أرض المعارض بتوقيع زها حديد وقد ابتلعت السرايا الصفراء " شارع صلاح سالم -بجوار أرض المعارض" عنوان مستشفي الأمراض النفسية بالعباسية، قريبا منها كان يمكن أن تلمح المارة، علي مدار سنوات مارة مختلفين، بعضهم عارياًَ، كان هؤلاء مرضي هاربين من السرايا، يعلق الكاتب محمد المخزنجي، علي حادثة وقعت في التسعينيات حيث هرب 25 مريضاً من السرايا، قاموا بجرائم بعدها:"لم يستطيعوا التكيف مع جنون هذا المجتمع القاسي« ( يقول أنه يكتب عنها في عمل كبير لم ينته منه بعد) .. حكايات السرايا الصفراء كثيرة، وتاريخها حافل، لكن أبرز هذه الحكايات، وأجدرها بالحكي الآن هي حكاية موجودة علي موقع اليوتيوب.. الفيديو الخاص بتصميم أرض المعارض الجديد( عنوان الفيديو علي موقع التحميل الأشهر كالآتي: Cairo Expo City _ Zaha Hadid Architects ). التصميم للمعمارية العراقية "زها حديد"Hadid Zaha ، تظهر فيه فنادق، ومساحات مغطاة كما لو أننا نشاهد فيلماً للخيال العلمي، نتابع حركات الزووم في الفيديو ونري أن هذا المساحة ستكون محطة لإطلاق روبوت فضائي مثلاً. التصميم الحداثي يمحو المستشفي، حيث شملت أرض المعارض موقع الأثر النفيس الذي يعمل في علاج المرضي النفسيين منذ ثمانينيات القرن قبل الماضي تقريباً ! هكذا صار المستشفي العريق مهدداً بالإزالة والنقل إلي مدينة بدر، بسبب التصميم الحداثي، لولا تدخل مجلس الأعلي للآثار، وإعلانه أن المبني أثر، اعتماداً علي ما جاء بالجزء الأول من كتاب "الخطط التوفيقية الجديدة لمصر والقاهرة " لعلي باشا مبارك(الصادر عن مطبعة بولاق عام 1889)، يصف فيه الكاتب المستشفي مؤكداً علي تواجدها قبل تاريخ صدوره..حول هذه المستشفي وتاريخها ننشر في المساحة التالية مقالاً للكاتب محمد المخزنجي، يستعيد فيه صاحب "لحظات غرق جزيرة الحوت" ذكرياته مع المستشفي التي قضي بها فترة النيابة، ثم مارس بها مهام عمله كطبيب نفسي بمقر المرضي المزمنين. كما تتحدث د.هدي السعدي عن الاختلاف بين النظرة الشرقية والغربية للمجنون، فرغم محاولات الغرب لإقصاء المريض، كان الشرق يدمجه في المجتمع، هكذا استخدمت الكلمة الفارسية "بيمارستان" أي مكان المريض، لوصف مستشفي "المجانين"، ومنها اشتقت كلمة أخري، تعبر عن زيادة الاهتمام نحن نقصد "مورستان"، أغلب المستشفيات كانت في قلب القاهرة، بيمارستان طولون، ثم قلاوون، وآخر بالأزبكية. لم تظهر فكرة الإقصاء إلا عند تخصيص السرايا الصفراء من أملاك الخديوي توفيق لتكون مستشفي معزولاً للمجاذيب.. كل هذا دفاعاً عن العباسية، ومستشفاها الصفراء.