ظلت ومازالت سيناء مضطهدة مظلومة على مدى عصور كثيرة، حيث كان قدرها أن تكون حائط الصد المنيع لكل الحروب والغزوات والأطماع فى مصر طوال تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر، وكانت بوابة الخير الذى استقبل موسى وعيسى ودعوة محمد صلوات الله عليهم أجمعين، إلاً أنها لم تلق أى اهتمام من الحكام الذين تعاقبوا على كرسى الحكم، فأهملت وتُركت عارية بدون غطاء كباقى المحافظات ولم يسع أحد إلى إنصافها وإنصاف أهلها بتحقيق قدر من النمو والرعاية وبرغم من العزلة الإجبارية التى فرضتها تلك الظروف والسمعة السيئة التى حاول الأعداء زرعها كما يزرع الألغام فى محاولة منه لدق آخر مسمار فى انفصال وعزل سيناء عن الوطن حيث انتشرت القصص عن غدر وخيانة بدو سيناء وروجت تلك الإشاعات بكثافة حتى صدقها الكثير من المصريين. وعن بطولات أهل سيناء فقد قامت القبائل ببطولات ومساعدات هائلة للوطن وللقوات المسلحة من البدو والحضر لا تقل بأى حال من الأحوال عن بطولات باقى المصريين برغم ظروف الاحتلال لعقود طويلة لهم ولأراضيهم منذ حرب 48 مروراً بحرب 67 إلى 1973. دمن المعروف لدى القادة والعالمين ببواطن الأمور أنه كان لهم دور عظيم فى جمع المعلومات عن العدو ورصد التحركات العسكرية داخل إسرائيل وإرسالها للمخابرات المصرية فى العريش، حتى إنهم كانوا قد أرسلوا خبر هجوم إسرائيل على مصر فى 5 يونيو. كما قاموا بإيواء الكثير من المصريين وعلاجهم لكثير من أفراد القوات المسلحة المتناثرين على الجبهة عقب حربى 48 ، 67 حتى أنه فى إحدى مرات التفتيش تم استدعاء موظفى السجل المدنى لاستخراج بطاقات للمجندين كأهالى من رفح بعد ارتدائهم الملابس البدوية فى طريقة لإخفائهم عن العدو الذى كان يبحث عنهم بشدة. فهود قبيلة السواركة: وهم ثلاثة شبان (حسن على خلف، بريك جهينى وأحمد سالم) الذين قاموا بتصوير الموانع المائية الإسرائيلية شمال سيناء وقاموا بضرب قيادة القوات الإسرايئلية فى العريش بصواريخ كاتيوشا وقبض عليهم وتم تعذيبهم ثم جرى استبدالهم فى صفقة تبادل أسرى بين مصر وإسرائيل بعد الحكم عليهم 149 سنة سجنا قضوا منهم 4 سنوات. البطل عودة صباح لويمى: من قبلية الترابين الذى قام بإبلاغ المخابرات فى 1972 أن القوات الإسرائيلية تقوم بالتدريب على عبور مانع مائى عند نقطة سد الروافع وقام بوصف كل المعدات بدقة متناهية لذلك كان سباقاً فى الإبلاغ عن ثغرة الدفرسوار قبل وقوعها. موسى رويشد: تخصص فى زرع الألغام فى طريق مدرعات وعربات العدو فى سيناء وأطلق عليه مهندس الألغام والشيخ سمحان موسى مطير الذى خصص بيته على أطراف السويس لتدريب الكثيرين من أهل سيناء لعمل مأموريات لصالح المخابرات المصرية والشيخ متعب هجرس شيخ قبيلة البياضية فتح بيته لاستقبال الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام 1967 وقام مع رجاله بتوصيلهم للبر الغربى ليكونوا فى أمان البطلة فهيمة وهى أول سيدة تعمل فى منظمة سيناء العربية تحمل جهاز لاسلكى متنقلا وتنقل التموين للأفراد خلف الخطوط وقامت بإيواء أحد الفدائيين فى منزلها فترة طويلة بعد أن حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام الحطب وكانت تقدم له الطعام والشراب فى حفرته مؤتمر الحسنة: وبعد 16 شهر من احتلال سيناء وبالتحديد فى 26 أكتوبر 68 حيث حاولت إسرائيل الإجهاز على سيناء بعد فرض العزلة وقصص الخيانة والعمالة لأهل سيناء فكان الإعداد لمؤتمر الحسنة بوسط سيناء بعد دعوة جميع وسائل الإعلام العالمية والدولية وبعد محاولة إقناع زعماء القبائل بإعلان استقلالية سيناء عن مصر لتوجه ضربة قاضية إلى المصريين والتى كانت سوف تكون إجراءً استباقياً قوياً لانفراد إسرائيل بسيناء. وأجتمع زعماء القبائل وأعطيت الكلمة لشيخ زعماء القبائل "سالم الهرش" والذى فجر قنبلة كانت أشد وقعاً من قنابل إسرائيل النووية حيث أعلن أن سيناء أرض مصرية وأن من بها هم مواطنون مصريون وتحت سيطرة الإدارة المصرية ورهن إشارتها وأنها سوف تكون كذلك إلى أبد الآبدين وإن كانت قابعة تحت الإحتلال فإنها ولابد ستحرر وتعود إلى حضن الوطن.