ذكرت إدارة الدولة للشئون الدينية بالصين أنها ستحظر رحلات الحج الخاصة إلى مكةالمكرمة، وستقصر تنظيمها ذلك على الجمعية الإسلامية الصينية (أعلى سلطة دينية لمسلمى الصين)، وستحسن خدمات الطيران العارض للحجاج المسلمين الصينيين، علماً بأن ما يزيد على 13 ألف مسلم صينى قد أدوا فريضة الحج إلى مكةالمكرمة العام الماضى على متن طيران عارض. وكانت الصين قد أوفدت رسميا أول بعثة من الحجاج إلى الديار المقدسة عام 1955، ولم يتجاوز عددها آنذاك العشرين فردا، وطيلة عشرات السنوات من الحكم الشيوعى الصارم - فى دولة لا دينية لم يكن النظام يحبذ تنظيم وممارسة الشعائر الدينية بمختلف أنواعها- ظل المسلمون الصينيون محرومين من أداء خامس فريضة فى الإسلام. واستمر هذا الوضع إلى غاية دخول الصين عصر الانفتاح والإصلاح الاقتصادى، حيث قررت فى عام 1979 استئناف إرسال مندوبين حكوميين من الأقليات المسلمة العشرة لتمثيل الدولة بشكل رسمى فى موسم الحج، وفى عام 1986 أدخلت إجراءات تنظيمية إضافية أتاحت حرية أكبر فى الممارسة الدينية، وتنظيماً وتأطيراً لمناسك الحج. وتمارس السلطات الصينية عمليات تنظيم الشئون الدينية لمسلميها عبر "الجمعية الإسلامية الصينية" التى تراقب كل الأنشطة الدينية بما فى ذلك المساجد ومدارس التعليم الدينى الإسلامى والحج والعمرة. من جهة أخرى حثت إدارة الدولة للشئون الدينية بالصين أفراد طائفة البروتستانت الذين يصلون فى كنائس غير مرخصة، بضرورة الصلاة فى الكنائس الرسمية التى اعتمدتها الحكومة، منوهة أن ذلك الأمر سيكون على رأس أجندة أولوياتها خلال العام الحالى باعتبار ذلك التحرك سيساعد فى سير أنشطة الكنائس البروتستانتية بطريقة طبيعية ومنظمة. وذكرت الإدارة فى بيان نشرته على موقعها الإلكترونى أن دستور الدولة فى الصين ينص صراحة على الحرية الدينية، بيد أنه وفقا للوائح والشئون الدينية فسوف يتم إقامة الأنشطة الدينية الجماعية، بوجه عام فى مواقع مرخصة للأنشطة الدينية مثل الأديرة البوذية، والمعابد الطاوية، والمساجد الإسلامية، والكنائس المسيحية. وقدر أحدث مسح أجرته الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية عامى 2008- 2009، عدد المسيحيين البروتستانت فى الصين بنحو 23.05 مليون نسمة، قرابة 70 بالمائة منهم يصلون فى كنائس مرخصة، فى حين يمارس ال30 بالمائة الآخرين شعائرهم فى كنائس غير مرخصة أو فى منازل خاصة. وطبقاً لأجندة إدارة الدولة للشئون الدينية، فسوف ستعمل أيضاً على تعليم الكاثوليك فى الصين مبدأ الإدارة الذاتية فى الشئون الكنسية، وسوف ترشد الكنائس الكاثوليكية فى البلاد إلى اختيار أو رسامة الأساقفة بشكل مستقل عن الفاتيكان، علماً بأن الرابطة الوطنية للكاثوليك الصينيين ومؤتمر أساقفة الكنيسة الكاثوليكية فى الصين- وهما الجهازان الإداريان للكنيسة الكاثوليكية فى البلاد- أتما رسامة وتنصيب الأساقفة ومساعديهم فى 13 خلال العام 2010، وهو العدد الأكبر الذى يتم رسامته منذ سنوات عديدة. وشددت الإدارة على أنها ستدعم تنظيم الأنشطة الدينية الجماعية للرعايا الأجانب فى الصين، وستقاوم بمنتهى الحزم والصرامه أى تدخل أجنبى تحت ذريعة الدين. يذكر أن الأديان الخمسة التى تعترف بها الحكومة الصينية رسميا هى (البروتستانتية والكاثوليكية والبوذية والإسلام والطاوية).