جانب من الاحتفالية انطلقت هذه الجائزة عام 1997 برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي, وهدفها تشجيع أجيال الشباب العربي من المبدعين والمثقفين الذين يبدأون خطواتهم الأولي في الإبداع والنقد ، في مجالات الشعر والقصة والرواية والمسرح وأدب الطفل والنقد الأدبي ، وتقوم دائرة الثقافة والإعلام بطباعة الأعمال الفائزة في إصداراتها السنوية ، بعد الفوز الذي يحققه كل متسابق وفق لجان تحكيم من كبار النقاد والمفكرين . وقد بلغ عدد المشاركين والمشاركات في الدورات السابقة 5599 مشاركا ومشاركة ، أما الدورة الأخير التي شرفت بالمشاركة فيها مشرفا علميا علي الورشة الإبداعية , فقد بلغ عدد المشاركين 204 مشاركا، و69 مشاركة. ومن المهم أن أتناول بشيء من التفصيل الدورة الأخيرة التي انعقدت في 25، 26 / 4 / 2011 ، إذ كنت مشرفا علي الورشة الإبداعية التي كان محورها الرئيس: (دور المدارس الشعرية في تطور الشعر العربي), وكان مكان انعقادها: المكتبة العامة للشارقة . وقد بدأت الورشة بجلسة افتتاحية في صباح الاثنين 25 / 4 / 2011 في العاشرة صباحا بالكلمة التي ألقاها الأستاذ عبد الله العويس عن دائرة الثقافة والإعلام ، ثم تبعه الدكتور عمر عبد العزيز، ثم ألقيت كلمة افتتاح الورشة ، مثنيا علي جهود دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، ومثنيا علي جهود المنظمين، ومنهم الصحفي عبد الفتاح صبري . وقد بلغت جلسات الورشة خمس جلسات خلال يومين، وبدأت الجلسة الأولي بمحور رئيس هو: (بانوراما فنية عن المدارس الشعرية وملامحها)، وشارك فيها: الدكتور أحمد جاد الله ياسين من العراق ، وهو الفائز الأول في النقد الأدبي ببحثه عن ( مدرسة الإحياء الشعري نموذجا )، أسامة عبد المنعم عبد الحميد من مصر، وهو الفائز الأول في الرواية عن روايته: (أنا وعائشة)، أسماء سعد محمد الدعاس من الكويت , وهي الفائزة الثالثة في القصة القصيرة ، عن مجموعتها : ( الأرض )، رضا أحمد إمبابي سليمان من مصر ، وهو الفائز الثالث في أدب الطفل عن مجموعته : ( البدر يتبعني ). وبدأت وقائع الجلسة بأن قدمت دراسة شاملة عن ركائز الشعرية العربية التي ظلت حاضرة في مسيرة الشعر العربي ، وكل ما كان يحدث ، أن كل مدرسة كانت تعدل في ترتيب هذه الركائز حسب عقيدتها الإبداعية ، ثم قدم كل مشارك في الجلسة ملخصا عن مشاركته ، وتبعها حوار موسع بين الحاضرين حول المحور الرئيس، ثم عن مشاركات الأعضاء . وجاءت الجلسة الثانية بمحور متفرع عن العنوان الرئيس هو: ( الأسباب الفنية والتاريخية والاجتماعية لظهور هذه المدارس الشعرية ) ، وشارك فيها : سعيد أتليلي من المغرب العربي ، وهو الفائز الثاني في الرواية عن روايته ( كاتب في مهب الكلمات ): حسام رشاد الأحمد ، من سوريا ، وهو الفائز الثاني في النقد الأدبي عن دراسته : ( مرحلة الإحياء والبعث الشعرية ، بين أزمة النقد والملامح الخفية ): رائدة صلاح الدين الخضري ، من سوريا ، وهي الفائزة الثانية في أدب الطفل عن مجموعتها ( ربيع من ألواني ) وبدأت وقائع الجلسة ، بأن قدمت مداخلة تاريخية عن المدارس الشعرية ، وكيف كان ظهورها استجابة حضارية لواقع الأمة العربية ، وأوضحت أن كل مدرسة كان لها نقطة بدء ، ونقطة انتهاء ، وأن كل مدرسة كانت تبدأ مما انتهت إليه سابقتها لتحقق مستهدفاتها الجمالية ، ثم قدم كل عضو في الجلسة ملخصا عن بحثه الذي شارك به ، ثم جاءت المناقشة التي كشفت عن جهد هذه المدارس ، ودورها التاريخي في مسيرة الشعر العربي . وفي الجلسة الثالثة كان محورها الرئيس: (أثر المدارس الشعرية في بلورة الشعر العربي الحديث ) ، وشارك فيها : حسام فتحي ، من المغرب وهو الفائز الثاني في القصة القصيرة عن مجموعته : ( هوامش علي سيرة حزن )، أحمد راشد إبراهيم راشد ، من مصر ، وهو الفائز الثالث في النقد الأدبي عن دراسته : (قراءات تحليلية في أشعار المدرسة الكلاسيكية)، علي محمد حسين الأسدي ، من العراق ، وهو الفائز الثالث في الشعر عن مجموعته : ( قلق برائحة الغروب). وقد بدأت الجلسة بكلمة تفصيلية أوضحت فيها توجهات المدارس الشعرية ودورها في إحداث النهضة التي شملت مناطق الإبداع الشعري في المشرق والمغرب والمهجر، ثم قدم كل مشارك ملخصا عن مشاركته ، أعقبها حوار حر حول العنوان الرئيس للجلسة . أما الجلسة الرابعة ، فقد كان موضوعها : ( مذاهب الشعر العربي الحديث واتجاهاته )، وشارك فيها : حسن مبارك بن محمد الربيح من السعودية ، وهو الفائز الأول في الشعر عن مجموعته : ( احتواء بامتداد السراب )، محمد علي إعفاره من سوريا ، وهو الفائز الثاني في المسرح عن مسرحيته : ( قصيدة علي الرصيف )، عبد المجيد محمد خلف من سوريا ، وهو الفائز الثالث في الرواية عن روايته : ( الصوت المخنوق ). وقد بدأت وقائع الجلسة بكلمة موجزة أوضحت فيها مفهوم ( المذهب ) وارتباطه بمدارس الشعر المختلفة حسب عقيدتها الفنية والجمالية ، وأثر ذلك في شعريتها، ثم قدم كل باحث موجزا عن مداخلته، وتبع ذلك حوار موسع حول موضوع الجلسة ، وحول المداخلات التي قدمها المشاركون . وانعقدت الجلسة الخامسة والأخيرة في صباح الثلاثاء 26 / 4 / 2011 ، وكان موضوعها : ( مستقبل الشعر العربي في ظل سطوة التكنولوجيا وغياب المدارس الشعرية)، وشارك فيها : إبراهيم حسين مصطفي حسين، من مصر ، وهو الفائز الأول في القصة القصيرة عن مجموعته : ( هنا يموتون مرات عديدة )، مهدي صلاح علي حسن، من مصر ، وهو الفائز الأول في أدب الطفل عن مجموعته : (ليلي والفراشة )، فايز أحمد العباسي من سوريا ، وهو الفائز الثاني في الشعر عن مجموعته : ( فليكن موتي سعيدا)، شريف صالح عبده علي صالح من مصر , وهو الفائز الثالث في المسرح عن مسرحيته : ( رقصة الديك ). وقد افتتحت الجلسة بكلمة عن مقولة (مستقبل الشعر ) أوضحت فيها أن المقولة غير دقيقة ، لأن الشعر ليس ظاهرة طبيعية يمكن التنبؤ بها ، ثم أشرت إلي أن سطوة التكنولوجيا لن تكون عائقا أمام الشعر ، لأن الشعر هو المعبر الحقيقي عن جوهر الإنسان، وربما تكون التكنولوجيا من العوامل التي سوف تساعد علي استعادة الشعر مكانته ليكون منطقة الراحة من إرهاق الحضارة التكنولوجية ، ثم قدم كل مشارك مشاركته، ثم يأتي الحوار الذي يشمل العنوان الرئيس، ويغطي مجموع المداخلات . وفي نهاية الجلسة تم توزيع الجوائز علي الفائزين ، مع شهادة التقدير ، ودرع المؤسسة الثقافية في الشارقة ، وقيمة الجائزة ، ستة آلاف دولار للفائز الأول في كل فرع , وأربعة آلاف دولار للفائز الثاني ، وثلاثة آلاف دولار للفائز الثالث .