(دور مبارك فى الاغتيال) .. مقدم الجيش ممدوح محرم حسن أبوجبل، ليس هو اللغز الوحيد، أو السر الكبير فى حادثة منصة اغتيال السادات يوم 6 أكتوبر 1981.. اللغز فعلاً، هو رد فعل أجهزة الأمن والدولة التى علمت يقيناً بالمعلومات التفصيلية التى أدلى بها أبوجبل لمفتش مباحث أمن الدولة بالجيزة مساء 2 أكتوبر 1981، وبدلاً من بذل الجهد للحيلولة دون إتمام الجريمة، كلفت أبوجبل بمسايرة الجناة وقدمت له الذخائر والأسلحة التى طُلبت منه ليسلمها للجناة، بدعوى أنها غير صالحة!! خلافاً لما ظهر لاحقاً!! .. شهادة مثيرة، وخطيرة، أدلى بها اللواء النبوى إسماعيل فى حديث تليفزيونى منذ سنوات قريبة قال فيها إنه والدكتور فؤاد محيى الدين رئيس الوزراء، خرجا من مقر مجلس الوزراء قبل الحادث بساعات وجلسا فى إحدى السيارات بالقرب من مجلس الشعب ومعهما نسخة من الدستور، لدراسة ماذا يقرر الدستور حال غياب أو وفاة الرئيس؟!! وزير الداخلية يبحث مع رئيس الوزراء ماذا لو غاب الرئيس دستورياً؟!! بدلاً من أن يبحث فى إمكانية منع هذا الغياب؟!! لماذا كان هذا اللقاء «المريب» فى «سيارة» وخارج المكاتب الرسمية؟! وهل كانوا يقرأون الدستور؟ أم الفاتحة على روح الرئيس الذى اعتبروه فى حكم الغائب أو الميت، قبل أيام من عملية اغتياله التى كانت بالكامل تحت أيديهم تفاصيلها؟! السؤال الأهم، والأكبر، هو مدى اتصال محمد حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية والمسؤول فى هذا الوقت عن الملف الداخلى والأمنى بالعملية؟! هل وصل مبارك من أمن الدولة والداخلية تقرير عن معلومات أبوجبل؟ وما أدلى به من تفاصيل للمخطط؟ وما اتخذ من إجراءات معه وفى مقدمتها تسليمه ما طُلب منه لإتمام الجريمة؟!! هل أبلغ مبارك السادات؟ هل يمكن أن نقبل بأقوال وزير الداخلية التى ادعى فيها أنه أبلغ السادات بوجود مخاطر وتوصيته له بلبس القميص الواقى؟! هل علم مبارك بتفاصيل اعترافات أبوجبل؟ ولماذا لم يأمر بالقبض على أى من العناصر التى أرشد عنها؟!! ولا تلك التى وصلت إلى منزل أبوجبل – المراقب بالطبع – وتسلمت منه الأسلحة، وعادت بها مباشرة إلى منزل عبدالسلام فرج، الذى سلم الأسلحة للإسلامبولى «الموجود فى منزله» والذى اتجه بها مباشرة إلى بوابة الميريلاند لاصطحاب شركائه متجهين إلى مكان العرض العسكرى دون متابعة من جهات الأمن لهذا كله؟!! هل عرضت تلك المعلومات على ذلك الاجتماع الذى عُقد ظهر يوم 5 أكتوبر برئاسة اللواء أركان حرب محمد صبرى زهدى والذى حضره رجال الرئاسة وقيادات المجموعة 75 مخابرات حربية والمخابرات العامة وكان هدف الاجتماع تأمين منصة العرض وتسليمها للحرس الجمهورى الذى أنفق على تدريبه لحماية الرئيس 42 مليون دولار فى عام واحد!! وكيف تمكن أفراد من خارج القوات المسلحة أن يدخلوا منطقة العرض، وهى المحرم دخولها على أى من القيادات العسكرية، أو السياسية خلال ال 24 ساعة السابقة على العرض؟! وكيف تمكنوا من إدخال أسلحة وذخائر وقنابل يدوية ودخانية لتلك الساحة؟! وكيف توافق توقيت تحليق الطائرات فوق المنصة مع لحظة تنفيذ العملية؟! وما هى حكاية الطلقات النارية التى ظهرت فى جثة السادات وأشار تقرير الطب الشرعى إلى أنها رصاصات من يسار وخلف المنصة. وهو ما يتوافق مع شهادة أحد الضباط أمام النيابة العسكرية والتى أكد فيها أن أحد الجناة كان يطلق الرصاص من مسدس من يسار المنصة وهو السلاح الذى لم يكن ضمن الأسلحة التى استخدمها الإسلامبولى ومجموعته. «وللحديث غداً بقية.. ومازالت للمنصة أسرار»