أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية بما تحمله أسماء المرشحين من انتقادات ورفض للبعض منهم ولكن إلى هذه النقطة قد وصلنا وليس علينا إلا أن نكمل السباق وننتظر النتيجة وندعو جميعا أن تكون خيراً فلسنا على استعداد لتقبل المزيد من الاضطرابات فقد أصبح كل شىء حولنا يهتز إما معلنا للرفض أو متخوفا من المجهول. ولما كانت أحوال البلد خلال خمسة عشر شهراً تسر العدو ولا تسر الحبيب فقد أصبح لزاما علينا كمصريين أن نحدد ما الذى نريده من رئيس الجمهورية القادم. وعلى أساس هذا التحديد نختار. إننا كمصريين ليس لدينا طموحات كبيرة على الأقل فى السنوات الأربع الأولى وإن كانت هذه الطموحات يجب أن تكبر وتكبر حتى تصل إلى المستوى الذى يليق بحضارتنا وتاريخنا وصبرنا الذى صبرناه فى الماضى . وليضع كل منا أولياته وإن كنت أعتقد أنها تحديات وأن الحمل ثقيل جدا وأشفق على من سيحمله ولكن ندعو الله أن يعينه لما فيه خير هذا الشعب الذى قام بثورة وفقد فيها شهداء وعاش أياما وليالى صعبة. ولا أعتقد أن أولويات كل مصرى لن تخرج عن إرساء دعائم الديمقراطية السليمة بما يحقق المصلحة العامة وفى تصورى أن هذه الدعائم من الممكن أن تكون على الوجه التالى:- 1- عودة الأمن إلى الشارع المصرى فقد عشنا فترة لا نأمن فيها على أنفسنا أو ممتلكاتنا وكثيرا ما كنا نسمع عن سرقات هنا وهناك بلا أى تواجد للشرطة وليس لدينا استعداد أن تستمر هذه الحالة من الفوضى كثيرا . لذا يجب إعادة هيكلة جهاز الشرطة وإصلاحه بواسطة رجاله المخلصين وكذلك إعادة تأهيلهم وتغيير العقيدة الشرطية لديهم بما يتلاءم مع العصر الجديد. ستستعيد الدولة هيبتها سريعا إذا ما تمت إعادة هيكلة هذا الجهاز بصورة سليمة. 2- إعادة الثقة فى الاقتصاد المصرى بصفته اقتصاد جاذب للاستثمارات الأجنبية وتشجيع الصناعات الصغيرة بما يتيح فرص عمل جديدة للشباب لنتغلب على قضية البطالة لأن القضاء على هذة القضية سيجنبنا مشاكل لاحصر لها. من المفترض أن يعمل المجتمع كله وأن نتحول من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج يقدم الجديد دائما. 3- إعلاء كلمة القضاء وتحقيق الاستقلالية التامة عن السلطة فلا تتدخل السلطة بأية صورة كانت فى أحكام القضاء . وأن تنفذ أحكام القضاء على كل الناس سواسية فلا فرق بين الحاكم والمحكوم والغنى والفقير. الجميع أمام القضاء أفراد من الشعب العاديين ولا أحد فوق المساءلة. وليعلم كل مسئول أنه يخدم هذا الشعب وأن الشعب هو من جاء به إلى هذا الكرسى وأن عليه إرضاءه فإن أخطأ فليترك مكانه لمن هو أفضل منه . 4- إصلاح العملية التعليمية وعناصرها ووضع خطط متوسطة وطويلة المدى حتى يكون لدينا أجيال تتوافق مع أسواق العمل الآن وفى المستقبل . أتمنى أن يتم تدريس الدستور (لما يخلص) خلال سنوات التعليم من المرحلة الإعدادية وحتى نهاية المرحلة الثانوية فيدخل الطالب الى المرحلة الجامعية وقد عرف حقوقه ووجباته جيدا. إعلاء قيمة العلم والعلماء فإن الأمم لا تتقدم إلا بعلمائها. يجب أن تشجع الدولة أصحاب الأفكار الجديدة والاختراعات وتعمل على إعادة العلماء المصريين بالخارج وذلك بمنحهم الامتيازات للعودة وتنفيذ المشاريع الخاصة بهم. 5- إطلاق حرية الرأى والتعبير مع وضع ضوابط لها حتى لاتتحول إلى فوضى فلا شىء مطلق إلا داخل حدوده والإطار الخاص به. لن نتقدم إلا بإطلاق حرية تأسيس الأحزاب فيكون أمام الموطن أكثر من اختيار وليس اختيارا واحدا. وعلى جميع الأحزاب أن تعمل بالقرب من رجل الشارع فتشعر بما يشعر به. 6- أن يشعر الموطن المصرى بكرامته ويشعر أنه مواطن من الدرجة الأولى داخل بلده وأن يشعر أن أجهزة الدولة ستستعيد كرامته إذا ما أهينت خارجها . كرامة المصرى المصونة تحافظ على انتمائه وارتباطه ومشاعره الإيجابية تجاه هذا الوطن. أخيرا لا أتمنى أن تكون فترة حكم الرئيس القادم أكثر من مدة واحدة حتى يتولد لدينا الأمل فى التغيير وحتى لاتكون هناك فرصة للمنتفعين والمنافقين كما حدث فى الماضى وحتى يعرف كل رئيس أنه مؤقت سيغادر مكانه بعد مدة معينة فهذه طبيعة الوظيفة أنها مؤقتة وليست أبدية. أتمنى أيضا أن نعيش التجربة بكل ما هو جديد وألا نفكر بنفس الطريقة القديمة فنتيح الفرصة للنظام القديم أن يتولد مرة أخرى فمادام لديك فرصة للتغيير فلا ترفضها وتتشبث بالماضى وتتمسك به ثم تردد مفيش فايدة.