ردا على تصريحات عاكف حول عمل رجال الوطنى مع مرسى.. عبد العال: التصريحات إقرار للحقيقة.. وزهران: "مغازلة" لكسب الفلول لصف الإخوان.. والمتحدث باسم الجماعة: لسنا طرفا بأى لجان مصالحة مع رموز "المنحل"

أثارت تصريحات مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين حول علاقة أعضاء الحزب الوطنى المنحل بالنظام الحالى وعمل عدد منهم مع رئيس الجمهورية محمد مرسى الخلاف بين القوى المدنية وقيادات بجماعة الإخوان المسلمين.
وبعدما كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن علاقة رموز النظام السابق بالنظام الحالى والاستعانة بهم وإجراء المصالحة مع رموزهم، خرج مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة ليؤكد، خلال مؤتمر جماهيرى لحزب الحرية والعدالة بالنادى الاجتماعى بمدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية، أن الرئيس هو من يعلم مصلحة مصر، وإن كانت مصلحة مصر تقتضى العفو عن مبارك ونظامه، فليعفو عنهم، وإن كانت تقتضى حبسهم فليظلوا فى سجونهم، وأنه لا إقصاء لرجال "الوطنى" المخلصين وأن بعضهم يعمل مع الرئيس، وإذا كانت مصلحة مصر فى العفو عن مبارك ونظامه فليخرجوا، موضحا أنه طالب مرسى أن يكون أكثر شدة وحسما، وأن شعبية الإخوان لن تتأثر بالإعلام.
وأكد الدكتور أحمد عارف المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة كمؤسسة أو حتى على مستوى أى فرد من إفرادها ليست طرفا فى أى مصالحة مع أو ضد أى رمز من رموز الحزب الوطنى السابق.
وأضاف عارف فى تصريح خاص ل "اليوم السابع" أن المعنى بهذا الأمر هو القضاء الذى يمكن أن يفرق بين من أفسدوا بالفعل من هؤلاء الرموز فى الحياة السياسية والاقتصادية للوطن، ومن كان منهم تعلق بالحزب السابق اضطراريا ولا يستطيع أى فصيل، أن يقوم بهذا الدور.
وأوضح عارف، أنه يوجد بالفعل لجنة متابعة معنية بالحوار المجتمعى بشكل عام ومع جميع الأطراف تتبع الرئاسة تعمل لما فيه مصلحة الوطن.
أكد جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والقيادى بالتيار الشعبى، أن تصريحات عاكف تعد مغازلة من النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، لكسب جبهة الحزب الوطنى تمهيداً لإبرام صفقات ثنائية، فيما بينهما، بطريقة غير مباشرة قبل بدء الانتخابات البرلمانية القادمة، وهذا يبرهن أن نظام الرئيس مرسى امتداد طبيعى لنظام المخلوع "مبارك".
أشار القيادى بالتيار الشعبى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن هذا التصريح من المرشد العام للإخوان المسلمين، يعنى أن الثورة لم تُحدث تغييراً جذرياً سوى استبدال أشخاص بأشخاص آخرين على نفس قواعد نظام المخلوع، وهذا يتعارض مع منطق ثورة 25 يناير وبناءاً على يعتبر هذا النوع من الحديث إشارة إلى إجهاض الثورة واغتيالها على أرض الواقع.
وشدد زهران، خلال تصريحاته أن الثورة قامت بسبب فشل الرئيس مبارك ونظامه فى تحقيق الحياة الأفضل للشعب المصرى، وأصبحنا اليوم بصدد نظام جماعة الإخوان المسلمين ينتهج نفس الأسلوب القمعى الذى لا يعد جزءاً من الثورة وهم الطرف الثالث.
كما أبدى أستاذ العلوم السياسية اندهاشاً شديداً بعد أن صدر حكم قضائى بحل الحزب الوطنى ويتجه النظام الحالى للتعامل معه بدعوى أنهم من الصالحين الذين يريدون مصلحة الوطن.
وقال سيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع، أن تأكيد مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان على أن هناك من رجال الحزب الوطنى من يعملون مع الرئيس هو إقرار للحقيقة بأن حكومة قنديل تقود المصالحة بين الإخوان ورجال أعمال مبارك.
وأضاف عبد العال، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"،لم يكن يوجد خلاف حقيقى بين نظام مبارك والإخوان، وما يحدث الآن هو استبدال نظام مبارك باسم محمد مرسى مع اختلاف الأسماء فقط، ولكن بوضع أكثر استبدادا.
ومن جانبه، قال أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير والأمين العام للحزب الاشتراكى لست مندهشا من هذا التصريح، لأن الإخوان أعلنوا على لسان عدد من قادتهم، ومنهم وزير الإعلام صلاح عبد المقصود ووزير العدل أحمد مكى أنهم لا يمانعون فى العفو عن مبارك.
وأضاف شعبان، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" رموز الإخوان أكدوا أنهم لا يمانعون إجراء تسوية مع رموز نظام مبارك، والأهم من هذا أن مرسى سبق الجميع باصطحاب رجال أعمال مبارك فى جولاته الخارجية بالصين ودول الخليج.
وأكد شعبان، أن ما يجرى الآن يؤكد أن ما كان بين الإخوان ونظام مبارك لم يكن خلافا إنما صراعا على كرسى الحكم وليس من أجل مصلحة الوطن، لتثبت الأيام أن نظام مبارك هو نفس نظام محمد مرسى الذى ينحاز لصالح رجال الأعمال على حساب ملايين المصريين والفقراء.
وشدد شعبان على ضرورة النظر للنظام الحالى بنفس النظرة التى كنا ننظر بها إلى نظام المخلوع مبارك.