محاسب يعثر على طفلة رضيعة تصارع الموت بطريق الاتوستراد

مهما بدت الصورة قاتمة هناك دائمًا شعاع نور ينبعث من رحمة الله سبحانه وتعالى، ولولا ذلك لفسدت الأرض وتحولت إلى غابة لا مجال فيها إلا للقوى..
هذه الواقعة تمثل تجلياً واضحًا للقسوة والرحمة.. القسوة تمثلت فى أب وأم تخليا عن أبسط مشاعر غريزة الأبوة والأمومة الفطرية وتخلصا من طفلتهما الرضيعة وألقياها على طريق الاتوستراد لتواجه مصيرا مظلما لا يعلمه إلا الله.. والرحمة تجسدت فى محاسب شاب رق قلبه لهذه الطفلة البائسة وحملها إلى أقرب مستشفى لإنقاذ حياتها من موت حتمى كان ينتظرها.. ولم يكتف بهذا بل طلب رسميًا من النيابة الاحتفاظ بالطفلة والتكفل بها.
أحداث هذه الواقعة بدأت أثناء قيادة "توفيق.م" 31 سنة مندوب مبيعات بإحدى شركات السلع الاستهلاكية لسيارة الشركة متوجهًا لعمله على طريق الاوتوستراد وأثناء سيره جذب انتباهه "لفة" تتميز بالغرابة على جانب الطريق يحيطها قماش أبيض اللون، مما دفعه للتوقف لاستكشاف الأمر والتأكد من حقيقته.. وأخذ يقترب منها بحذر وخطوات مرتبكة مترددة يحركها الخوف والفضول حتى فوجئ ببكاء ضعيف ينبعث من هذه "اللفة"، وتبين له أن هذه الشىء عبارة عن طفلة رضيعة حديثة الولادة لم يتعد عمرها يومين فى حالة مذرية تكاد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة من الجوع وسوء حالتها الصحية وأيضًا الكلاب الضالة التى كادت تفتك بها، كما فوجئ بأن شخصًا ما ألحق بها بعض الأذى وكأنه كان يريد أن يتخلص منها بحرقها بأنحاء جسدها، فحملها وتوجه بها بسيارته إلى قسم شرطة المقطم وطلب مقابلة رئيس مباحث القسم، وشرح له كيفية عثوره على الرضيعة، والحالة الصحية السيئة التى تمر بها، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتم إجراء الإسعافات الطبية لها ثم تم تحويل مندوب المبيعات إلى النيابة وهناك أمام إسماعيل حفيظ، وكيل نيابة الخليفة، رق قلب المندوب للطفلة وقرر أن يتولى أمر هذه الطفلة وأن يكون بديلا لوالديها، فتم اتخاذ التعهدات والضمانات القانونية اللازمة عليه أمام أمير نوار رئيس نيابة الخليفة، وتم تسليمه الطفلة.