بدأ النواب المحافظون فى بريطانيا الثلاثاء التصويت لاختيار زعيم جديد لهم يتولى رئاسة الحكومة خلفا لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون ويقود عملية الخروج المؤلمة من الاتحاد الاوروبي، فيما تعتبر وزيرة الداخلية تيريزا ماى الاوفر حظا بالفوز. ويتنافس خمسة مرشحين خلال هذا السباق الذى سيؤدى عند نحو الساعة 18,00 ت غ إلى استبعاد المرشح الذى نال اقل عدد من اصوات النواب المحافظين. ومن المقرر اجراء جولتين اخريين الخميس والثلاثاء المقبل للتوصل إلى مرشحين اثنين سيختار 150 الف ناشط احدهما خلال الصيف، على ان يتم اعلان اسم الفائز رسميا فى سبتمبر. وتصب التوقعات فى مصلحة تيريزا ماى التى دافعت عن بقاء بريطانيا فى الاتحاد الاوروبي، لخلافة ديفيد كاميرون، لكن حبس الانفاس يتصاعد لتحديد هوية خصمها فى الجولة النهائية. اما وزير العدل مايكل غوف الذى كان احد رموز خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، فيبدو أنه يعانى من نقص فى ثقة النواب له وذلك بعد ان قدم ترشيحه بشكل مفاجئ اعتبر بمثابة خيانة لبوريس جونسون. واحدث رئيس بلدية لندن ضجة بانسحابه من السباق، واعلن بنفسه الثلاثاء وقوفه وراء وزيرة الطاقة أندريا ليدسوم، وهو دعم فسره كثيرون بأنه انتقام من غوف. ووصف جونسون اندريا ليدسوم (53 عاما) بأنها "حكيمة لطيفة وصادقة"، وهى كلمات لم يكن ليستخدمها فى وصف غوف الذى كان داعما له فى حملة الخروج من الاتحاد الاوروبى. واندريا التى كانت حتى وقت قريب غير معروفة والتى عملت فى قطاع الاعمال، برزت خلال حملة الاستفتاء بفضل مداخلاتها الهادئة والحازمة خلال المناظرات التلفزيونية. - امرأة ثانية رئيسة للوزراء؟ - وفقا لاخر احصاء اجراه موقع "كونزورفاتيف هوم" تأتى اندريا فى المركز الثاني، بدعم من 39 نائبا. لكنها بعيدة عن تيريزا ماى (120 نائبا) التى تستفيد خصوصا من دعم جو جونسون شقيق بوريس. غير ان اندريا تسبق مايكل غوف (26 نائبا) ووزير الدولة لشؤون التقاعد ستيفن كراب (22) وزير الدفاع السابق ليام فوكس (7) الذى يمكن ان يكون اول شخص يتم استبعاده من السباق الثلاثاء. وإذا استمر هذا الاتجاه، فمن المؤكد أنه سيكون للمملكة المتحدة فى ايلول/سبتمبر، ثانى رئيسة للوزراء بعد مارغريت تاتشر. ووضع استطلاع اجراه الموقع نفسه اندريا ليدسوم فى المقدمة بفارق طفيف عن تيريزا ماي، بحسب تصويت الناشطين. واظهر استطلاع اخر للرأى اجراه موقع "يوغوف" فوزا ساحقا لوزيرة الداخلية اذا ما تواجهت مع ليدسوم فى الجولة النهائية. ودافع المرشحون الخمسة عن ترشيحهم ليل الاثنين امام اعضاء الحزب. وكررت تيريزا ماى انها عازمة فى حال فوزها، على ان تركز خلال المفاوضات المقبلة مع الاتحاد الاوروبي، على مصير ثلاثة ملايين مواطن اوروبى يقيمون فى المملكة المتحدة. وفى حين يقول جميع منافسوها ان للاوروبيين الحق بالبقاء فى بريطانيا مهما حدث، يبدو ان وزيرة الداخلية تريد اعتماد نهج متشدد للتعويض عن عدم دعمها حملة الخروج من الاتحاد الاوروبى. وتفعيلا للمادة 50 التى تطلق عدا تنازليا يفترض ان يؤدى بعد عامين إلى الخروج النهائى من الاتحاد الأوروبي، يتفق كل من تيريزا ماى ومايكل غوف على ان تأخذ هذه العملية الوقت الكافى رغم انزعاج الأوروبيين. وتأمل اندريا ليدسوم بأن تكون المفاوضات "قصيرة قدر الامكان". ولدى حزب العمال لا يزال الوضع غير واضح، مع تمسك رئيسه جيريمى كوربن بمنصبه بوجه حركة تمرد امتدت إلى 80 فى المئة من نوابه. وسيقود توم واتسون نائب رئيس الحزب، محادثات طارئة الثلاثاء مع قادة النقابات فى محاولة لحل الأزمة.