لحظات تاريخية سجلها التاريخ على أرض السلام، وشهدها العالم أجمع مساء أمس الاثنين 13 من شهر أكتوبر 2025، حيث انعقدت قمة شرم الشيخ للسلام، لتنطلق شرارة السلام من مصر أم الدنيا راعية السلام والأمان، لتكتب نهاية فترة عصيبة وأليمة وأكبر كارثة إنسانية في العالم وحرب إبادة استمرت على مدار سنتين كاملتين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكأن المولى عز وجل أراد لمصر أن تنتصر على أهل الشر الذين ساقوا ومولوا حملات التشويه وقالوا من دور مصر فى دعم ومساندة القضية الفلسطينية ليرد كيدهم في نحورهم، ويشاء القدر أن تكتب كلمة الحسم والنهاية لهذه الحرب الكارثية من مصر، وأن تطفىء نار الحرب من مصر. جاءت قمة شرم الشيخ للسلام برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتعكس المكانة الكبيرة للدولة المصرية أمام العالم كله، وتثبت أن مصر كبيرة قولاً وفعلاً، وأنها التاريخ والحاضر والمستقبل، حيث كان العالم على مدار اليوم أمس الاثنين يصوب أنظاره نحو مصر، مصر وفقط، فهى دائماً وأبدا صاحبة الدور المحوري والمؤثر والأكبر في القضية الفلسطينية وحل المشكلات وإدارة المفاوضات. انعقدت قمة شرم الشيخ للسلام على أرض السلام شرم الشيخ لتوجه رسالة ونداء السلام للعالم كله، لتعلن أمام العالم أجمع انتهاء الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، ويتم توقيع وثيقة اتفاق إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، لتكون بداية إرساء السلام في الشرق الأوسط وعودة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وقَّع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على وثيقة اتفاق إنهاء الحرب في غزة، خلال قمة شرم الشيخ للسلام بحضور قادة أكثر من 20 دولة، لتتجه أنظار العالم إلى مصر، وبالتحديد مدينة شرم الشيخ برئاسة مشتركة بين الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكما قال الرئيس السيسي، فإن "قمة شرم الشيخ للسلام" لحظة تاريخية فارقة، واتفاق إنهاء الحرب في غزة يغلق صفحة أليمة في تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويمنح شعوب المنطقة، التي أنهكتها الصراعات، غدًا أفضل. شعرت بالفخر وكذلك كل مصري تابع القمة، الشعب المصري شعر حقا بالفخر بالانتماء لهذا الوطن العظيم راعي السلام في المنطقة، نشعر بالاعتزاز والامتنان لأن مصر أشاد بها العالم كله أمس والجميع وجه لها الشكر والتحية والتقدير على استضافتها لقمة شرم الشيخ للسلام ونجاحها في جمع أطراف القضية على طاولة واحدة والوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، ووقف معاناة الفلسطينيين في القطاع ووقف نزيف الدماء والأرواح لتثبت مصر للعالم أنها لم ولن تفرط في القضية الفلسطينية يوماً، وأنها المدافع الأول وحائط الصد الأول والأهم والأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين. إن قمة شرم الشيخ للسلام أثبتت أن أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط، بل بالسلام وتحقيق الاستقرار والحرص على أرواح وحياة البشر، كما تعكس القمة وتجمع رؤساء وقادة 20 دولة ومشاركة 31 دولة ومنظمة دولية، في شرم الشيخ، قدرة مصر على صناعة السلام، وتعد نقطة تحول تاريخية لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. والوثيقة الشاملة لإنهاء الحرب على غزة أثبتت نجاح مصر في إجهاض وإفشال مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بل تُعد الوثيقة شهادة وفاة لمخطط التهجير، الذي تصدت له مصر بقوة حفاظًا على الأمن القومي المصري والعربي، بل مصر اعتبرته خط أحمر ولم تستطع إسرائيل وأمريكا تجاوز هذا الخط، فهم يعلمون مدى قوة وقدرة مصر. وما تحقق من اتفاق إنهاء الحرب يمثل تحولًا استراتيجيًا في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من السلام العادل والشامل في المنطقة.. إن هذه اللحظة فارقة في التاريخ العربي الحديث، لأنها أعادت الاعتبار لفكرة الحل العربي، وأثبتت أن مصر ما زالت قادرة على قيادة الإقليم نحو سلام يليق بتضحيات الشعوب، سلام يضع الإنسان في قلب السياسة، لا ضحيةً لها، كما أن قمة شرم الشيخ للسلام لم تكن مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل تعبير عن مرحلة جديدة من الحضور المصري في ملفات الإقليم، والقاهرة اختارت طريق الفعل لا الخطابة، فانتقلت من إدارة الأزمات إلى هندسة الحلول، وأصبحت مصر طرف أصيل وفاعل في الحل وتسوية الأزمة. والجميع أشاد بدور مصر القوي في إتمام الاتفاق وخبرتها الدبلوماسية الكبيرة في المفاوضات والقدرة على الإقناع، بجانب دور مصر الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفض تصفيتها، فضلاً عن إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية داخل قطاع غزة، فمصر لم ولن تتخلى أبدا عن دورها الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. فالموقف المصري من حرب غزة لم يتغير منذ اليوم الأول، فالقاهرة كانت تتحرك بعقل الدولة ومسؤولية التاريخ، لا بدافع الانفعال أو استرضاء المواقف، حيث فتحت المعابر رغم المخاطر، واستقبلت الجرحى والوفود، وحافظت على قنوات اتصال مع جميع الأطراف دون أن تنحاز إلا للإنسان الفلسطيني. كما أنه من اللافت في هذه القمة التاريخية إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمصر وتاريخها وحضارتها، وكذلك إشادته بالجيش المصري ووصفه بأنه من أقوى جيوش العالم، وهذه شهادة تمثل شهادة اعتزاز بقدرات الجيش المصري الذي تسلح بأحدث الأسلحة ويمتلك خبرة قتالية استثنائية، تعكس عقيدة وطنية راسخة في حماية الأمن القومي للبلاد، كما أنه أبدى إعجابه الكبير بشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفًا إياه بالقائد القوي وصاحب الرؤية الواضحة، فهذا التقدير الدولي يعكس مكانة مصر المتزايدة في دوائر القرار العالمي، ويؤكد أن الرئيس السيسي بات أحد أبرز صناع السلام في العالم المعاصر، بفضل مواقفه الثابتة وشجاعته في الدفاع عن القضايا العادلة. الأمر الأهم الآن بحث جميع الآليات الممكنة لحماية هذا الاتفاق وتفعيل هذه الوثيقة بكل بنودها ومراحلها، وضمان عدم خرقها من جانب أي طرف خاصة الاحتلال الإسرائيلي الذي لا عهد له، وحتى يتم الحفاظ على هذا الإنجاز الكبير الذي انتظره العالم كله لتخفيف المعاناة الإنسانية ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، كما أن المجتمع الدولي يجب أن يقوم بدوره ويضطلع بمسئولياته في بدء تفعيل خطة إعادة إعمار غزة ومشاركة الجميع في تكلفة الإعمار لإعادة الحياة إلى القطاع وتوفير حياة كريمة الشعب الفلسطيني.