سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شبكة "إن بى سى" الأمريكية: مساعدات واشنطن لمصر تبدو آمنة رغم الاضطرابات واستمرار الحكم الاستبدادى.. لا يوجد تهديد حقيقى بتعليق الكونجرس للمساعدات أو تأجيلها بسبب إجراءات "مرسى التعسفية"
قالت شبكة "إن بى سى" الإخبارية الأمريكية، إن المساعدات التى تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر تبدو آمنة، على الرغم من الاضطرابات التى تشهدها البلاد، وأضافت الشبكة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أنه على الرغم من تغير القيادة فى مصر من محمد حسنى مبارك إلى محمد مرسى، فإن الحكم الاستبدادى فى البلاد لا يزال قائما، وكذلك، وفقا لكل الاحتمالات، فإن المساعدات الأمريكية ستستمر أيضا. وأكدت الشبكة أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يطلب للعام المالى الحالى 1.55 مليار دولار مساعدات لمصر، 80% منها فى شكل مساعدات عسكرية، وعند هذه النقطة، يتابع التقرير، يبدو أنه لا يوجد تهديد حقيقى بأن الكونجرس ربما يعيق أو يلغى المساعدات المقدمة لمصر، نظرا للإجراءات التعسفية التى قام بها الرئيس محمد مرسى فى الأشهر الأخيرة، مثل الإعلان الدستورى المثير للجدل فى 22 نوفمبر الماضى، وفرض الطوارئ مؤخرا على مدن القناة الثلاث، فى الوقت الذى حذر فيه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى من انهيار الدولة لو لم تتصالح الفصائل المتحاربة فى البلاد. ونقل التقرير عن السيناتور الجمهورى البارز جون ماكين، الذى كان فى زيارة لمصر الأسبوع الماضى، قوله سابقا: إن المساعدات الأمريكية يجب ألا يتم تأجيلها بينما تنتظر الولاياتالمتحدة استقرار الأحداث فى مصر. وحذر ماكين من أن التأجيل ربما يسهم فى الفوضى التى قد تنجم عن انهيار الاقتصاد، وأضاف أن المشكلة الأكبر هى انهيار الاقتصاد، وحتى الإسرائيليون يفضلون استمرار المساعدات لمصر، لأن هذا مهم.. وقد سمعنا هذا من كثير من الإسرائيليين. لكن وفى إشارة إلى وجود انقسام فى السياسة الخارجية داخل أروقة الحزب الجمهورى، تحدى السيناتور راند بول، وزير الخارجية الأمريكى الجديد جون كيرى، خلال جلسة تأكيد تعيينه بالمنصب فى مجلس الشيوخ، عندما سأله: لماذا يجب أن ترسل أمريكا طائرات إف 16 إلى نظام مرسى؟. وتوضح "إن بى سى" أن ل"بول" موقفًا واضحًا، فى سبتمبر الماضى، بعد الهجوم على البعثات الأمريكية فى مصر وليبيا، عندما قال إن الشعب الأمريكى سئم من تقديم مساعدات لدول كمصر وليبيا وباكستان. وتقول الشبكة، إنه وفقا لتقرير أبحاث الكونجرس، صدر مؤخرا، فإن الولاياتالمتحدة قدمت لمصر بين عامى 1984 و2011 حوالى 71.6 مليار دولار فى إطار المساعدات الخارجية، بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية سنوية منذ عام 1987، وأنه منذ عام 1979 أصبحت مصر ثانى أكبر متلقٍ للمعونة الأمريكية بعد إسرائيل. ويوضح التقرير، أن "بول" يظل منعزلا فى دعوته لقطع المساعدات عن مصر، سواء داخل حزبه أو فى مجلس الشيوخ، حيث قال "كيرى" لأعضاء المجلس، إن مصر ببساطة شديدة الأهمية لأمريكا لدرجة لا يمكن معها التوقف عن تقديم المساعدات لها، وتحدث عن المصالح المهمة لأمريكا مع مصر، وحفاظها على اتفاق السلام مع إسرائيل، وقيامها بخطوات للتعامل مع المشكلة الأمنية فى سيناء، وهذه أمور مهمة لأمريكا ولأمن إسرائيل. ويوم الثلاثاء الماضى، اتفق مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ مع كل من "كيرى" و"ماكين" على أن تدفق المساعدات الأمريكية ل"مرسى" يجب أن يستمر، فعندما يوجه لأعضاء المجلس سؤالا عن المساعدات فإن الكلمة التى يستخدمونها هى "التواصل"، حيث قال السيناتور بوب كروكر، ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك ضرورة لوقف المساعدات الأمريكية لمصر فى ظل الاضطراب الحالى، أجاب قائلا: إنه لا يعتقد أن الاضطراب يجب أن يؤثر على "تواصلنا" مع مصر بالضرورة. أما السيناتور الديمقراطى بوب كاسى، الذى ترأس لجنة الشرق الأوسط الفرعية المنبثقة عن لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ، فأكد أنه يقول دائما إنه عندما تقدم واشنطن المساعدات فإنها لا تكون غير مشروطة دائما، ويجب أن يتم تقييم تلك المساعدات فى سياق ما يحدث فى وقت محدد، لكنه لا يفضل أن يسمع دعوات فى مجلس الشيوخ حول الحظر الشامل على المساعدات. سيناتور ديمقراطى آخر فى لجنة العلاقات الخارجية، وهو كريس كونز، الذى زار مصر مؤخرا أيضا، قال إن نقاش أعضاء مجلس الشيوخ مع "مرسى" تناول أهمية استمرار الدعم الأمريكى للاقتصاد المصرى وللجيش أيضا، إلى جانب تقدم مصر نحو الديمقراطية الكاملة، واحترام التزاماتها الخاصة بمعاهدة السلام. وأشار "كونز" إلى أنه سبق تعليق المساعدات الأمريكية لمصر، وقال إن السؤال الآن يجب ألا يكون هل يجب أن يتم تأجيل المساعدات مرة أخرى؟، بل يجب أن يكون: هل هناك وقت للبدء فى تقديم المساعدات وتوفير بعض الدعم للحكومة المصرية؟ والتعليق ينطبق على المساعدات الاقتصادية، لكن ماذا عن المساعدات العسكرية التى هى أكبر. وأكد "كونز" أن وفد مجلس الشيوخ الذى زار مصر مؤخرا أجرى اجتماعا إيجابيا للغاية مع وزير الدفاع، وأنه خرج مقتنعا بأن هناك التزامًا مشتركًا قويًا بالأمن الإقليمى والسلام، وأنهم يقومون باستثمار مسئول للدولارات الأمريكية فى تدعيم العلاقات العسكرية.