أكد العاهل المغربى الملك محمد السادس، أن تأسيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" كمؤسسة متخصصة، شكل تطورًا نوعيًا فى العمل الإسلامى المشترك، من أجل بناء قاعدة متينة للنهضة الحضارية للعالم الإسلامى، وخدمة أهداف التنمية التربوية والعلمية والثقافية والإعلامية، وذلك وفق رؤية شمولية، وفى إطار من التعاون والشراكة وتنسيق الجهود وتكاملها بين الدول الأعضاء. كما أكد جلالة العاهل المغربى - فى رسالة وجهها إلى الاحتفال الذى أقيم أمس فى المقر الدائم للإيسيسكو بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسها- على ضرورة تنمية الإنسان وجعلها فى صدارة الأولويات التى يتعين على المجتمعات الإسلامية النهوض بها، مضيفاً "إن الإيسيسكو مدعوة لتقديم مساهماتها فى بلورة نموذج تربوى حضارى، يساير العصر وينهل من الرصيد الغنى لعلماء أمتنا ومفكريها الأفذاذ، ومن القيم الإسلامية الحقة، القائمة على الحوار والوئام والتسامح والسلام، والتى شكلت على مر العصور معينًا لا ينضب استمدت منه مختلف الحضارات الإنسانية". وعن دور المنظمة فى الدفاع عن الهوية الثقافية فى القدس، قال "إذا كانت منظمة الإيسيسكو تعمل جاهدة على النهوض بالتربية والعلوم والثقافة بدول العالم الإسلامي، فإننا نودّ الإشادة أيضًا، بمساهمتها الفعالة فى الدفاع عن مدينة القدس والحفاظ على هويتها الروحية والثقافية وصيانة معالمها الحضارية والأثرية، سواء من خلال فضح الاتهامات الإسرائيلية السافرة للمقدسات الدينية بها، وتماديها فى تدمير المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية الفلسطينية بهذه المدينة السليبة، أو من خلال جهودها لتسجيل المواقع الأثرية والطبيعية الفلسطينية بها فى قائمة التراث الإنسانى العالمى". وأكد جلالته على ضرورة تنسيق الجهود والمبادرات للتصدى لهذه التصرفات الإسرائيلية المرفوضة التى تخالف قرارات الشرعية الدولية والمواثيق الأممية، وتتنافى مع تعاليم الديانات السماوية ومع القيم الإنسانية المثلى. واختتم رسالته، قائلاً "إن تخليد الذكرى الثلاثين لتأسيس منظمة الإيسيسكو ينبغى أن يشكل لحظة قوية لاستشراف المستقبل أكثر مما هو التفاتة إلى منجزات الماضى، ومن ثم فإننا واثقون من أن هذا الملتقى بما يتوافر له من فعاليات فكرية مرموقة، ومشاركة وازنة لأعضاء المنظمة من شعوبنا الشقيقة، سيتمكن من بلورة نظرة مستقبلية بناءة وواعدة لعمل هذه المنظمة العتيدة".