوبر (خاص)    الفنان أحمد عبد القوي يقدم استئناف على حبسه بقضية مخدرات    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم مركبتي توك توك بقنا    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معاناة ما بين نقص التمويل والرقابة فن «الكوميكس» في ليبيا
نشر في أخبار الأدب يوم 30 - 06 - 2018

الإنترنت هو المتنفس الوحيد لفناني الكوميكس ( القصة المصورة) الليبيين، فعلي صفحاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي يدونون ويرسمون واقعهم الليبي بسرد ضاحك وأحيانا بحزن. وقد يبتعدون عن كل هذا بابتكار شخصيات من خيالهم، يمنحونها أسماء ويعيشوا مع أحداثها أيام وسنوات.
فنانو الكوميكس في ليبيا لديهم أحلام كبيرة في أن يجد هذا الفن متسعا في مطبوعة تحتوي أعمالهم، فصدرت مجلة »حبكة»‬، التي تعتبر الأولي من نوعها في ليبيا إذ تختص بالقصص المصورة من »‬الكوميكس» و»‬المانغا اليابانية».وهي اليوم متوقفة مؤقتاً كما يقول مؤسسيها.
وفي محاولة أخري قام الفنان الباحث المتخصص في الشئون الأمازيغية، محمد أومادي، بنشر الجزء الأول من سلسلة كوميكس أمازيغي، يتكون من 14 جزءًا، ويحمل اسم 33 قرنًا من تاريخ الأمازيغ.وحظي هذا الإصدار باهتمام كبير في فرنسا حيث وزع هناك، وبحسب أومادي: سيستغرق إكمال تنفيذ الإصدارات بالكامل نحو عام ونصف العام. وإن كان الكوميكس (القصة المصورة) هو فن توثيق التفاصيل من خلال قصة مصورة تقدم حكاية كاملة في صور متتابعة، فإنه قد يأخذ بعض سمات القصة والرواية والسينما، والكاريكاتير. بناء علي ذلك، هل يمكن اعتبار لوحات فنان الكاريكاتير الليبي الراحل محمد الزواوي التي تناولت الواقع الليبي تأريخًا وتوثيقاً للأحداث والتغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ونشرت في ثلاث مجلدات (الوجه الآخر، أنتم، نواقيس) البداية الحقيقية للكوميكس الليبي.
أجمع الفنانون هنا علي أن فن الكوميكس في ليبيا يعاني ويتعرض لعراقيل عديدة قد يكون من أهمها التمويل وإن كانت مشكلة الرقابة الرسمية والرقابة الاجتماعية من الصعاب، هنا نلتقي بمجموعة من فناني الكوميكس لنتعرف عن قرب علي عوالمهم وتجاربهم.
فن
متداول
قال الفنان خيري الشريف: عموما وسيلة للتعبير عن الحرية.وخصوصية الكوميكس أنه متداول أكثر من بعض الفنون التي قد تكون أكثر نخبوية من الكوميكس.
وأضاف:»‬الشخصية التي رسمتها وأرسمها دائماً وهي تلاحقني باستمرار هي شخصية المواطن الليبي كمواطن عادي وتاجر ومخالف للقانون ومظلوم وظالم. هذه الشخصية جدلية فنية بالنسبة للكوميكس لأنها محور اهتمامي الدائم. أنا لا أتناولها في رسومي كشخصية نمودجية أنحاز لها دائماً بل أنتقد المواطن الذي لا يحترم القانون ولا يقف في الصف مثل الآخرين كذلك أنتقد السلبية التي هي سمة غالبة. ولكن في الوقت نفسه أقف إلي جانب المواطن الذي أرمز إليه دائماً من خلال الزي الوطني المعروف؛ وأعرض مقدار المعاناة التي يتكبدها هذا المواطن أمام بيروقراطية الدولة والظلم الذي يعاني منه في معيشته اليومية. أحب هذا الفن لانه يمنحني سرعة التواصل وعرض أفكاري بحرية كاملة».
وتابع: في ليبيا فن الكوميكس متجذر منذ الرواد الأولين أمثال محمد الزواوي ومحمد الشريف. ورغم ما أتاحته التقنية الحديثة من وسائل للعمل والابتكار إلا أن هذا الفن يمارسه القليل. والسبب هو عدم وجود هذا التخصص في كليات ومعاهد الفنون في ليبيا وعدم وجود مجلات متخصصة في هذا الفن والنقص في إنتاج الملصقات وإقامة المعارض.
عالم الأطفال
الفنانة نور محمد أحمد وهي أم لخمسة أولاد، تمارس عملها منذ عشرة سنوات،قالت أنها مازالت تعشق فنها الذي تعلمته منذ الطفولة. ولا تجد راحة إلا عندما ترسم شخصيات لها علاقة بعالم الأطفال لذلك اختارت واستمرت في هذا الجانب. قالت »‬منحني فن القصص المصورة الكثير من الأفق وحتي الخيال الذي يراودني بدا لي وكأنه حقيقة بمجرد أن يتجسد علي الورق» ،وأضافت: »‬في ليبيا هناك عمالقة في فن الكوميكس لا تنقصهم سوي الإمكانيات المادية والتشجيع المعنوي.هذا الفن قد ينجح في حل مشاكل معينة تعجز عنها وسائل أخري اكتر أهمية منه».
عالم
الفانتازيا
الفنان عبد الوهاب عامر، بداياته كانت مع فن الكاريكاتير. لكنه تناول الأمور الإيجابية الجميلة في واقعه، التي بحسب رأيه ساعدته كثيراً لينطلق ويحاول التطوير من أسلوبه الفني وخطوطه بما يتماشي مع التطور الفني الحاصل حاليا. وتابع: عندما أمسك قلمي وأرسم فأنا لا أصنع مجرد خطوط بل هي عبارة عن أمور وأشياء تجول في خاطري وأحاول أن أعبر عنها كما أنني اقوم بصنع عوالمي الخاصة والتي تحمل افكاري وتمثل ثقافاتي.
أكثر شخصية قمت بتصميمها وأثرت في (A-)33)، شخصية تنتمي لعالم الفانتازيا، رأيت نفسي في هذه الشخصية عندما قمت بتصميمها ووضع فكرة قصتها في شخصية تحمل الكره والحب والصمت الذي وراءه بركان من الغضب لهذا أعتبرها أهم تصاميمي ورسوماتي.
وأضاف: فن الكوميكس في ليبيا ينقصه الاهتمام فهو فن كسائر الفنون. ومن واقع تجربة مررت بها خلال إقامة معرض مشترك مع بعض الفنانين الشباب المهتمين بمجال الكوميكس للأسف كانت ردة فعل بعض قدامي وأساتذة الفن التشكيلي سلبية علي استخدام التكنولوجيا لأنها تقتل روح الفن علي حسب قولهم لكن العكس صحيح. من وجهة نظري هذا المجال يجب أن يكون حاضرا وبقوة من خلال إقامة المعارض المستمرة، وورش العمل للتعريف بهذا الفن ومايحمله من جماليات وأفكار رائعة.
عشقت الرسم منذ نعومة أظافري فهو عالمي الجميل الذي أحتمي به عندما أشعر بالفوضي والتلوث البصري في محيطي. منذ 8 سنوات تقريباً اقتحمت عالم الكوميكس بقوة وطورت من مهاراتي ومواهبي وخطوطي وكانت البداية مع مجلة الأمل العريقة في مجال كوميكس الأطفال. المجلة كانت نقطة تحول فاصلة في حياتي الفنية. فتحت لي عالم الكوميكس الجميل فانطلقت باحثا عن نفسي وأيضا مجلة waz المغربية.
الذي أتمناه أن تكون قصتي A-)33 قصة مانجا مصورة وأيضا فيلم كرتوني لما تحمله من معاني إنسانية في زمن تملأه الفوضي والأنانية. وإصدار مجلة مانجا بمواصفات عالمية منافسة للمجلات الأجنبية.
الحلم والطموح
الفنان عبدالله رافع المسماري، الطالب في جامعة بنغازي، تخصص لغة انجليزية، تجربته مع الكوميكس أو بالأخص (المانغا) هي أفضل تجربة عاشها ويعيشها حالياً،وتابع: »‬هي حلمي وطموحي، أنا أطمح لأن أكون فنان مانغا محترف ومعروف عالمياً لكي أورث الشعور الذي أشعر به والذي بني عليه هذا الطموح إلي الجيل الذي بعدي، بدايتي كانت في العام 2011 ، حيث كنت أتحدث مع صديق عن طريقة لعبي مع نفسي في سن الصغر، حيث كنت أتخيل كل شخصيات الرسومات وألعاب الفيديو التي أحبها في مشهد واحد وأضع نفسي بينهم كأنني البطل وأقوم بتأليف سيناريوهات تربط قصصهم ببعضها، حين ما أخبرته بذلك. سألني، وكان سؤاله الحدث الذي غير حياتي نهائياً، سؤاله كان: لماذا لا تجرب تأليف قصص مانغا؟ في تلك اللحظة قررت، لماذا لا أقوم بالتأليف، وهذه كانت نقطة انطلاقتي في اكتشاف حلمي الذي لم أكن أعلم عنه أي شيء، حينها تم إنشاء مجلة مانغا ليبية (مجلة الأسطورة)، وكنت أحد أعضائها، بدأت كمؤلف كنت حينها أعمل أنا وأخي كفريق هو رسام وأنا مؤلف، بعد سنة توقفت المجلة لأسباب معينة، توقف أخي عن الرسم، أنا لم أتوقف،كان طموحي قد ازداد لكي أصبح مؤلف مانغا محترف، ظللت أبحث لمدة ثلاث سنوات تقريباً عن رسام ليرسم قصصي.لكن دون جدوي، في العام 2014 ، قررت أن أتعلم الرسم شخصياً، وفعلاً نجحت، قمت بدراسة ما يقارب عن 43 كتابا عن كيفية رسم المانغا، مع بعض المهارات التي تعلمتها من أخي. وفي العام 2016 ،كنت قد وصلت إلي مستوي مقبول يخولني لرسم مانغا، حينها جاءت فرصة (مجلة حبكة)، ذهبت وتم قبولي للعمل معهم. لدي فريقي الخاص الذي عمل معي علي قصة (The «oid) (الفراغ) وهي قصة مانغا (كوميكس)، وأنا رسام رئيس في المجلة، طموحي اليوم قد كبر أكثر وقد قررت أن أصبح رسام ومؤلف قصص مانغا محترف عالمياً، وهذا ما أطمح له الآن، كانت هذه تجربتي مع الكوميكس أو (المانغا). حتي الآن هذا الفن يمنحني كل ما أريد من أفق واسع ولم أصادف أي جهة منعتني من وضع أي محتوي رغبت في إيصاله للناس.
وأشار رافع: هناك شخصية اسمها إنزو،هي شخصية شريرة، عملت علي تأليفها أنا وصديقي معتز بكار العام 2012، ومن تلك اللحظة وأنا أحاول رسمها مرارا وتكرارا ولم أستطع رسمها بالشكل الذي تخيلته في رأسي.
فن الكوميكس في ليبيا ينقصه العناصر العاملة، عددنا قليل جداً.من النادر أن تجد رساما يقوم باختراع شخصيات وقصص من مخيلته، في العادة يلجأون إلي نسخ شخصيات معروفة، لو قام كل فنان باستخدام مخيلته وتدربوا جيداً علي استخدامها فأنا أضمن أن ليبيا سوف يكون لها مستقبل ممتاز في مجال الكوميكس علي مستوي العالم.
رقابة
ذاتية
من جانبه أشار الفنان محمد بشير حسين، أن أشهر شخصية صممها هي شخصية »‬ياما ماتو» والملقب ب»‬يو» من قصة فار فروم ريالتي. هذه الشخصية ظلت تلاحقني حتي بعد الإنتهاء من إنجازها إذ إنك حينما ترسم شخصية ما لفترة طويلة تصير معتادا عليها وقد تغرق فيها ويصير من الصعب عليك الخروج عن مضاميرها، لذا ينبغي أن ننوع في أعمالنا حتي لا نقع في هذا الفخ، بدأت علاقتي بهذا الفن منذ حوالي ثلاثة سنوات، أثناء بداية دراستي الجامعية، حينما وجدت مجموعة من الشباب الرسامين زادوا من حماسي للرسم. ليس لدي طموح كفنان بقدر أنه أمل أن أري إقبالاً واحترامًا أكبر لفن الكوميكس والمانغا في المدي المنظور والفنون بشكلٍ عام».
وتابع: في الواقع لم يمنحني فن الكوميكس قدرا كبيرا من الحرية كما يعتقد البعض، بسبب الرقابة الذاتية الناجمة عن المعايير المجتمعية والعادات المحلية، والتبعات الأمنية المحتملة عن ما يمكن أن ينشر عبر الكوميكس. ناهيك أن ثقافة الكوميكس غير منتشرة بشكل واسع وليست مقبولة جدًا.
ينقصنا الكثير من الانفتاح حول حرية التعبير وخصوبة المخيلة، الأمر الذي تعيش عليه فنون الكوميكس والمانغا، ففي حال بقينا هنا للتقاليد والقوالب فإنه لا يمكن إنتاج قصص إبداعية تلقي نجاحًا.
الفن
التاسع
يقول الفنان محمد قجوم: تجربتي مع الكوميكس (القصة المصورة) بدأت منذ صغري. كنت من المتابعين الجيدين للقصص المصورة والمجلدات التي كانت تصدر أنذاك مثل مجلدات بساط الريح وماوراء الكون ومجلة (مغامرات الفضاء ). وغيرها من المجلات الأجنبية الأخري.
كانت تجذبني هذه القصص وشخصياتها الخيالية وأبطالها المغامرون مفتولي العضلات.كنت أقرأ هذه القصص ومن ثم أقوم بنقلها رسما إلي ما توفر أمامي من دفاتر دراسية كانت لأخوتي الأكبر مني سنا.ومع مرور الوقت بدأت موهبتي بالظهور شيئا فشيئا وبدأ أخي الأكبر الفنان خالد قجوم، بتشجيعي وذلك بشراء دفاتر خاصة بالرسم وأقلام رصاص وبعض الألوان الخشبية والمائية وبدأت منذ ذلك الحين بالرسم معظم وقتي إلي أن دخلت المدرسة.
أصبحت أبرز موهبة في الرسم في الفصل وخصوصا في مادة التربية الفنية فكانت شعبيتي كبيرة أنذاك في مدرستي وكان كل التلاميذ يأتون إليّ لرسم المواضيع التي كانت المعلمة تطلبها منا لرسمها. فكنت أشعر بنشوة التميز بين أقراني علي عكس مستواي في الدراسة في بعض المواد فكان مستواي ضعيفا مثلا في مادة الرياضيات والكيمياء..كانت حصتا الرسم والخط هما المنفذ الوحيد الذي أستطيع أن أبرز فيهما تميزي أنذاك.
توالت السنوات و أستمريت في الرسم وكنت أحتفظ بكل رسم أرسمه أو قصة مصورة أنقلها علي مر تلك السنوات لكونها جزءاًمني. ولا زلت إلي اليوم أحتفظ بالكثير من هذه الدفاتر وبها خربشاتي إن صح التعبير.
وتابع: عند بلوغي سن ال 16 تقريبا نشرت أول قصة مصورة في مجلة الأمل وكان أول من شجعني و احتضنني أنذاك ووافق علي نشر قصتي الوليدة هو الأستاذ عبد الله المزوغي والذي كان مديرا لتحرير الأمل. والأستاذ الصحفي الكبير زكريا العنقودي الذ ي كان له الفضل الكبير لتقديمي لاحقا لمجلة البيت التي منحتني صفحتها الأولي لرسم كاريكاتير اجتماعي ينشر شهريا.
ثم أصبحت ضمن أسرة مجلة الأمل إلي حين توقف صدورها العام 1997 ،تقريبا.ودام الانقطاع لعدة سنوات قبل استئناف صدورها من جديد بداية الألفية الثانية.كنت دائما الغائب الحاضر لمجلة الأمل فقمت بتصميم وإخراج المجلة سنة 2014. إضافة إلي رسم الأغلفة والقصص السردية والمصورة.إلي أن توقفت عن الصدور العام 2015. بعد ذلك تم إنشاء مجلة المؤتمر الصغير والتي كان يرأسها الأستاذ محمود البوسيفي وكان مدير تحريرها الأستاذ زكريا العنقودي. أحتضناني وشجعاني بكل قوة لكي أكون جزءا من فريق المجلة الوليدة والتي كان لها صدي كبيرفي ذلك الوقت.
بعد ذلك بسنوات قليلة جاءت فكرة إنشاء مجلة جديدة للأطفال أطلق عليها اسم ( حب الرمان) وكان رئيس تحريرها الأستاذ المتميز فنان القصة المصورة محمد بلحاج. وإخراج للفنان رياض بلخير. ضمت نخبة من الفنانين المتميزين في مجال القصة المصورة والمواهب. وللأسف توقفت المجلة بعد عدة أعداد من صدورها فكان مصيرها كمصير أي مجلة للأطفال لا تحظي بالدعم المطلوب.
وفي سنة 2014 تم تكليفي من قبل إدارة المناهج بتنفيذ كتاب التربية الاسلامية للصفين الأول والثاني الابتدائي.قمت برسم وتنفيذ وإخراج الكتابين حيث كانت فكرتي تتمثل في وجود شخصيتين كرتونيتين يكون فيها الدرس بمثابة (القصة المصورة)..كان الهدف هو التجديد في طريقة عرض وإخراج الكتاب الديني بطريقة تكون جذابة ومحببة للطفل وابتعادا عن الطرق التقليدية وغير الفعالة لايصال المعلومة للطفل في أغلب الأحيان.والحمدلله لاقت الفكرة استحسان الناس.
كبر طموحي و كان هدفي أن أكون معروفاً خارج ليبيا.راسلت عدة مجلات عربية فلم أستلم منهم أي رد. بعد عشرات المحاولات طلبت مني إحدي المجلات العربية المعروفة عروضا من أعمالي المنشورة في مجلة الأمل فكانت الموافقة وكان ذلك بمثابة الباب الأول الذي فتح لي . بدأت العمل مع هذه المجلة فأصبح اسم عملي واضحاً، لم أكتف فقط بالرسم لهذه المجلة فقمت بالسفر إلي القاهرة وبحثت بشكل شخصي عن مجلات أخري معروفة فزرت مؤسسة الأهرام وتعرفت علي رئيس تحرير دار نهضة مصر وعرضت عليهم أعمالي فكانت الموافقة الفورية علي الرسم لمجلة ميكي المصرية.كانت تجربة رائعة وشعوراً لا يوصف.
بعدعدة سنوات قليلة جائتني عروض من مجلات أخري لرسم القصة المصورة لديهم ومنذ ذلك الوقت أحترفت فن القصة المصورة (الكوميكس).
فكان التعاون مع أكثر من مجلة عربية مثل مجلة باسم ومكي السعودية ومجلة العربي الصغير الكويتية ومجلة جاسم القطرية ومجلة روضتي التونسية ومجلة ماجد الاماراتية والتي مازلت أعمل بها إلي الآن ولدي أربع صفحات أسبوعية لمغامرات بطل عربي يقوم بالتصدي لمحاولة اختراق للأمن القومي من قبل الأشرار والتصدي لهم للدفاع عن بلده.
وأضاف قجوم: فن القصة المصورة (الكوميكس) فن يفتح للفنان آفاقا وليس أفقا فقط من حرية التعبير لكن تلك الحرية لهاعاملان أساسيان هما:أولاً المكان الذي يعيش فيه الفنان والثاني خيال وخبرة الفنان.شخصية البطل زد التي قمت بتصميمها ورسم مغامراتها وتنشر أسبوعيا في مجلة ماجد هي الشخصية التي لازمت خيالي بحكم أن مغامراتها مستمرة وعليّ دائما اختيار حركات وانفعالات مختلفة لهذه الشخصة التي أخذت حيزا كبير من خيالي ووقتي.
ما ينقص فن الكوميكس هو الاهتمام بهذا الفن الذي يعتبر الفن التاسع في قائمة الفنون لما له من تأثير في الناس وخصوصا الأطفال.وصقل المواهب المتميزة في مجال القصة المصورة واستثمارهذه المواهب لأنها هي من سيواصل المسير. ليبيا تمتلك العديد من فناني القصة المصورة وللأسف لم يكملوا مسيرتهم ولم يحظوا بالانتشار المطلوب لعدة أسباب من ضمنها عدم وجود فضاءات ومجلات متخصصة للأطفال وعدم وجود دخل مناسب لفنان هذا المجال.
فن ينقصه الدعم
قالت الفنانة مرام بالخير: في العام 2009، تعرفت علي المانجا-الكومكس اليابانية.ومنذ ذلك التاريخ وأنا أعتمد هذا الأسلوب في التعبيرعن أي فكرة أو خاطرة تجول في ذهني ومع الوقت تطورت أدواتي الفنية بطريقة الملاحظة، كانت طريقتي الوحيدة في التعلم هي دراسة القصص المصورة والتدقيق في تفاصيلها؛ من حيث زوايا المشهد، والتعابير، والانفعالات.
في2015، سمعت عن مجلة جديدة تبحث عن رسامي كومكس ومانجا، و بالفعل انضممت لأول ورشة عمل في مجلة حبكة وإلي الآن أنا من الرسامين الأساسيين في المجلة.
العمل في حبكة ساعدني علي التطور بشكل أسرع حيث منحتني المجلة الفرصة لتبادل المعارف والخبرات مع رسامين لهم نفس التوجه وهذا الشيء يعتبر صعبا إلي حد ما نظرا لقلة عدد رسامي المانجا في ليبيا حاليا.
وأضافت:»‬عند عملي في مجلة حبكة علي قصة (أبطال الظل)، مع المؤلف أحمد بن عمران، تناولت خلفية القصة شريحة من المجتمع الليبي هي الطوارق، حاولنا إبراز هذه الفئة الغامضة نوعا ما عن الشمال الليبي من حيث الثقافة والعادات.تدور أحداث القصة في زمن بعيد حيث سيطرة الأساطير علي حياة الأشخاص كالسحر مثلا.هنا يبدأ عنصر الخيال والغموض بالقصة».
وتابعت مرام: رغم أن ممارسة فن الكوميكس منحني أفقا من الحرية إلي حد ما أعتبره جيدا في التعبير عن أفكاري ومعتقداتي وتقديمها بشكل يوضح وجهة نظري وتجسيد مواقف وشخصيات مرت بحياتي.لكن يظل عليّ مراعاة المجتمع من حيث الثقافة والتقاليد. فالقارئ إن قدمت له مادة لا يمكن أن يري فيها انعكاسا ولو قليلا لنفسه ،لن ينسجم ولن يعجبه ما يقرأ مهما كانت جودة الرسم.
جميع شخصيات قصة أبطال الظل، ظلت تلاحقني، في كثير من المواقف. فقد أتذكر أشياء مشابهة حدثت في القصة وأحيانا أتخيل ما قد يكون رد فعل الشخصية في موقف ما. وتفسيري لذلك أنني ولمدة خمس سنوات تشاركت أنا والمؤلف في تكوين وتطوير شخصيات هذه القصة.فن الكوميكس في ليبيا ينقصه الدعم المالي والاهتمام والدورات الاحترافية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.