"البجعة السوداء" ترسم سيناريوهات الدولة الدينية والاحتلال والتفكك بعد الثورات

طرحها ملحق السياسة الدولية

القاهرة انتفاضة عشوائية تنتهى بدولة دينية بمباركة واشنطن.. ودويلة للنوبة على حدودنا مع السودان فوضى شاملة فى سوريا بعزل ماهر لشقيقه بشار.. احتلال أمريكى لليمن.. وتقسيم ليبيا لدويلات.. قيام دولة دينية فى مصر على نمط تنظيم القاعدة أو ولاية الفقيه فى إيران، احتلال أمريكى لليمن وتركى لأجزاء من السورية، فضلاً عن فوضى شاملة فى البلدين، تقسيم ليبيا، وظهور كيانات مستقلة لتكون دول داخل الدول فى عدد من الأقطار العربية.. كل هذه السيناريوهات رسمتها نظرية "البجعة السوداء" السياسية للتطورات فى منطقة الشرق الأوسط التى ضربها ربيع الثورات العربية.
وتقوم "البجعة السوداء" التى طرحها الباحث الأمريكى نسيم نيكولاس محاولة استقراء الأحداث المفاجئة وغير المتوقعة خاصة الثورات، وتركز على السيناريوهات أو الأطروحات المستبعدة فى عقل أى محلل سياسى، وبالتالى يمكن القول إنها النظرية التى تعتمد على التطورات الأقل احتمالا ولكنها ربما تكون الأكثر تأثيراً فى مستقبل المنطقة العربية.وقام مجموعة من الباحثين المصريين بتطبيق هذه النظرية على الوضع الملتهب فى الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع فى مصر وسوريا وليبيا واليمن ووضعوا، ونشرت مجلة السياسية الدولية فى عددها الأخير يوليو 2011.
ففيما يتعلق بمصر تقول البجعة السوداء، إنه فى ظل الانشغال بالحديث عن القضايا السياسية وتنحية قضايا مصرية مثل العدالة الاجتماعية ومع تفاقم وتردى الأوضاع الاقتصادية، التى ستزيد الضغط على الطبقات الفقيرة ستقع انتفاضة عشوائية تزيد حالة الفوضى ويعطى ذلك فرصة للتيارات الدينية للوصول للحكم.
فى الوقت الذى ستقبل فيه أمريكا التى دعمت على مدى عقود الأنظمة الديكتاتورية، بهذه الدولة رغم أنها ليس لديها رغبة حقيقية فى دعم الديمقراطية، ولكن المهم مصالحها مثل النفط وأمن إسرائيل.
وفى سوريا تطرح البجعة السوداء 4 سيناريوهات ترتكز على الفوضى الشاملة السنياريو الأول إقصاء بشار الأسد لشقيقه ماهر الذى يقود الحرس الجمهورى والقوات الخاصة على غرار الأمر الذى حدث بين حافظ الأسد ورفعت، حيث ستقع عمليات انتفامية من الجناح العسكرى المتشدد، والثانى إقصاء ماهر لبشار الأسد سواء عبر عزله بالكامل أو تهميش وجوده وظهوره إعلامياً، وهو أمر سيؤدى لتفجير مزيد من الاحتجاجات وتمرد جماعى بين ضباط وجنود الجيش.
الاحتمال الثالث تمرد عسكرى ضد حكم آل الأسد يقوده وزير الدفاع على حبيب أو قائد الجيش داود راجحة أو أحدهما خاصة وأن أيا منهما لم يتورط بعد بشكل مباشر فى القمع الأمنى للمتظاهرين وكلاهما تم تعيينه حديثا فى يونيو 2009. والسيناريو الرابع استمرار نظام الأسد فى التماسك مع تصعيد العنف الأمنى والعسكرى ضد الأهالى.
وفى ظل هذه الفوضى سيقع احتلال تركى لأجزاء من سوريا، وتقع حربا استراتيجية طاحنة بين إسرائيل وإيران لمحاولة إدارة الدفة فى سوريا، أما فى اليمن فكانت رؤية البجعة السوداء واضحة، وترتكز على احتلال أمريكى لليمن، بسبب حالة الفشل التى تعانى منها الأخيرة، واندلاع حرب أهلية متوقعة، ومحاولة لمنع انتقال عدوى الاضطرابات عن بقية دول شبه الجزيرة العربية ومواجهة تعزيز تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الجهادية.
وفى ليبيا فإن البجعة السوداء ترى حكما عسكريا من رفقاء الزعيم الليبى معمر القذافى المنشقين عليه مؤخرا مثل اللواء عبد الفتاح يونس واللواء سليمان محمود والعقيد خليفة حفتر أو تقسيم ليبيا لشرق وغرب.
وأقل السيناريوهات ضررا من التقسيم هو التحول لنظام فيدرالى يعيد التقسيم الإدارة لفترة العثمانية (برقة/ طرابلس/ فزان) واعتماد دستور فيدرالى قائم على اللامركزية.
ومن السيناريوهات الأخرى عودة الحكم الدستورى الملكى بعودة الأمير محمد السنوسى وريث الأسرة المالكة سابقا فى ليبيا.وتتوقع البجعة السوداء ظهور مجموعة من الدويلات فى منطقة التماس العربى الإفريقى، مثل دويلات للطوارق، والأمازيغ فى منطقة المغرب العربى وقبائل الجنوب الغنى بالنفط فى ليبيا تؤسس لدويلات، ودويلات لتنظيم القاعدة فى مالى والنيجر، ودويلات فى دارفور غرب السودان بخلاف دولة الجنوب وربما فى الشرق دويلة أخرى، وبين مصر والسودان ظهروا دويلة لقوش وهى تنظيم مسلح للنوبة، ودويلة لإقليم كزامس بين موريتانيا والسنغال.