البعض أتهم قصور الثقافة بالشيخوخة، بسبب كثرة عدد موظفيها والبعض الآخر اتهمها بتكرار أنشطتها، وآخرين طالبوا بإعادة صياغة أهدافها، واستغلال مقراتها لإقامة فنون تابعة لهيئات متخصصة، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى حينما طالب الثقافة باستخدام قصورها للوصول إلى المواطنين كافة والشباب خاصة، كان يعرف أنها قريبة من كل الأماكن، وتصل إلى البيوت فى القرى والعزب والأرياف، عن كل ما يحدث فى قصور الثقافة، والاتهامات التى تكال إليها.. يتحدث أحمد درويش، مدير الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى، والذى يضم خمس محافظات، وهى مطروح والإسكندرية والبحيرة والمنوفية والغربية.. فإلى نص الحوار.. قصور الثقافة متهمة أيضًا بالشيخوخة مع عدم وجود تجديد للأنشطة؟ هذا غير صحيح، لأننا فى الفترة الأخيرة حدث تغيير جذرى فى كافة أنشطتنا، يكفى أن معظمها تكون خارج المواقع الثقافية، واشتركنا مع هيئة الرقابة الإدارية فى بعض القوافل، وأثنوا علينا، ويوم 6 مايو المقبل، سننظم مؤتمر إبداعى لمحافظات الإقليم الخمسة لمدة 3 أيام لإظهار مدى قدرات الشباب التابعين لقصور الثقافة، سواء من الشباب أو المرأة، أو ذوى القدرات الخاصة
ولكن عدد الموظفين كثير وغير المختصين يؤثر على عمل القصور الثقافية؟ بالعكس، أعانى من عدم وجود عمالة تساعدنى على العمل 7 أيام، فمنذ 2012 صدر قرار من رئيس الوزراء بمنع التعيينات بكافة أنواعها سواء بالتعاقد أو التعيين الثابت أو المؤقت، وبالتالى كل من يخرج على المعاش منذ 6 سنوات لا أجد له بديلًا، ولدينا نقص فى العمالة، التى أحتاجها خاصة الفنيين وعمال الخدمات وموظفى الأمن، وأحتاج إلى خريجيين مختصين، لأن عدد من الذين تم تعيينهم فى فترة ما قبل 2012 موظفين باختصاصات غير مفيدة لنا. ما هو حجم التمويل والميزانية الخاصة بإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى وهل تكفى؟ بالطبع لا تكفى ما نقدمه لأن الطلب على الأنشطة والفعاليات أكثر من العرض، وأحصل على 5 ملايين جنيه سنويًا، يدفع منها المصروفات الخاصة بالمرافق والخامات الذى زاد سعرها، ولكن عندما أحتاج للمزيد من المصروفات أقدم طلب للوزارة وأحصل عليها.
ما الممنوع فى قصور الثقافة؟ الممنوع ازدراء الأديان أو نقد للسياسة والحكومات، لأن هذا ليس دورنا، وإنما دورنا اثراء الحركة الفنية والثقافية فى مصر، من خلال التذوق فى الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلة بأنواعها ولكن ليس لنا اغراض حزبية أو سياسية، ونعلم الناس المواطنة وحرية التعبير وثقافة الاستماع إلى الاخر .
كم عدد قصور وبيوت الثقافة التابعة لإقليم غرب ووسط الدلتا؟ لدى فى الإقليم 124 موقعا ثقافيا من قصور وبيوت ثقافية ومكتبة، وفى الإسكندرية 12 موقعا، قصر وبيت ومكتبة، بالإضافة إلى قصر التذوق الفنى بسيدى جابر الذى له طبيعة خاصة والذى يتعامل مع الفنون التشكيلية والنشاط الفنى كفرق، وكل هذه المواقع تغطى جميع الأنشطة الفنية والثقافية، وكلهم يشترط فيهم وجود مكتبة للكبار والصغار، فغرض قصور الثقافة الأساسى نشر الوعى الفنى والثقافى بين كل المواطنين، والعمل مع المرأة والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة، ونتعامل مع كل قطاعات الدولة من دور رعاية للأطفال والمسنين وحتى السجون.
هل هناك قصور ثقافة مغلقة فى الإسكندرية؟ هناك بيت ثقافة رشدى، والذى تم نقل موظفيه لبيت ثقافة 26 يوليو، أما قصر التذوق الفنى بسيدى جابر، لم يتم إغلاقه، وإنما صدر قراره من إدارة الحماية المدنية، بعدم قدرة المكان على تحمل عدد أكثر من الرواد، وبالتالى بقى فقط العمل الإدارى به، ولكنه يمارس أنشطته الفنية فى كافة المواقع.
وماذا تقدمون من ثقافة للمجتمع؟ فى عيد الأم ذهبنا إلى سجن النسا بالقناطر الخيرية، ونظمنا ورشا للمشغولات اليدوية، وورش حكى لكى ينفثوا عن أنفسهن، كما استقبلنا 50 طفلا من مستشفى 57357، وتم التعامل معهم واكتشاف مواهبهم الفنية، والترفيه عنهم .
وماذا عن القوافل الثقافية؟ نظمنا 25 قافلة ثقافية خلال شهرى فبراير ومارس، فى بعض القرى والأرياف التى لا يذهب أهلها إلى قصور الثقافة، كما اشتركنا فى قوافل مع هيئة الرقابة الإدارية والمحافظة مثل قرية بنجر السكر، لمحاولة التركيز على علاج بعض مشكلات هذه القرى، مثل الهجرة غير الشرعية، وتعليم الفتاة والتسرب من التعليم، كما نركز فى المحافظات الوسطى، المليئة بالحراك السياسى، على موضوع المواطنة وتقبل الرأى الآخر، بالإضافة إلى ورش لتدريب الشباب على الأنشطة الثقافية والفنية.
وما هو نتاج القوافل الثقافية وهل تؤثر على المواطن فى القرى؟ أثناء القوافل نعرض على الحاضرين الأماكن الثقافية المجاورة والقريبة لهم، بالإضافة إلى ترك بعض المنتجات التى شاركوا فيها أو بعض المجلات التى تعلمهم الرسم أو التلوين، أو الحكى مثل مجلات قطر الندى التى تصدر عن الهيئة، ثم نعاود الذهاب إليهم مرة أخرى لحثهم على الحضور للقصور ودعم المبدعين لديهم.
كيف نطبق توجيهات الرئيس السيسى الخاصة بدور الثقافة فى مواجهة الإرهاب؟ تقديم خدمة ثقافية وفنية للرواد فى حد ذاته هو مضاد للإرهاب، لأن تبنى كاتب أو شاعر أو موهوب فى أى ابداع فنى، يبعده عن الإرهاب، وهو ما حث عليه علماء النفس، قائلين: "الطفل الذى يملك موهبة فنية ويتم دعمها يكون شخص سوى، بدليل تقديم عدد من الأطفال من الإسكندرية والبحيرة، فى برامج المواهب العالمية. كيف يتم جذب الشباب والأطفال لقصور الثقافة؟ فتحنا باب القبول بالفرق الفنية ونوادى تكنولوجيا المعلومات ونوادى الأدب، بالإضافة إلى الاحتفالات المركزية التى تتم فى المناسبات العامة والقومية مثل احتفالية رمضان، التى تنظم فى حديقة الشاطبى، والاحتفاليات فى الأماكن الأخرى وبالتعاون مع جهات مختلفة، مثل الكنيسة والأوقاف والجامعة والمحافظة، وكل هذه الاحتفالات ندعو فيها الشباب لدعم مواهبهم الثقافية والفنية.
بعض المتشددين يحرمون بعض الفنون الموجودة بقصور الثقافة.. كيف تتعامل مع الموقف؟ بالفعل هناك من يحرم الموسيقى وصنع التماثيل، ويحرم كل شئ، ونحن نحاول التعامل مع كل مكان وأهله بما يناسبهم، فعندما نذهب إلى قرى لمطروح فلا نقدم لهم الفنون الشعبية إلا بارتداء الزى البدوى الذى يرتدونه هم فى مناسبتهم العامة، حتى يكون الوضع مريحًا لهم، ونبدأ معهم بالتواشيح الدينية والأغانى الوطنية، ثم باقى الفنون التى تدعوهم إلى الرقى بالذوق والاحساس، وبهذا نحاول إفهامهم أن كل ما لا يثير الغرائز فهو ليس بحرام، كما نقوم بعمل ندوات نوضح لهم فيها أن الدفوف كانت موجودة فى عهد رسول الله، وكانوا يستخدمونها لحثهم على أداء الأعمال الصعبة كالهجرة والحرب وغيره، وكذلك الأغنيات الوطنية التى تحمس الجنود فى الحرب، فالمهم أن نوجه المناسب للفئة العمرية المناسبة وفى المكان المناسب.
قصور الثقافة متهمة بتكرار أنشطتها بما يجعلها مثار اتهام من حولها من مؤسسات إبداعية؟ التكرار من وجهة نظرى يساعد على الإبداع، فمثلًا عندما أذهب إلى قرى مثل بنجر السكر، وأقوم بتنظيم حفلات موسيقية وورش شعر وغيرها، هل من الخطأ أن أكرر النشاط مرة أخرى؟.
ولكن التكرار أيضًا لأنشطة قطاعات أخرى من وزارة الثقافة؟ عندما أقوم بتقديم مسرحية داخل أحد قصور الثقافة، ويقوم مثلا مسرح بيرم التونسى، بعرض أخرى، فالأمر ليس تكرارًا، لأننى أخدم فئة معينة وبيرم يخدم بطريقة أخرى وبمقابل، وأنا أقدم كل أنشطتى بشكل مجانى تمامًا لا تذاكر ولادعوات، كما أن مقدمى المسرح لدى هواة بينما فى بيرم التونسى محترفين يحصلوا على مقابل لعملهم، وأنا لا أتعامل مع فئة واحدة، ولدى المرأة ونوادى الطفل وتكنولوجيا معلومات، وعندى من المسرح 3 أشكال . كيف تتعامل مع ذوى القدرات الخاصة من المبدعين؟ الرئيس عبد الفتاح السيسى دعا لأن يكون هذا العام لأصحاب ذوى القدرات الخاصة، ونقوم على تنفيذ ذلك من خلال عدة أمور أولها أن رئيس مؤتمر الأدباء من ذوى القدرات الخاصة، وهو أستاذ فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية كفيف، كما أن لدى عرضا مسرحيا لذوى القدرات الخاصة، ويقام على مدار العام نشاط لهم سواء فى الرسم أو الفنون، بالإضافة إلى الزيارات التى ننظمها لهم فى دور رعايتهم.
هل هناك تعاون مع الجهات الأجنبية والقنصليات؟ يتم ذلك بالفعل من خلال قنوات شرعية ورسمية، فتم تنظيم يوم للفيلم الهندى بالأنفوشى والتعاون مع المركز الثقافى الروسى، وجالية جنوب السودان.
وهل هناك مساعدة لمنع الشباب والفتيات الوقوف فى طابور البطالة؟ نعم بالفعل، ننظم ورشا للمشغولات والحرف اليديوية، مثل صناعة الكليم ومشغولات الخرز والزجاج، وورش تفصيل الملابس، وتكون بصفة دائمة أو بشكل دورى على مدار العام.