◄◄ نادر صلاح الدين ينجح فى تقديم أحداث ثرية بالضحك يجسد محمد سعد فى «اللمبى 8 جيجا» دور وسيط محام يقتنص الزبائن ويوصلهم إلى المحامين، ويتمكن بمساعدة وكيله من تزوير كارنيه نقابة محامين ومزاولة مهنة المحاماة، فى الوقت ذاته يعانى مع زوجته نوجا «مى عز الدين» من عدم الإنجاب، ثم يصاب اللمبى ب«تربنة» فيزرع الطبيب شريحة إلكترونية فى مخ اللمبى لتتغير حياته، ولكنها تلغى مشاعره الإنسانية ويصبح شخصا «مفتريا» حيث إن المال يغريه وفى النهاية يقرر التخلص منها. ومع النقد الذى طال محمد سعد من رجوعه إلى شخصية اللمبى، اكتشف الجمهور أن سيناريو «اللمبى 8 جيجا» لم يعتمد على مفردات شخصية اللمبى وحركاته وأدائه، فى صناعة الإضحاك بل اعتمد على المواقف والإفيهات المشتركة مع باقى الشخصيات التى لا تحتاج إلى اللمبى من الأساس، فعودة سعد إلى اللمبى ليست لها أى سبب أو فائدة، وعلى ما يبدو هو الاستثمار التجارى فقط، وإلا لماذا عاد إلى هذه الشخصية المستهلكة مرة أخرى، كذلك المفارقات التى تخلقها فكرة الشخص الذى تحول إلى جهاز مبرمج يمكن أن ينسى أقرب الناس إليه حتى زوجته أو مساعده أو وكلائه ويعود ويتذكرهم، وإن كان هذا خلق العديد من المواقف الضاحكة، منها موقف اللمبى و«نوجا» فى غرفة نومهما وهو يحاول أن يقيم معها علاقة مستعينا ببرنامج للعلاقات الزوجية يمليه خطوات العلاقة. بناء السيناريو بهذه التركيبة تسبب فى هروب شخصية اللمبى من محمد سعد معظم أحداث الفيلم، فتارة نجده اللمبى وتارة نجده شخصية عادية، وذلك بسبب إيقاع الأحداث المعتمد على تطور الشخصية من مرحلة لأخرى، أما شخصية اللمبى المعروفة للجمهور بداية من فيلم «اللمبى» و«اللى بالى بالك» لا تتطور، حتى لو تطورت الأحداث، فالأداء ثابت تحت أى ظرف ويبدو أن إصرار سعد على استدعاء اللمبى جعل أداءه يلتبس فى بعض المناطق بالفيلم، فسعد عندما قدم مشاهد إنسانية جاءت بطريقته وليس بالشكل الرومانسى الذى ظهر عندما كان اللمبى يواسى «نوجا» بسبب عدم الإنجاب أو الشكل الوعظى الذى قدم به المشهد قبل الأخير، عندما حمل الطبيب فيروس على شريحة اللمبى فأخذ يقول الصدق فى مشهد أشبه بفؤاد المهندس فى أرض النفاق عندما انتهى مفعول حبوب النفاق، أو مشهده الأخير مع الطبيب الذى كان مباراة تمثيلية حقيقية أظهر فيها سعد موهبته عندما جسد شخصية اللمبى وهو يصارع الفيروس فى عقلة فى أداء مميز جود من هذا الأداء وجود المخضرم يوسف فوزى. ومن أفضل ما فى سيناريو الفيلم الذى كتبه نادر صلاح الدين هو تفعيل جميع الشخصيات، وعناصر القصة لتقديم منظومة كوميدية جيدة، وأحداث ثرية بالضحك لا تحتاج إلى اللمبى.