أعلنت وزارة الموارد المائية والرى، أن حجم الاستثمارات التى نفذتها الوزارة لحماية جنوبسيناء من السيول، خلال العامين الماضيين بلغت 300 مليون جنيه، فضلاً عن رصد نحو 1.35 مليار جنيه لتنفيذ أعمال حماية خلال الأعوام المقبلة (2017-2019) وهى ميزانية ضخمة نسبياً، فى ظل ما تشهده مصر من تغيرات مناخية ألقت بظلالها على عدد من المحافظات، خاصة شبه جزيرة سيناء التى تعرضت لموجه من السيول خلال الأعوام الماضية . وأكد الدكتور سامح صقر، رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الرى، أن استراتيجية وزارة الموارد المائية والرى فى التعامل مع ملف السيول ترتكز على محورين هامين، أولهما التقليل من المخاطر، التى تصاحب هذه الظاهرة من آثار تدميرية للبنية التحتية والمنشآت والقرى السياحية وغيرها من المرافق والنقاط الاسترتيجية من محطات غاز وكهرباء، من خلال تنفيذ أعمال صناعية تتنوع ما بين سدود إعاقة وحوائط توجيه ومعابر لتوجيه مياه السيول إلى المجارى المائية والخلجان، كما هو الحال فى الأعمال التى نفذتها الوزارة لحماية مدينة طابا من أخطار السيول بعدد من الأودية التى تمثل تهديداً مباشراً لطريق نويبع – طابا الدولى وعدد من الفنادق والتجمعات السكنية، وكذاك الأعمال الجارى تنفيذها بعدد من الأودية الفرعية بوادى وتير ذات التأثير المباشر على طريق نويبع – النقب الدولى فضلاً عن حماية نحو 96 وحدة سكنية واقعة بدلتا وادى وتير على خليج العقبة. وأضاف صقر فى تصريحات صحفية اليوم، أن المحور الثانى للوزارة فى التعامل مع ملف السيول هو تعظيم الاستفادة من هذه الظاهرة الطبيعية من خلال استقطاب ما يمكن استقطابه من مياه الأمطار المسببة للسيول عن طريق انشاء بحيرات صناعية وسدود تخزينية يتجاوز دورها فى التقليل من مخاطر السيول الى تخزين كميات من المياه تكون بمثابة نواه للتنمية المستدامة من خلال اقامة تجمعات بدوية حول هذه البحيرات وغيرها من الأنشطة التنموية، وذلك كما هو الحال فى إنشاء ما يزيد عن 191 بحيرة جبلية بسانت كاترين سعة الواحدة نحو 1000 متر مكعب، وكذا إنشاء ثلاث بحيرات صناعية بوادى وتير لتخزين ما يزيد على 12 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى إنشاء 8 سدود إعاقة تحجز ما يزيد على 6 مليون متر مكعب من مياه السيول. وأوضح صقر أن البحيرات والسدود التخزينية تسهم فى شحن الخزان الجوفى من خلال ما يتسرب من هذه المياه إلى باطن الأرض، حيث يتم استخدام هذه المياه لاحقاً فلا العديد من الإستخدامات من خلال حفر عدد من الآبار السطحية. وأشار صقر إلى أن الأعمال التى تم تنفيذها بمحافظة جنوبسيناء بأودية وتير بمدينة نويبع للحماية من أخطار السيول أسهمت بشكل مباشر فى احتواء تأثير السيول القادمة من سلسلة جبال النقب والتى حدثت فجر 16 أبريل 2015 على أودية وتير، حيث استوعبت البحيرات الصناعية الجارى تنفيذها آنذاك فى استيعاب كميات السيول الواردة للوادى، ليبلغ حجم الكميات الواردة لهذه البحيرات نحو 315 ألف متر مكعب تقريباً، لتحمى بذلك طريق (نويبع - النقب) الدولى الممتد عبر مسار وادى وتير، وهو الأمر الذى تكرر خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر 2015 حيث أسهمت أعمال الحماية التى تم تنفيذها بدلتا وادى وتير على خليج العقبة فى حماية 96 وحدة سكنية كان قد تم الانتهاء من تنفيذها عام 1996 دون تسليمها للأهالى بسبب مخاطر السيول.