الفقد الراحلون الذين ابتاعوا تذكرة الذهاب من دون عودة رحلوا فجأة كاختفاء نجمة تبخروا كقنديل غلبه النعاس ألم يكن بوسعهم منحنا قبلة نقتات بها الأيام لو يعرفون: مرارة دمعة تلتصق بالحلق وبرد يسكن العظام نسيان تنسيق الألوان وأنت ترتدي جواربك محاولة الابتسام الذي لا يلامس القلب ارتباكك وسط المدعوين حين تصطنع الظهور بشكل لائق. الذين رحلوا نسوا حقائبهم في الخزانة.. تركوا كل التفاصيل متناثرة في أركان البيت زفيرا معلقا في الهواء أصابع لا تتوقف عن العزف شجارا علي أشياء تافهة لطافتهم في محاولات الابتزاز. آآآآآآآآآآآآآآهٍ لو يدرون كيف نعالج شبح الرجولة في عيون الشفقة طأطأة الرأس للتخلص من الكلمات السخيفة. الأيام خريف مقيم يُسقط زهور الجسد ويستل الروح من الروح الراحلون تركونا نعيش كالأشباح. نزف اخرجي من روحي أيتها الشجرة الشمطاء لا أريد حبات توتك سأعقد هدنة مع الشمس وأستغني عن ظلك الذي تتباهين به أيتها المتغطرسة يا من تدعين الوداعة والرقة وتَحيكين خيوطك لاصطياد المتعبين سقطت أوراقك تعريتِ تماما انكشف وجهك القاسي ومهما تظاهرتِ بارتفاع أغصانك فإن الجذع الذي كتبت عليه اسمي سيظل محفورا إلي الأبد ولن يتوقف عن النزف قسوة نبتت علي كفي زهرة كل يوم تُغير لونها حتي لا أملّ وتمنحني أريجا خاصا بي وفجأة توقفت عن البهجة اختفت تركت ظلالها علي كفي بلا لون. الأماكن التي كانت تمنحني بها أريجها صارت بلا روح أرتادها من حين لآخر لعلي أصادفها ولا أعرف كيف أكف عن الانتظار أحيانا أشعر أني وحيد فألعنها هي واثقة أني ألعن وحدتي تتهمني بأنني أشبههم هؤلاء القساة الأنانيون الذين لا يحبون سوي أنفسهم أعلم أن الألم قد يدفع المرء لأشياء لا يعنيها تماما أين زهرتي من يعيدها إليّ من يقابلها يخبرها أنني جسد بلا روح وها أنا أتدرب بجهد كبير علي القسوة وصرت أشبههم فكيف أكون جميلا بلا زهرة.