الأعياد مناسبات خاصة تدخل الفرحة علي قلوب الناس قبل وصولها عندما يستعد لها الصغير والكبير وقد رصد العديد من الأدباء تلك الظاهرة وعن ذلك يتحدث الكاتب/ محمد قطب فيذكر: أن الابداع الأدبي رصد حالات البهجة التي تعم القرية تحديدا والمناطق الشعبية التي يستشعرها الإنسان في الأعياد والمناسبات الدينية وقام بتوظيفها فنيا من أجشل إبراز الحالة, وكذلك توصيف الطقس الديني والشعبي كمفردة تراثية لها أهميتها عند البشر عامة ولها بعدها الدلالي في النص الأدبي. فمثلا في مواسم الأعياد الدينية يتردد البعض علي المقابر ويفترش الباعة الأرض كما يصور ذلك بشكل متفرد في رواياته الكاتب العالمي نجيب محفوظ والذي صور كيف يعرض الباعة أنواعا عديدة من الطعام والمخبوزات وأشكالا من الخوص والجريد للمتوجهين إلي المقابر, وقد يبيت الناس في أحواش تلك المقابر ويتبادلون الحكايات كأنهم أحياء كما صور ذلك عبد الحكيم قاسم في أيام الإنسان السبعة. في حين استطاع أيضا يوسف السباعي في روايته السقا مات أن يرصد فرحة البشر وهم يؤدون شعائرهم الدينية المرتبطة بالعيد كالذبح والعيديات والملابس الجديدة, كما صور يحيي حقي في قنديل أم هاشم فرحة العيد في الحي الشعبي بطقوسها الدينية وعمق تأثيرها. أما الكاتب والروائي فؤاد قنديل فيذكر أن العيد مرتبط بالطفولة أكثر والأضحية وتجمع الأقارب وطعم العيد في أقاليم مصر متقارب دائما فقد كتب غالبية الكتاب عن العيد في ابداعاتهم منهم محمد عبد الحليم عبد الله وسعيد الكفراوي ويوسف السباعي وخيري شلبي الدكتورة: رشا صالح أستاذ الأدب بجامعة عين شمس تذكر أن العيد قد يكون في كتابات الأدباء مناسبة لتذكر الأحزان وليس الأفراح ونجد هذا مثلا في أبيات شاعرنا المتنبي حين قال: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضي أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيد دونها بيد وهناك كتابات أيضا تعبر عن فرحة الحج حيث إنه الحدث الأهم في عيد الأضحي ونجد أن أمير الشعراء أحمد شوقي قد عبر عن ذلك في تحيته المشهورة. كما حظي كبش العيد بنصيبه من الشعر فكتب علي الجندي كتاب عنوانه قرة العين في رمضان والعيدين. ويري الناقد الكبير الدكتور محمد عبدالمطلب أن كلمة العيد تعني الاعتياد أي العادة التي تتكرر وتبدو الاحتفالات بالأعياد أنها مرتبطة بأداء الفروض الدينية علي أكمل وجه, واحتفالات المصريين بالعيد تتميز بالكثير عن غيرهم وربما يعود ذلك إلي العادات الفاطمية القديمة وتلك المظاهر كانت مادة خصبة وثرية جدا بالتفاصيل التي تناولها الأدباء المصريون ليغزلوا منها حياة المصريين.