سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"صباحى" يستقبل وفداً من الخارجية الروسية.. ويؤكد: لدينا رئيس منتخب ديمقراطيا لكن لا يفهم الديمقراطية.. الثورة تسعى للاكتمال والسلطة تريد إنتاج نظام ديكتاتورى.. ويجب معالجة الفقر بخطط قصيرة الأجل
التقى حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، سيرجى فيرشنين مبعوث وزير الخارجية الروسى للشرق الأوسط، ووفدا من السفارة الروسية لدى القاهرة، مساء أمس الاثنين، بمقر التيار الشعبى بالمهندسين، لبحث عدد من القضايا الهامة فى مصر والمنطقة. وشدد صباحى، خلال كلمته باللقاء، على أن العالم يحتاج لنظام عالمى عادل ذى أقطاب متعددة يحافظ على استقلالية الدول بعيدا عن التدخل فى شئونها الداخلية ويعبر عن شعوب فى صيغة نظام جديد أكثر إنسانية، مرحباً بالوفد الروسى ومعرباً عن تقديره للدور الروسى تجاه القضايا العربية لاسيما فى فترة الستينيات. وقال صباحى، إن مصر تعيش الآن مرحلة فارقة فى تاريخها فى ظل ثورة تسعى للاكتمال وسلطة غير ديمقراطية تريد إعادة إنتاج نظام ديكتاتورى بقناع إسلامى ونظام بعيد عن القيم الأساسية للإسلام على رأسها العدل والمساواة والانتصار للفقراء. وأكد مؤسس التيار الشعبى، أن مصر لديها رئيس منتخب ديمقراطيا لكنه لا يفهم الديمقراطية على أنها الطريق للوصول إلى السلطة وليس طريقة لممارسة هذه السلطة، مشيرا إلى أننا أمام وضع استبدادى بدت شواهده من خلال فرض الرئيس للإعلان الدستورى الذى وصفه بالديكتاتورى وإصراره على تمرير دستور غير توافقى وعدوان السلطة التنفيذية على القضاء. وأوضح صباحى أن السلطة الحالية لم تستطع تحقيق مطالب ثورة يناير ولن تستطيع تحقيق أهم أهدافها وهو العدالة الاجتماعية والتى لا تؤمن بها فى أدبياتها، مشيرا إلى أن الطريق إلى تحقيق العدالة الاجتماعية هى التنمية الشاملة التى تعتمد على الموارد الداخلية للدولة المصرية. وأشار صباحى، إلى ضرورة المعالجة السريعة بخطط قصيرة الأجل لمواجهة الفقر وتحسين أوضاع الفقراء لاسيما مع انخفاض قيمة الجنية أمام العملات الأجنبية والارتفاع المطرد لأسعار السلع الأساسية. وأضاف صباحى، أن الشعب المصرى أمامه الآن خياران لاستكمال ثورته أولهما عن طريق صناديق الانتخابات لاختيار من يمثله فى مجلس النواب القادم بشرط أن تتوافر الضمانات اللازمة لنزاهة هذه الانتخابات، وأهمها الإدارة المحايدة للعملية الانتخابية والإشراف القضائى الكامل، وثانيهما الطريق الثورى من خلال ضغط الجماهير على السلطة الحالية للاستجابة لمطالب الثورة. وحذر صباحى من إغلاق الطريق الديمقراطى أمام الشعب فى اختيار من يمثله، مؤكدا أن الجماهير ستلجأ فى هذه الحالة إلى الشارع لتحقيق مطالب ثورة 25 يناير. وأكد مؤسس التيار الشعبى، أن القوى الوطنية لا ترفض الحوار مع مؤسسة الرئاسة شريطة أن يكون هناك جدول أعمال واضح وجاد لهذا الحوار يلتزم الطرفان بنتائجه للخروج بحلول عاجلة للأزمات التى تعانى منها مصر حاليا وإنهاء حالة الانقسام الحادة التى تهدد استقرار البلاد. وأوضح صباحى، أن القوى الوطنية هى التى طلبت الحوار حول تحقيق أهداف ثورة 25 يناير بعقد مؤتمر للعدالة الاجتماعية تطرح فيه كل الأطراف رؤيتها للخروج من المأزق الحالى، مشيرا إلى أن الفلسفة الاقتصادية لنظام حكم الإخوان لم تتغير عن الطريقة التى كان يدير بها الحزب الوطنى اقتصاد البلاد. وحول رؤيته للقضية الفلسطينية قال صباحى، إنه يعتبر فلسطين قضية كل مصرى، مشيرا إلى الضعف الذى يحيط بالموقف الفلسطينى بسبب ضعف النظم العربية وخروج مصر من قيادتها لمحيطها العربى والإقليمى وتحول الدور المصرى إلى مجرد تابع للإدارة الأمريكية وموالى للكيان الصهيونى فى النظام السابق. وأكد صباحى، أن فلسطين تحتاج إلى دعم حقيقى لرفع كافة أشكال الحصار عن الشعب الفلسطينى وضرورة الإسراع بإتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس والتصدى لعمليات الاستيطان المستمرة والتهويد المنظم للقدس، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج إلى ظهير دولى قوى يقف فى وجه المشروع الأمريكى الصهيونى فى مواجهة نظم عربية عاجزة. وعن الشأن السورى، قال صباحى، إن نظام الأسد فقد شرعيته بسبب إراقة الدماء المستمرة هناك، معربا عن ثقته فى قدرة الشعب السورى على الخروج بحل للأزمة الحالية التى يدفع ثمنها منفردا والوصول إلى حقه فى دولة وطنية ديمقراطية حديثة. وأضاف صباحى، أن الطرفين فى سوريا اختارا الحل العسكرى داعيا إلى الوقف الفورى لكافة أشكال العنف والبدء فى حوار سياسى وطنى والتمهيد لمرحلة انتقالية سريعة معربا عن أمله فى أن يتبلور طرف وطنى يعبر عن الشعب السورى بعيدا عن المعارضة المسلحة والنظام الديكتاتورى. وأكد صباحى، أن ما يحدث فى سوريا عبارة عن حرب إقليمية بالوكالة، مشيرا إلى دعم بعض الأطراف الدولية للمعارضة بالسلاح ودعم أطراف أخرى للنظام، مشدداً على أهمية الدور الروسى فى إقناع الأسد بوقف العنف فورا والتصدى للمشروع الأمريكى الصهيونى المتمثل فى إرسال السلاح للمقاومة. ومن جانبه، أعرب مبعوث وزير الخارجية الروسى للشرق الأوسط سيرجى فيرشينين، عن تقديره لصباحى، مؤكدا على اهتمام روسيا على استمرار علاقات التعاون بين البلدين، مشدداً على أهمية مصر فى حفظ الاستقرار فى المنطقة كدولة رائدة فى دول الربيع العربى. وأشار فيرشنين، إلى رغبة روسيا فى إنشاء لجنة مشتركة بين الحكومة المصرية والحكومة الروسية للتعاون الاقتصادى والعلمى والتقنى، مشيرا إلى أن هناك العديد من المشروعات الاستثمارية التى تنتوى روسيا إقامتها فى مصر. وأكد فيرشنين، أن روسيا تدعو لحل سياسى فى سوريا استنادا إلى اتفاقية جنيف 2010، مشيرا إلى أن موسكو غير متمسكة بأشخاص بمن فيهم بشار الأسد، ولكنها تقف مع الخيار السورى بعيدا عن التدخل الخارجى. حضر اللقاء، سيرجى كير بنشينكو سفير روسيابالقاهرة، وإيجور كرمنيف نائب رئيس إدارة الشرق الأوسط بالخارجية الروسية، وإيجور بلييف رئيس عملية السلام بالشرق الأوسط فى الخارجية الروسية، وفاسيلى جوباروف السكرتير الثالث بسفارة روسيابالقاهرة، والسفير معصوم مرزوق رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالتيار الشعبى المصرى، والدكتورة ماجدة غنيم عضو مجلس أمناء التيار.