تشهد مدينة الإسكندرية منافسة شديدة بين التيارات الإسلامية، التى طرحت مرشحين لها على أكثر من 90% من المقاعد، ويرى نادر بكار، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، أن المنافسة المحتدمة ستكون بين حزبى الحرية والعدالة وحزب النور، لكنه يراها تسير فى سياق "التنافس الشريف"، مبرراً ذلك باتفاق الطرفين مع غيرهما من الإسلاميين على ميثاق "العمل الإسلامى"، الذى صدر منذ فترة وحدد ضوابط فى المنافسة ومبادئ من المفترض ألا يخرج عليها أى من الأطراف، وانبثق منه غرفة عمليات تضم قيادات لوقف أى تجاوز ومحاسبة صاحبه – على حد قوله. واعتبر بكار أن تعدد المتنافسين الإسلاميين لن يفتت الأصوات، بل "سيثرى التجربة لأنه اختلاف تنوع"، يضمن وجود مرشحين كثيرين ينصرون الشريعة الإسلامية" على الأرض، ينافس حزب الحرية والعدالة بقائمتين فى شرق وغرب الإسكندرية، تضمان 16 مرشحا بينهم مرشح لحزب الكرامة ومرشح لحزب الإصلاح والنهضة، إضافة إلى 6 على مقاعد الفردى والتحالف مع المستشار محمود الخضيرى والمحامى حسنى دويدار على المقعدين المتبقيين بدائرتى الرمل والمنتزه. كما ينافس حزب النور على جميع المقاعد فى القائمة والفردى، عدا مقعد العمال بالدائرة الرابعة، رغم دخوله فى تحالف مع حزبى الأصالة والبناء والتنمية فى محافظات أخرى بمصر. وتنافس أحزاب الوسط بالتحالف حزبى النهضة والريادة – تحت التأسيس – بقائمتين تضمان على رأس كل منهما قياديين سابقين من جماعة الإخوان، هما خالد داود فى غرب وعمرو أبو خليل فى شرق وتعد قيادات الأحزاب الثلاثة، ممن اختلفوا مبكراً أو مؤخراً مع سياسيات العمل الحركى الإسلامى بشكله التقليدى لينشقوا ويؤسسوا لطريق آخر مستقل بعيداً عن الكلاسيكية الحركية. هذا التنافس فتح التساؤل باتجاه احتمالية تفتيت الأصوات بين الإسلاميين فى المحافظة ذات التواجد الإسلامى الكثيف أو احتمالية الدخول فى حرب تكسير عظام أو تناحر بين هذه الفصائل، وأى منها سيحظى بأغلبية الأصوات، لاسيما مع استخدام فصيلين منهما للشعارات الدينية بشكل واضح، "اليوم السابع استطلع آراء قيادات هذه الأحزاب فى رؤيتها لهذا التنافس. "بكار" ذاته يذهب فى الشق المتعلق برؤية الناخب لهذه المنافسة إلى أن الناخب سيكون مستفيدا من هذا التنافس والتعدد، فالخدمات التى يتنافس كلا الطرفين فى تقديمها للناخب ستعود عليه بالنفع، أيا كان الطرف المقدم لها"، كما أن "ارتياح الناخب لعدم وجود طرف يسيطر على الرؤية الإسلامية سيضمن له عدم احتكار أى منهما للحقيقة، بالإضافة إلى توقيف الناخب لمن يبدى الرغبة فى هذا الاحتكار. ورغم رؤية بكار المتفائلة فى المنافسة بين الإسلاميين، يعترف أن هذه المنافسة ربما تشهد بعض التجاوزات من أنصار هذا الطرف أو ذاك، لاسيما على المقاعد الفردية، إلا أنه "لن يصل إلى حد التناحر أو التنابذ، فالمرحلة التى تمر بها مصر تاريخية للإسلاميين ولن يفوتوا هذه اللحظة الخطيرة التى سيصاغ فيها دستور البلاد بالإقدام على أى عمل يؤدى إلى ذلك". "القوائم ستقلل من حدة المنافسة"، بهذه العبارة لخص حسين إبراهيم، أمين حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية ومرشحه على رأس قائمة غرب، رؤيته فى شكل التنافس بين قوائم ومرشحى الإسلاميين، متابعا، "غالبية رؤوس القوائم من الإسلاميين ستنجح فى الانتخابات، وبالتالى مهما تنافسنا فسنصبح زملاء فى مجلس واحد"، إلا أنه لا يستبعد اشتعال المنافسة على المقاعد الفردية على قلة المنافسة عليها. ويتفق إبراهيم مع بكار فى أن المنافسة الرئيسية ستكون بين الحرية والعدالة والنور، وبالتالى تقتضى المصلحة ألا تصل حدة المنافسة إلى التناحر بين الطرفين، حتى لا يفقد الفصيل الإسلامى مظهره الجيد فى الشارع، ومن ثم يستبعد إبراهيم إقدام أى فعل من شأنه إفساد العملية الانتخابية – على حد قوله. ويرصد إبراهيم الأرضية المشتركة بين الفصيلين فى "مكافحة أى بلطجة قد تظهر فى الانتخابات، ومنع التزوير ومطالبة الداخلية فى منعها بيانات الناخبين عن المرشحين"، هذا فضلاً عن وثيقة المبادئ فوق الدستورية التى اعتبر إبراهيم، "أنها وحدت الفصائل الإسلامية فى هذه اللحظة دون اتفاق مسبق"، ومن ثم "كلنا كسبانين". هذه الرؤية المتفائلة ينقدها المهندس هيثم أبو خليل، المتحدث الإعلامى باسم مرشحى ائتلاف الوسط، الذى يرصد بحسب قوله، "حرب غير معلنة من الإخوان على التيار السلفى، بوصفهم يهددون استحواذهم على مقاعد مجلس الشعب، لاسيما أنهم يستخدمون شعارات دينية مثلهم". كما يرصد أبو خليل "حرب تكسير عظام فى دائرة غرب بين كلا الطرفين، ستساهم فى تفتيت الأصوات وستكشف استخدامهم سلاح الشعارات، بما يجعل الناخب يبحث عن طريق ثالث يمثله". لكن هذا الأمر يرهنه أبو خليل "بزيادة نسبة مشاركة الناخبين فى التصويت، خاصة أن الإسكندرية هى أقل المحافظات التى قالت "نعم" فى الاستفتاء الماضى، وظهرت فيها القوة التصويتية للأقباط والقوى المدنية المنظمة فى انتخابات نقابة الأطباء الأخيرة التى اكتسحها القائمة المنافسة للإخوان". ويرى أبو خليل أن التصويت ضد الإخوان والنور سيكون عقابا لهم لصالح التيارات المحافظة أخلاقيا، والتى تراعى القواعد المدنية والديمقراطية فى المنافسة الانتخابية، بعدما أغرقت القوى التقليدية – الحرية والعدالة والنور – الشوارع بشعارات دينية"، متوقعا أن يصل إلى الأمر إلى تناحر معلن على المقاعد الفردية، بعد أن جاءت أسماء مرشحى حزب النور السلفى مكتظة بالرموز السلفية فى المحافظة – على حد تعبيره.