وقار تفرضه الدبلوماسية، يجيده السفير السعودى أسامة نقلى ويحافظ عليه، لكنه لا يمنعه من استعادة الماضى، والحنين إلى أيام الشباب وما شهدته من آمال وطموحات، حقق كثيرا منها، وربما نجح أكثر مما كان يأمل، لكنه يظل مشدودا إليها كحالنا جميعا. سنوات طويلة قضاها "نقلى" فى رحاب المؤسسة الدبلوماسية السعودية، بخريطة شاسعة ومتشابكة من الروابط والعلاقات، ورسائل إنسانية وأخلاقية تحملها المملكة للأشقاء والأصدقاء، وفى كل ذلك كانت زخيرة الشباب وأحلام السنوات الماضية، السند والمعين فى تحمل الأعباء، والحفاظ على الابتسامة الرائقة مهما كانت المهام والضغوط. حنين السفير السعودى إلى الماضى جسدته صورة، تختزل أربعين عاما من التفاصيل والمسؤوليات والنجاحات وتبدل الرحال من بلد إلى بلد، نشرها السفير أسامة نقلى عبر حسابه على موقع تويتر، معلقا عليها برسالة تتشبث بالأمل وتربت على أكتاف الواقع والماضى معا، قائلا: "حسابات الأرباح والخسائر.. أحد مبادئ علم الاقتصاد التى درستها بالجامعة وظلت رفيقة مسيرة طويلة منذ عقود من الزمن، والسبب أن ميزانها يتجاوز المسائل المادية، ويمتد إلى جميع مناحى الحياة الإنسانية والمجتمعية، ويشكل معياراً موضوعياً للنظر إلى الأمور بعيداً عن النوازع العاطفية". ونشر السفير "نقلى" صورته التى تعود ل 40 عاما على موقع التدوينات المصغرة "تويتر" وعلق عليها قائلا " سجل أول جواز دبلوماسى اقتنيته وكنت منتشياً به، قبل أن أدرك أن الدبلوماسية ليست رفاهية أو نزهة أو رحلة استجمام .. او كما قال @nizaromadani ( هى رحلة بذل وعطاء، وجهد متواصل، وعمل دؤوب، وثقافة ممتدة ومتجددة كالنهر، وثراء واسع فى التجربة، ورصيد كبير من الخبرة العملية والعلمية). ويعد السفير أسامة نقلى، من الدبلوماسيين السعوديين رفيعى المستوى، وعمل لفترة طويلة تحت قيادة وزير الخارجية الراحل سعود الفيصل-طيب الله ثراه- وله دور قوى فى دعم العلاقات السعودية المصرية على كافة الأصعدة. انضم السفير "نقلى" للعمل فى وزارة الخارجية السعودية ملحقاً دبلوماسياً عام 1981م، وتمرس فى مختلف مجالات العمل الدبلوماسى من خلال عمله فى كل من وكالات الوزارة للعلاقات الاقتصادية الدولية، السياسية، المنظمات الدولية، القنصلية. وذلك قبل أن ينضم إلى مكتب الوزير للشئون الإعلامية عام 1406ه / 1986م. انتقل بعدها إلى سفارة المملكة فى واشنطن فى عام 1408 ه / 1988م، نائباً لمدير المكتب الإعلامى بالسفارة، ثم مديراً للمكتب الإعلامي. وبعد عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية فى العام 1997م، تم تعيينه مديراً لمكتب وزير الخارجية للشئون الإعلامية حتى العام 2018، حيث تم تعيينه أول وكيل لوزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية العامة بعد إنشائها. خلال عمله فى وزارة الخارجية، شارك السفير أسامة نقلى فى العديد من الوفود الرسمية لوزير الخارجية فى الاجتماعات على المستويات الثنائية والمتعددة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، وحركة عدم الانحياز، واجتماعات الاتحاد الأوروبي، والاجتماعات الإقليمية والدولية منذ العام 1401ه. كما شارك عضواً فى الوفد المرافق لوزير الخارجية فى الزيارات الرسمية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولى العهد على المستويات الثنائية، وفى القمم الإسلامية والخليجية والعربية، وفى الاجتماعات عالية المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.