عام 2011 سيظل ذكرى سيئة فى ذاكرة السويسرى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" والذى شهد أصعب فترات ولايته لهذا الصرح الرياضى التى بدأت عام 1998 وعلى مدار 13 عاماً، جراء الأزمات العنيفة وتفشى الفساد داخل أروقة الفيفا، ورغم ذلك نجح فى الاستمرار على عرش الاتحاد الدولى لولاية رابعة تمتد حتى عام 2015. تنوعت الأزمات التى كانت بمثابة صداع فى رأس بلاتر، ما بين حملات التشويه المتبادلة مع القطرى محمد بن همام رئيس الإتحاد الآسيوى سابقاً، بالإضافة إلى تورط عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية فى قضايا فساد أبرزهم التريندادى جاك وارنر نائب رئيس الفيفا السابق، والتشكيك فى عملية التصويت لصالح ملفى مونديال 2018 و2022 والفائزين بهم روسيا وقطر على الترتيب، والجدل الدائر حول مواعيد إقامة مباريات كأس العالم 2022 فى الشتاء أو الصيف، وتوتر العلاقة بين الاتحاد الدولى والإنجليزى بسبب الاستهانة بظاهرة العنصرية التى تفشت فى الملاعب الإنجليزية. صراع بلاتر وبن همام تعد الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولى التى أقيمت مطلع يونيو الماضي، هى الأكثر سخونة، نظرا للأحداث والتصريحات وحملات التشويه التى صاحبتها بين بلاتر وبن همام، وهى المعركة التى حسمها السويسرى لصالحه وأرغم منافسه القطرى على الانسحاب من سباق الرئاسة، بعدما ثبت تورطه فى قضايا رشاوى أعضاء بالاتحاد الكاريبى لضمان الحصول على أصواتهم فى الانتخابات من خلال جاك وارنر نائب رئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الكاريبى سابقا الذى لعب دور "الوسيط"، فى الوقت الذى لم ينجح فيه بن همام فى كشف فساد بلاتر، والتى تم تبرئته من جميع الإتهامات التى وجهت إليه، بشأن مزاعم حول ضلوعه فى قضايا فساد، بعدما خضع للتحقيق بمعرفة لجنة "القيم" بالاتحاد الدولى، فى الوقت الذى تم إيقاف بن همام عن مزاولة أى نشاط متعلق بكرة القدم مدى الحياة. ومازال بن همام يسعى جاهدا لإثبات براءته، والعودة من جديد إلى الساحة الدولية، فى الوقت الذى يستعد فيه الإتحاد الآسيوى لإجراء انتخابات على مقعد الرئاسة فى مايو المقبل. مونديال قطر يثير الجدل أثار فوز قطر بشرف تنظيم مونديال 2022 جدلا واسعا وصل إلى حد التشكيك فى عملية التصويت، بعد الكشف عن تورط عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، فى الحصول على رشاوى مقابل التصويت لصالح الملف القطري، إلا أن بلاتر أكد على أحقية الدولة العربية فى تنظيم البطولة، مشيرا إلى أن هذا القرار نهائى لا رجعة فيه، كما تطرق البعض إلى موعد إقامة منافسات البطولة، حيث رجح الكثير إقامتها فى الشتاء لأن درجة الحرارة فى قطر تتجاوز ال50 درجة فى الصيف، الأمر الذى قد يؤثر بالسلب على سلامة اللاعبين، ويعتبر الفرنسى ميشيل بلاتينى رئيس الإتحاد الأوروبى من أشد المؤيدين لإقامة المونديال فى الشتاء. توتر العلاقة بين إنجلترا والفيفا العنصرية، وفوز روسيا بتنظيم مونديال 2018، وزهرة الخشخاش، كلها عوامل أدت إلى نشوب الحرب الباردة بين إنجلترا وبلاتر، وصلت إلى حد مطالبته بالتنحى عن منصبه، خاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل التى أطلقها السويسرى والتى استهان فيها بتفشى ظاهرة العنصرية فى الملاعب الإنجليزية، حيث قال: "العنصرية جزء من كرة القدم ويمكن أن تُحل عن طريق المصافحة عقب كل مباراة"، الأمر الذى أثار حالة غضب عارمة على الصعيدين السياسى والرياضى فى إنجلترا، ووصفه الإعلام الإنجليزى ب"المهرج"، إلى جانب ذلك شكك الإنجليز فى فوز روسيا بتنظيم مونديال 2018، والذى كانت تنافسها إنجلترا عليه، فيما تعنت بلاتر بشأن السماح للاعبى المنتخب الإنجليزى بوضع شارة "زهرة الخشخاش" فى مواجهة أسبانيا الودية، تخليدا لذكرى الحرب العالمية، لأن هذا الأمر يعد خرقا لقوانين الفيفا، ولكن سرعان ما تراجع بلاتر عن قراره.