◄تسكنها 10 آلاف أسرة ويتجاهلها المسؤولون منذ ثلاثين عاماً ولا يتذكرها السياسيون إلا وقت الانتخابات فى قرية عرب أبوسيال بمدينة السويس تختلط حياة السكان اليومية بمياه الصرف وأكوام القمامة، بينما تزاحم أسراب الذباب الأسر البسيطة فى منازلهم الضيقة، وتشارك الكلاب الضالة أطفال القرية فى لهوهم. فالقرية التى تقع ضمن حزام العشوائيات بمدينة السويس، يسكنها ما يزيد على 10 آلاف أسرة، تمثل نموذجا صارخا على مسلسل الإهمال الحكومى للمناطق الفقيرة. فرغم تخصيص صندوق مساندة العشوائيات ملايين الجنيهات بغرض تنمية هذه المناطق فإن تلك الأموال دائما ما كانت تنفق لصالح الأحياء الراقية والرئيسية بمدينة السويس، بغرض تجميلها، وحتى بعد الثورة لم يتحرك أى من مسؤولى المحافظة لنجدة أهل المنطقة المنكوبة التى تصب بأرضها مياه الصرف الصحى لمدينة السويس بأكملها. وفضلا على مياه الصرف الصحى التى تزكم الأنف، وتزيد من نسبة انتشار الأمراض المعوية والفشل الكلوى بين سكان القرية، تعانى «أبوسيال» من نقص حاد فى الخدمات، فمياه الشرب ملوثة، والرعاية الصحية معدومة، نظرا لعدم وجود أى وحدات صحية بها، أما أقرب مدرسة ابتدائية لها فتبعد 10 كليومترات عنها، ويضطر الملتحقون بها من أطفال القرية إلى عبور شريط سكة حديد للوصول إليها، فيتعرضون للخطر، هذا فضلا على أعمدة الضغط العالى المنتشرة فى طرق القرية، والتى يخشى السكان من آثارها السلبية على صحة أطفالهم. يقول سيف الدين جلال، أحد سكان القرية، إن مسؤولى المحافظة طالبوا أهالى القرية بالابتعاد عن أعمدة الضغط العالى بمسافة عشرة أمتار، وإنهم سبق لهم هدم منزله المكون من طابق واحد بسبب ذلك، إلا أنه قام ببنائه مرة أخرى، لأنه لم يجد مكانا آخر لإيوائه هو وأسرته، ويضيف جلال: «أنا عامل يومية، واللى جاى على أد اللى رايح»، ولا ينفى جلال حصوله على الأرض التى بنى عليها منزله عن طريق وضع اليد، ونفس الحالة تنطبق على %90 من أهالى القرية، أما أكثر ما يغضب جلال فهو اضطراره لدفع ثمن خدمة النظافة بالقرية، مضافة إلى فاتورة الكهرباء، رغم تراكم أكوام القمامة التى تسد الطرق، وتتسبب فى أمراض الحساسية لطفليه الصغيرين. من جهتها ذكرت هانم السيد، إحدى سكان القرية، حالة البعوض بالقرية عند حلول الظلام، قائلة: «بيهجم علينا الناموس بالليل، ويا ويله اللى يفتح شبابيك بيته».