صدر حديثًا عن دار مدبولى للنشر، كتاب بعنوان"الفرص الضائعة فى الصراع العربى الإسرائيلى.. إعادة ترتيب أوراق الصراع " للواء الدكتور محمد فريد حجاج، وتقديم الكاتب الكبير أنيس منصور. يقص أنيس منصور فى بداية الكتاب الذى يقع فى 308 صفحات كيفية لقائه بمحمد فريد حجاج، قائلا: كان وفد الأدباء يضم نجيب محفوظ ويوسف السباعى والشاعر صالح جودت والشاعر محمود حسن إسماعيل وأنا وكنا عائدين إلى مصر وجلسنا نتناقش ونحاول أن نفهم ما الذى حدث فى اليمن ولماذا نحن هناك وما الهدف وما النتيجة من هذه الحرب الدموية بين القوات المصرية والقوات اليمنية، وفى هذه الأثناء وجدنا على ظهر الباخرة عددًا من المقاتلين فطلبنا أن نجلس إليهم وكان أكثرهم فهما المقاتل الضابط محمد فريد حجاج فقد شرح لنا ما حدث وقدم لنا صورة موجزة، ولكن كانت غائبة عنا تماما، فالذى رآه مختلف عن الذى رأيناه، إنه قام بتصحيح كل المفاهيم العسكرية والسياسية وكان كلامه موجزًا ولم يجد صعوبة فى تشكيل هذه الصورة الصعبة. ويضيف: والمقاتل الضابط محمد فريد حجاج مؤلف هذا الكتاب الهام والخطير، قد ارتاد مساحة هائلة من خريطة الشرق الأوسط ورغم المشكلات الكثيرة والمعقدة إلا أنه أفلح فى ارتيادها بنجاح ونجاحه كان بسبب فهمه العميق لما حدث، ولذلك فهذا الكتاب يعتبر وثيقة هامة، فالمؤلف رجل عسكرى جامعى اشترك فى كل حروب مصر وعرف ما لم نعرف وفهم ما لم نفهم. يناقش المؤلف فى البداية، أهمية الدور الذى لعبته مصر فى الصراع العربى الإسرائيلى وتحملت كثيرًا من نتائجه التى أثرت على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بداخلها. ويشير المؤلف إلى أنه على الرغم من أن مصر فقدت الآلاف من الشهداء دفاعا عن الشعوب العربية بجانب الإنهاك الاقتصادى الذى حدث لها وأثر بالسلب على البنية التحتية، إلا أنه حمّل العرب مصر العبء الأكبر فى هذا الصراع وكانت النظرة العامة فى المنطقة العربية أن مصر هى التى يجب أن تتحمل الجزء الأكبر من الصراع. ويبرر المؤلف سبب نشره لهذا الكتاب قائلا: عاصرت الصراع العربى الإسرائيلى شابًا ورجلا، فكنت أحد رجال القوات المسلحة الذين اشتركوا فى حرب اليمن وحرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر كجندى فى خدمة الوطن. ويتعجب حجاج من مشاركة القوات المصرية فى حرب اليمن قائلا إن تلك الحرب طرحت العديد من الأسئلة التى مازلنا لا نجد لها أجوبة حتى يومنا هذا وهى لماذا جاءت القوات المصرية إلى اليمن؟، وهل هذه الحرب لصالح مصر؟، وهل هذه الحرب لصالح الصراع العربى الإسرائيلى، وهل نشارك فى حرب ميدان قتالها مختلف عن الميدان المنتظر فيها أن تلاقى الجيش الإسرائيلى؟. ويشير حجاج إلى أنه لا توجد كتابات حقيقية تؤرخ لتلك الفترات الزمنية، مؤكدا أن معظم من كتبوا عن هذه الفترة كانت تحكمهم أهواء شخصية ولهم موقف أم مؤيد أو معارض ولم يحرصوا على إبراز الحقيقة والوقائع كما هى، مضيفا: هذا العمل ليس بكتاب يسرد فقط ما تم، بل هو إعادة فى ترتيب أوراق الصراع والتركيز على ما تم فيه من إيجابيات وسلبيات. الكتاب يضم ستة فصول وهى " الشرق الأوسط فى العصر الحديث، مصر والشرق الأوسط فى الثلاثينيات من القرن العشرين، الشرق الأوسط وحرب عام 1948، الجولة الثانية 1956 من الصراع العربى الإسرائيلى، الجولة الثالثة 1967 من الصراع العربى الإسرائيلى، الجولة الرابعة 1973 من الصراع العربى الإسرائيلى"، بالإضافة لملحق لأهم الخرائط.