أعلن الدكتور سمير الصياد، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، عن تشكيل لجنة عاجلة تضم ممثلين عن غرفتى صناعة ودباغة الجلود والمجلس التصديرى للصناعات الجلدية، إلى جانب الدكتور هانى بركات، رئيس هيئة المواصفات والجودة، والمهندس هشام الحارونى، المشرف على هيئة التنمية الصناعية، وذلك لوضع برنامج زمنى محدد للإسراع فى نقل مدابغ الجلود من منطقة مصر القديمة إلى الروبيكى، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيسهم فى إعادة تطوير هذه الصناعة الهامة، مما يزيد من القدرة التنافسية للمنتجات الجلدية المصرية، ومن ثم إلى الأسواق العالمية. جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عقده الوزير صباح أمس مع ممثلى غرفتى صناعة ودباغة الجلود والمجلس التصديرى للمنتجات الجلدية، حيث استعرض الاجتماع أهم المشكلات التى تعترض هذه الصناعة والمقترحات الخاصة للتوصل إلى حلول جذرية تسهم فى النهوض بقطاعى الدباغة وصناعة الجلود خلال المرحلة المقبلة. وقال الوزير، إنه على الرغم من تعارض المصالح بين القطاعين فى كثير من الأمور، إلا أن الجميع أكد على حتمية إعلاء المصلحة العامة لمصر قبل أى مصلحة شخصية، وهو ما سيسهم فى التوصل إلى حلول سريعة لكافة المشكلات العالقة بين الجانبين منذ فترة طويلة، وبالتالى استفادة معظم العاملين فى القطاعين من أى قرارات قد تصدر خلال المرحلة المقبلة دون استئثار فئة بهذه الامتيازات، مشيراً إلى توجه الوزارة لتشجيع زيادة الصادرات لكافة المنتجات، ولكن دون تأثير ذلك على الصناعة المحلية أو فرص التشغيل. وفيما يتعلق بشكوى عدد من أعضاء غرفتى صناعة ودباغة الجلود من ضعف الإمكانات المعملية لفحص المنتجات المستوردة، كلف "الصياد" رئيس هيئة الرقابة على الصادرات والواردات بتنظيم زيارة لوفد من الغرفتين والمجلس التصديرى للمنتجات الجلدية لمعامل فحص الجلود بالهيئة فى كل من بورسعيد والعين السخنة للتعرف على الإمكانات المتاحة لدى الهيئة، كما تعهد الوزير بأنه فى حالة عدم توافر الإمكانات المطلوبة تتولى الوزارة تزويد هذه المعامل بكافة الإمكانات المعملية المطلوبة لسرعة فحص هذه المنتجات دون إضافة أى تكلفة إضافية على المصدر أو المستورد. ودعا الوزير أعضاء الغرفتين إلى ضرورة دراسة إنشاء مصانع لإنتاج مستلزمات الإنتاج محلياً، سواء من خلال استثمارات مصرية بخبرة أجنبية أو من خلال تعاون مشترك مع استثمارات أجنبية، لضمان الحصول على أحدث التكنولوجيا المستخدمة فى الصناعة الهامة، مطالباً هيئة التنمية الصناعية بإعداد الدراسات الخاصة بإنشاء مثل هذه المصانع، والتى ستوفر احتياجات مصانع الجلود من مستلزمات الإنتاج، إلى جانب خلق المزيد من فرص العمل أمام شباب الخريجين. من جانبه أكد الدكتور حمدى حرب، رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، أن الغرفة ليس لديها مانع من تحقيق التوافق فى المصالح بين أعضاء غرفتى الدباغة وصناعة الجلود، وذلك لتحقيق المصلحة العامة، لافتا إلى أهمية الإسراع فى نقل المدابغ إلى منطقة الروبيكى، وذلك للحفاظ على أموال الدولة، والتى تم صرفها على إعداد هذه المدينة المتكاملة، والتى ستسهم فى تطوير هذه الصناعة الهامة، وبالتالى زيادة الصادرات. وأشار يحيى زلط، رئيس غرفة صناعة الجلود، إلى أن هذا الاجتماع يعد خطوة أولى نحو حل مشاكل قطاع صناعة الجلود، والذى عانى خلال المرحلة الماضية من كثير من المشكلات التى حالت دون تطوير هذه الصناعة الهامة نتيجة توجه الكثيرين لاستيراد الأحذية والمنتجات الجلدية المستوردة على حساب المنتجات المحلية، مطالباً بضرورة تطبيق المواصفات القياسية على المنتجات المحلية والمستوردة على حد سواء، وذلك لضمان المنافسة العادلة داخل السوق المصرى. وحول رؤية المجلس التصديرى للصناعات الجلدية، أكد هشام جزر، رئيس المجلس، حرص المجلس على زيادة صادرات هذا القطاع الحيوى، حيث إن صادرات مصر من قطاع الجلود بلغت خلال الفترة من يناير – مارس من العام الحالى 298 مليون دولار، مقابل 238 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2010، مشيراً إلى ضرورة تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى هذا القطاع، وذلك من خلال توفير المزيد من خدمات مركز تحديث الصناعة، مثل جلب الخبراء ودعم المشاركة فى المعارض الداخلية والخارجية، وأيضا زيادة قيمة المساندة المقدمة من برنامج رد الأعباء للمصانع الصغيرة والمتوسطة، هذا فضلاً عن ضرورة الارتقاء بمستوى إنتاجية المصانع وضمان الالتزام بمعايير الجودة فى المنتج النهائى، وهو ما سيسهم فى إحداث طفرة فى معدلات صادرات الجلود خلال المرحلة المقبلة.