قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه لا يمكن تجأهل حقيقة أن الصحابة كانوا يستمعون مباشرة من النبى صلى الله عليه وسلم، وأن البعض قد يثير تساؤلات حول قدرة الصحابة على القراءة والكتابة فى ذلك الوقت، موضحا أن كلمة "الأميين" فى القرآن الكريم لا تعنى فقط عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل هى إشارة إلى الفطرة السليمة والنقية التى تربى عليها الإنسان بعيدًا عن التشويه والمكر والخداع. وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن كلمة "أمي" فى الأصل كانت دلالة على الفطرة السليمة، لكن مع مرور الوقت تحولت فى الاستخدام العربى إلى معنى آخر، هو عدم القدرة على القراءة والكتابة، لكن ذلك لا يتعارض مع حقيقة أن الصحابة كانوا قادرين على نقل ما سمعوه من النبى صلى الله عليه وسلم بشكل صحيح. كما أوضح أن هناك فرقًا بين "كتابة السنة" و"تدوين السنة"، فكتابة السنة تعنى نقل الأحاديث التى كان الصحابة يسمعونها من النبى صلى الله عليه وسلم بشكل مباشر، بينما التدوين هو تنظيم وتصنيف هذه الأحاديث فى فصول وأبواب بعد عصر النبي. وأكد أن الكتابة كانت جزءًا من الحياة اليومية فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم، كما أن الله تعالى قد أمر الصحابة بالكتابة فى القرآن الكريم فى العديد من الآيات، مثل قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ" مما يعنى أن الكتابة كانت أمرًا مشروعًا ومعروفًا بين الصحابة، وأنه لا يمكن القول بأن الصحابة لم يكونوا قادرين على الكتابة أو أن ذلك يتعارض مع كتابات السنة النبوية.