بدأ الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية يومه بالذهاب إلى دائرته الانتخابية بالمعهد الفنى فى شبرا، وهى عادته التى لم تنقطع على مدار الدورتين البرلمانيتين اللتين فاز بهما بعضوية مجلس الشعب، ولم يذهب إلى مقر الوزارة. وفى الوقت نفسه أعطى وزير المالية تعليماته للعاملين بقطاع مكتبه بعدم الغياب أو الحصول على إجازات اليوم بحجة مساندة الوزير فى دائرته الانتخابية أو التصويت، إلا فى نهاية يوم العمل، وذهب قطاع مكتب الوزير بكامله اليوم إلى مقر الوزارة. وعلى غير العادة لم يتم انتداب أى من موظفى مصلحة الضرائب المصرية سواء العامة أو المبيعات ضمن الإشراف على الانتخابات بالدوائر المختلفة، كما تم التنبيه على جميع الموظفين بالمصلحة بأن اليوم الأحد هو يوم عمل عادى. وفى الوقت نفسه خاطبت إدارة شئون العاملين بمصلحة الضرائب جميع المأموريات والمناطق الضريبية بعمل "نوبتجيات" بين الموظفين للسماح لهم بالتصويت فى الانتخابات بدوائرهم الانتخابية، ودون الإخلال بمهام العمل. وأكد مسئول بالمصلحة أن معظم العاملين بمصلحة الضرائب ينتمون لدائرة السيدة زينب وهى دائرة محمود على رئيس المصلحة السابق، والجزء الباقى ينتمى أغلبهم لدائرة المعهد الفنى المرشح بها وزير المالية. أما مصلحة الضرائب العقارية فشهد الديوان العام يوم عمل عاديا أيضا، بادئا باجتماع لرئيس المصلحة مع القيادات لمتابعة أعمال الحصر، واقتصر انتداب العاملين بالدوائر الانتخابية على مديريات المحافظات المختلفة. ومن المعتاد أن يذهب عدد كبير من شباب العاملين بمصالح الوزارة المختلفة، خاصة ممن عينهم وزير المالية من أبناء دائرته الانتخابية، إلى الدائرة لمساندة الوزير والتعبير عن الولاء له بعد إلحاقهم بالعمل فى المصالح، خاصة الضرائب المصرية والضرائب العقارية، إلا أن هذه الدورة اختلفت بسبب الخوف من الذهاب للدوائر الانتخابية حفاظا على أنفسهم من التعرض لأى أعمال عنف متوقعة. وقالت إحدى موظفات مصلحة الضرائب العقارية التى عينها وزير المالية من دائرته – طلبت عدم ذكر اسمها – إنها ذهبت العام الماضى ضمن أعمال الانتداب فى الدائرة الانتخابية للوزير تطوعا منها وتعبيرا عن العرفان بالجميل، إلا أنها لم تذهب هذه المرة خوفا من أعمال البلطجة. وأضافت: "رغم حب الجميع لوزير المالية فى الدائرة، إلا أن حديث وسائل الإعلام المختلفة عن أعمال البلطجة المتوقعة بالدوائر جعلت عائلتى تخشى الذهاب للتصويت ومنعى أيضا من الذهاب للدائرة ومساندة غالى".