يبدوأن قادة الإخوان المسلمين لم يصدقوا إلى الآن أنهم وصلوا إلى سدة الحكم وصاروا هم من يحكمون هذا الوطن بمن يعيش على أرضه، وباتوا يتعاملون فى بعض المواقف من الزاوية الدينية لا الزاوية السياسية الواسعة، وأنها جماعة باتت إلى الدعوة أقرب من ممارسة سياسة الحكم، آية ذلك هو الخبر المنشور فى الصحف والمواقع الإلكترونية عن القرار الذى اتخذه المهندس سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ بتحويل قصر السيدة سوزان مبارك إلى مكتبة دينية ! . أعتقد أن القرار الذى أتخذ سيشيع إن لم يكن قد أشاع جوا من الغضب المكتوم بين العديد من المصريين وخاصة المسيحيين. فالقصر الذى تم تحويله إلى مكتبة دينية يعتبر ملكية عامة، إذاً كان ينبغى أن يؤخذ فى الحسبان أن القرار سيستفيد منه جميع المصريين وليس فئة دون الأخرى. كما أن هناك من سيعترض على تحويل القصر إلى مكتبة دينية وذلك لأن الإفادة هنا ستكون أقل فائدة، فالمكتبة العامة ستمتلئ أرففها بما هو دينى وسياسى وعلمى وأدبى واجتماعى وتاريخى... إلخ من العلوم الإنسانية والتجريبية المختلفة أما أن يحولها المهندس الحسينى إلى مكتبة دينية إسلامية ليرضى بذلك الخطباء والدعاة الذين وقفوا مطالبين بالكادر فهذا استغلال للموقف لأن بذلك القرار ارتدى المهندس ثوب الواعظ وخلع ثوب المحافظ المسئول عن جميع المصريين، بل ربما يلجأ العديد إلى القضاء لوقف ذلك القرار محتجا فى دعواه بأن قرار المهندس الحسينى بمثابة إقرار للطائفية والابتعاد عن مبدأ المواطنة التى دائما ما يحرص الإخوان على التصريح بالإيمان به، بل إن ذلك القرار سيفتح الباب للمسيحيين وهم شركاء أيضا فى الوطن للمطالبة بإنشاء مكتبة للدين المسيحى على نفقة الدولة، وهذا من حقهم، لذلك أهيب بالمحافظ سعد الحسينى بإعادة النظر فى ذلك القرار وجعل القصر مكتبة عامة بها جميع مؤلفات فنون العلوم المختلفة لينتفع بها الجميع.. والله من وراء القصد.
