أوضحنا في المقال السابق طبيعة العيدين الاسلاميين، عيد الفطر وعيد الأضحي، ورصدنا المظاهر التي تصحبهما، واليوم نعرض لموقف الشعر منهما، إذ كان للشعر عنايته بهما، وكان الشعراء يتبادلون التهاني في الاعياد، ويتوجهون بالتهنئة للسلطة الحاكمة وتوابعها من الرؤساء والقيادات والزعماء. والتراث الشعري له ابداعته التي ترتبط بالعيد، وبخاصة إذا جاء العيد والشاعر في حالة من الرضي، أو حالة من الحزن وكل ذلك جعل مفردة »العيد« تتردد في الخطاب الشعري القديم والجديد علي سواء، يقول عنترة العبسي عن محبوبته مرت أولن العيد بين نواهد مثل الشموس لحاظهن ظباء ويقول أبونواس عندما اقترن العيد بلحظة سعيد يعيشها: يا فرحة جاءت مع العيد وفي الذي اهوي بموعود وقد يرتبط العيد بموقف حزين، فيكون التعبير عنه موافقا لهذا الحزن، ومن أشهر القصائد التي قيلت في مثل هذه المناسبة، قصيدة المتنبي وهو في أسوأ حالاته عند هروبه من كافور: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضي أم لأمر فيك تجديد اما الاحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيدا دونها بيد وفي العصر الحديث لم يترك الشعراء مناسبة الأعياد تفلت منهم، فكل شاعر منهم كان يقول القصيدة التي تعبر عن ميوله، وعن حالته النفسية، ولشوقي قصيدة شهيرة في عيد الفطر بدأها بقوله: رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعي إلي مشتاق قد جمع شوقي بين عيد المسلمين وعيد المسيحيين في قوله: عيدالمسيح وعيد أحمد اقبلا يتباريان وضاءة وجمالا وقبل شوقي جمع ابن الرومي الشاعر بين مجموعة من الاعياد لديانات مختلفة في قوله: الفصح والفطر والنيروز يقدمه عيد الفطير ازدحام الورد بالنهل فعيد الفصح، عيد مسيحي، وعيد الفطر، عيد اسلامي، وعيد النيروز، عيد فارسي، ويقال هو بداية السنة الشمسية، وهناك رأي يقول انه عيد مصري قديم، وعيد مسيحي بعد ذلك، وعيد الفطر، عيد يهودي. والملاحظ أن عادة ارتباط الشعر بالأعياد، قاربت علي الغياب النهائي في الزمن الأخير.