سمحت إسرائيل اليوم الخميس، لأول مرة فى تاريخها بالكشف عن ثلاث وثائق سرية للغاية تكشف عن العلاقات الحميمية التى كانت تربط العاهل الأردنى الراحل الملك حسين بن طلال ورئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير عام 1972، وتناولت هذه الوثائق برقيات متبادلة بين الاثنين تناولت إدانة العاهل الأردنى للعملية التى وقعت ضد الإسرائيليين فى مطار اللد الذى قتل فيه حوالى 24 إسرائيليا وإصابة أكثر من 70 آخرين، حينما قام ثلاثة ركاب يابانيين بشن هجوم مسلح على مطار "اللد" – بن جوريون - حاليا ليلة 30 مايو عام 1972، حيث وجهوا بنادقهم الآلية والقنابل اليدوية وألقوهم فى كل الاتجاهات عقب نزولهم من الطائرة وقتلوا وأصيبوا العشرات من الإسرائيليين. وقال موقع "نيوز1" الإخبارى الإسرائيلى الذى نشر البرقيتين إنه على الرغم من أن اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن وقع بعد عشرين عاما من وفاة جولدا مائير إلا أن الملك حسين كان على علاقات قوية معها، وكان مهتما بتوثيق التعاون مع إسرائيل فى الحرب ضد أعدائها فى المنطقة. وتعلقت الوثيقة الثالثة التى سمحت تل أبيب بنشرها بعد 40 عاما بالهجوم الذى نفذه ثلاثة من عناصر الجيش الأحمر اليابانى ليلة الثلاثين من مايو عام 1972 فى مطار "اللد" الإسرائيلى الذى قتل فيه أكثر من 25 إسرائيلياً وإصابة 80 آخرين بجروح مختلفة، كما قتل خلال العملية اثنان من المنفذين فيما اعتقلت السلطات الإسرائيلية المنفذ الثالث كوزو أوكاموتو بعد إصابته بجراح متوسطة. وسمحت هيئة "أرشيف الدولة" الإسرائيلية بكشف النقاب عن مدى العلاقة الوطيدة بين المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة بملكها آنذاك حسين بن طلال والحكومة الإسرائيلية ممثلة برئيستها جولدا مائير، وقال الموقع الإسرائيلى إن إحدى الوثائق كشفت أن الملك حسين الزعيم العربى الوحيد الذى انتقد الهجوم، خاصة فى ظل الحروب التى شهدتها المنطقة بين الدول العربية وإسرائيل فى ذلك الوقت، حيث أرسل برقية تعزية أكد خلالها على قوة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، كما تناولت رسالته على التعاون المشترك بينهما فى مواجهة ما وصفه "بالإرهاب الفلسطينى". ونقل "نيوز1" الإخبارى الإسرائيلى النص الكامل للرسالة التى بعثها الملك حسين إلى جولدا مائير قائلاً فيها: "أنا مذهول من المجزرة البشعة التى نُفذت فى مطار اللد فمشاعرنا مشتركة تجاه الضحايا وعائلاتهم فألهمهم الله الصبر على هذه الفاجعة". وأوضح الموقع الإسرائيلى أن كلا من حسين وجولدا مائير استخدما أسماء رمزية فى برقياتهم بدلا من أسمائهم الشخصية، حيث كان يرسل حسين برقياته لجولدا تحت اسم "مارس" بينما جولدا مائير كانت ترد عليه البرقيات باسم "أبريل"، وأعرب عاهل الأردن خلال البرقية التى نشرتها إسرائيل اليوم لرئيسة الوزراء الإسرائيلية عن أمله فى أن يتوحد العالم لمحاربة "النفوس المريضة" الذين يخططون لجرائم ضد الإسرائيليين. ووصف العاهل الأردنى فى ذلك الوقت منفذى العملية بأنهم قوى الشر فى المنطقة وأنه يجب التعاون مع الإسرائيليين من أجل القضاء على الإرهاب، على حد تعبيره. وأوضح الموقع الإسرائيلى أن رئيسة الحكومة الإسرائيلية جولدا مائير ردت عليه ببرقية مماثلة أبدت خلالها شكرها العميق للملك حسين معربة عن أملها فى أن يحارب العالم المسئولين عن منفذى العملية. ترجمة النص الكامل للبرقية التى بعث بها الملك حسين لجولدا مائير: من مارس لأبريل "صدمت جدا من الجريمة الوحشية التى ارتكبت فى مطار اللد.. قلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم، ونسأل الله أن يعطى لهم القوة الكافية فى مواجهة تلك المأساة.. نأمل أن يتوحد العالم كله لمحاربة الإرهابيين، وضمان سلامة الركاب الإسرائيليين فى شركة الخطوط الجوية الإسرائيلية والعمل بشكل متعاون للقتال من أجل محاربة تلك النفوس المريضة الذين خططوا ونفذوا هذه الجرائم التى ارتكبت فى اللد". "نحن مصممون هنا فى الأردن لمحاربة قوى الشر والدمار فى منطقتنا، وبالتعاون معكم ومع بقية العالم، لن نسمح بتكرار هذه الحادثة مرة أخرى". وفى المقابل أرسلت جولدا مائير ردا على برقية سرية للغاية لحسين فى 4 يونيو 1972 تحت عنوان أبريل لمارس: ترجمة نص البرقية التى ردت بها جولدا مائير على الملك حسين: من أبريل لمارس "بسعادة غامرة تلقينا رسالتك فى 1 يونيو، ومعظمنا هنا فى تل أبيب يقدر تصريحاتكم العامة بخصوص جريمة القتل الوحشية التى ارتكبت فى اللد، ونأمل أن يتفهم العالم كله خطورة هذه الأعمال من خلال توفير خيارات لعقاب هؤلاء المجرمين". "من الواضح الآن، دون أدنى شك على الرغم من الجرائم التى ارتكبت من قبل شعب مجنون يوجد قائد عاقل مثلك سيادتكم يتفهم خطورة الأعمال الإرهابية ضدنا".
