عيد فطر مبارك أعاده الله على الأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات، فإذا كان شهر رمضان المعظم قد انتهى فإن العيد هو الجائزة الكبرى لمن فاز فيه بغفران الله تعالى ورحمته. عيد جديد يمر علينا ولكنه ليس ككل عيد فهو مختلف تماما عن أى عيد مضى على الأمه العربية فنحن الآن فى الربيع العربى الذى صال وجال فى الأمة كلها فليبيا منتشيه بنصر ثورتها واعتراف دول العالم بمجلسها الانتقالى؛ ولكنها بالتأكيد ما زالت فى منطقة الخطر أما سوريا واليمن فما زال شعبهما يواجه تحديات كبيرة وإن كان الوضع فى سوريا أكثر خطورة وأكثر غموضا مع احتمال دخولها إلى بؤرة المواجهة المسلحة على غرار ليبيا أما الوضع فى مصر فحدث عنه ولا حرج، فعيد هذا العام سيشهد تغيرا منذ البداية، فصلاة العيد لن تكون فى المساجد وحدها بل سيكون لميدان التحرير نصيب الأسد من عدد المصلين والمحتفلين بأول عيد يمر على الشعب المصرى بعد الثورة كما أن مبنى السفارة الصهيونية سيكون شاهدًا على صلاة عيد الفطر أيضا كما أن ساحة التغيير اليمنية لن يكون فيها موضع قدم لامتلائها بمصليها. كما أن الاحتفال بالعيد أيضًا فى مختلف الدول العربية سيشهد تغيرا ملحوظا؛ لأنه لن يكون فقط بالتهانى بل سيكون عيدا تملؤه الهتافات والمظاهرات والاعتصامات بل سيشهد مزيدا من المواجهات وإراقة الدماء العربية. فالشعوب العربية فى سوريا واليمن ستحتفل بهتافها (الشعب يريد رحيل النظام) أما الشعب المصرى، فيكون احتفاله (الشعب يريد طرد السفير) أما شعب ليبيا فلا هتاف لهم بل سيكون صوت طلقات النيران هو المسيطر على احتفالاتهم، كما أن الجيوش العربية أيضا ستحتفل بعيدها فالجيش السورى سيريق مزيدا من دماء شعبة أما الجيش المصرى الذى أكرمنا الله به فعلية مهمة إكمال ضبط النفس وحماية شعبه وحدوده من أى تجاوز صهيونى والشعب الفلسطينى أيضا سيحتفل كعادته بمواجهته المستمرة مع الجيش الصهيونى، خاصة أمام المسجد الاقصى. كما أتمنى فى مصر أن تكون صلاة العيد آخر صلاة يشهدها ميدان التحرير وأتمنى أن تهدأ أمورنا وننهى مرحلة الاعتصامات والمظاهرات وأن يسمى يوم الجمعة باسمه بلا أى ألقاب جديدة ولنصل إلى مرحلة البداية الحقيقية من أجل إعادة بناء بلادنا وإنقاذ اقتصادنا، ولنكن مؤمنين بأن الوقت قد حان للخروج من منطقة الخطر، وأن العمل الجاد هو طريقنا للارتقاء بمصر إلى مجدها ومكانتها. فالله أكبر.. والعزة لمصر.