حمّل الدكتور محمد البرادعى الحكومة مسئولية أحداث كنيسة (القديسين)، فخرج علينا الحزب الوطنى كعادته مهاجماً الدكتور البرادعى ومتهما إياه (بالانتهازية السياسية) بل وإنه يتاجر بأزمة كنيسة القديسين. ولا نعلم بماذا أخطأ الدكتور البرادعى حين قال: (سلام الله على شهداء كنيسة القديسين، كفانا استخفافا بعقول الشعب، نظام عاجز عن حماية مواطنيه، آن الأوان لرحيله). تلك هى الكلمات التى جعلت الحزب الوطنى فى افتتاحية موقعه الإلكترونى يوم، الأحد، الموافق 2 يناير يهاجم وبشراسة الدكتور البرادعى متهما إياه بالانتهازية، وهى كلمات لا نرى فيها أى استغلال أو متاجرة بحادثة أفجعتنا جميعا كمصريين سواء مسلمين أو مسيحيين، بل ومعبرة عما يجول فى خواطر وقلوب الكثير من المصريين. ولماذا لا يحترم الحزب الوطنى مشاعرنا كمصريين، وبدلا من توجيه الاتهامات يميناً ويساراً فى هذا التوقيت بالذات، يتحمل المسئولية أمام المواطنين ويوجه سهام نقده إلى كل مقصر وكان سبب ولو غير مباشر فى هذا الحادث المفجع؟! ألم يكن النظام عاجزا عن حمايتنا بالفعل كما قال الدكتور البرادعى، حينما تناثرت أشلاء مواطنين أبرياء يمينا ويسارا دون ذنب؟! ومن المسئول عن حمايتهم؟ ومن المسئول عن تأمين دور العبادة؟ أهو الدكتور البرادعى أم حكومة الحزب الوطنى؟! أم أنكم تعتقدون أن مهاجمة البرادعى ستجعلنا ننسى دماء الأبرياء التى لطخت جدران المسجد والكنيسة فى ذات الوقت؟! ولماذا تنتظرون إلى وقت حدوث الأزمات التى تعجزون أصلا عن مواجهتها، فالوقاية خير من العلاج. أم أن الحزب الوطنى يريد من الدكتور البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير أن تعلنوا مسئوليتهم عما حدث، وأنهم قصروا فى حماية المواطنين؟! نرجو منكم أن تتحملوا مسئوليتكم بدلا من توزيع الافتراءات والاتهامات، فنحن بإذن الله سنحيا كمصريين لا فرق بين مسيحى ومسلم امتزجت دماؤهم فى مثل تلك الحوادث، شعارنا الدين لله ومصر للمصريين. حقًا نناشدكم أن تكفوا بالفعل عن الاستخفاف بعقولنا، وإن كنتم قد وصلتم لهذه الدرجة من العجز فى حماية المواطن، بعد أن ذاق كل أشكال الذل على أيديكم من بطالة وجوع وفقر، وأخيرا أصبح غير آمن حتى فى دور عبادته، فماذا تنتظرون لترحلوا؟! وأخيرا لا يسعنا فى النهاية إلا تقديم خالص العزاء للإخوة المسيحيين فى هذا المصاب الأليم لنا جميعا كمصريين، جنبنا الله شر الفتن ونتائج تقصير حكومتنا التى لا تهتم لا بهلال أو صليب ولكنها تهتم بالهلال والجمل أثناء الانتخابات.