حذر الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من خطورة التهاون في أمور العقيدة والعبادات، داعياً المسلمين إلى تبني مبدأ الاحتياط والورع كطوق نجاة في مواجهة القضايا الخلافية مثل عذاب القبر وفرضية الحجاب. وشدد الجندي في تصريحاته ببرنامج لعلهم يفقهون، المذاع على قناة دي ام سي، على أن الآخرة لا تقبل التجربة أو المغامرة، قائلاً: "ما تجربش في نفسك، دي آخرة ونار"، مشيراً إلى أن "عقيدة الورع" عند أولياء الله الصالحين تقوم على أخذ الأحوط في العبادة لضمان النجاة.
عذاب القبر ومنطق الربح والخسارة واستشهد "الجندي" بمثال حول إنكار البعض لعذاب القبر، مستخدماً منطقاً عقلياً لدحض هذه الأفكار، حيث أوضح أنه في حال أنكر الشخص عذاب القبر ثم وجده حقيقة بعد الموت، فإنه سيكون في مأزق لا مفر منه. وقال: "لو اعتقدت بوجود عذاب القبر وتبين عدم وجوده فلن تخسر شيئاً، ولكن الكارثة الحقيقية تكمن في إنكاره ثم اكتشاف حقيقته، وحينها لن يلحقك أحد".
الحجاب والندم الذي لا ينفع وفي سياق متصل، تطرق عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى قضية الحجاب، مشيراً إلى الفتاوى المتضاربة التي قد يسمعها البعض حول فرضيته. ووجه رسالة للفتيات قائلاً: "لو تحجبتِ وتبين يوم القيامة أنه لم يكن فرضاً، فأنتِ تقربتِ إلى الله ولم تكسري شيئاً، أما إذا خلعتِ الحجاب وتبين أنه فريضة، فستكون الخسارة فادحة ولن ينفع الندم".
تبرؤ المتبوعين من التابعين وأكد "الجندي" أن تعليق الأخطاء على شماعة الفتاوى أو آراء الشيوخ لن ينجي الإنسان أمام الله، مستشهداً بقوله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}. وأوضح أن الأعذار الواهية مثل "فلان قال لي" أو "الشيخ فلان أفتى" لن تُقبل يوم الحساب، مؤكداً أن "الورع" الحقيقي هو الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس على كل طرفة عين، والابتعاد عن كل ما قد يؤدي إلى الشر.