فتح ميشيل بلاتينى الباب أمام زيادة عدد المنتخبات المشاركة فى بطولة أوروبا 2016 لكرة القدم، وبشكل أكبر من أى وقت مضى، لكنه رغم ذلك وفى مفارقة غريبة سيغيب عن حفل سحب قرعة البطولة مطلع الأسبوع المقبل. وينفذ بلاتينى عقوبة من الاتحاد الدولى (الفيفا) بالإيقاف المبدئى لمدة 90 يوما، بسبب مزاعم بحصوله على مدفوعات من الفيفا وافق عليها رئيس الفيفا سيب بلاتر الموقوف أيضا لنفس الفترة. ولذلك فعندما يجتمع 24 مدربا للمنتخبات المتأهلة لبطولة أوروبا فى 12 ديسمبر الجارى وسط إجراءات أمنية مشددة فى باريس، بعد وقوع هجمات فى العاصمة الفرنسية فى الشهر الماضى، فإن بلاتينى سيتابع ذلك على الأرجح عبر شاشات التلفزيون بدلا من التواجد فى قلب الحدث. وفاز بلاتينى (60 عاما) مع فرنسا كلاعب ببطولة أوروبا 1984 على أرضها وتولى رئاسة اللجنة المنظمة لكأس العالم 1998 عندما توجت بلاده باللقب فى باريس، بينما تعرض لانتقادات عندما قرر الاتحاد الأوروبى للعبة زيادة عدد المنتخبات من "العدد المثالى" وهو 16 منتخبا إلى 24 منتخبا منذ ست سنوات. وقوبل هذا القرار بانتقادات واسعة لبلاتينى بداعى أنه جعل المهمة أسهل لكبار أوروبا من أجل التأهل، لكن هكذا انقلب الحال وفشلت هولندا - التى بلغت قبل نهائى كأس العالم 2014 - فى التأهل لبطولة أوروبا بعد الخسارة ذهابا وإيابا أمام أيسلندا فى التصفيات. وقال بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى لرويترز فى يونيو حزيران الماضى "اتخذنا قرار زيادة عدد المنتخبات من أجل مصلحة ترويج وتطوير كرة القدم عبر أوروبا". وأضاف "نحن نشعر بالسعادة من الآثار الإيجابية للشكل الجديد فى القارة. لقد تابعنا مجموعات قوية تضم العديد من المنتخبات التى تصارع على التأهل وتقدم مستويات رائعة من كرة القدم، وسط حماس كبير بين الدول التى لم يسبق لها التأهل أو تأهلت فى مرات نادرة لبطولة كبرى". وتابع قائد منتخب فرنسا السابق "حققت التصفيات نجاحا حتى الآن ونحن متأكدون أن نهائيات البطولة فى فرنسا فى العام المقبل ستكون الأكثر تنافسية فى تاريخ البطولة". ومن ضمن المنتخبات المتأهلة لأول مرة ألبانيا وأيسلندا وويلز، التى تعود للمشاركة فى بطولة كبرى منذ ظهورها فى كأس العالم 1958 - وكذلك أيرلندا الشمالية والمجر بعدما ظهرا لآخر مرة فى بطولة كبرى عند مشاركتهما فى كأس العالم 1986 بالمكسيك. وباستثناء هولندا نجحت كل المنتخبات الكبيرة الأخرى فى التأهل إلى النهائيات، بينما ستتطلع إسبانيا إلى رقم قياسى بإحراز اللقب الأوروبى للمرة الثالثة على التوالى. وستبدأ فرنسا - التى ستكون على رأس المجموعة الأولى - منافسات البطولة فى العاشر من يونيو قبل أن تلعب بعدها بخمسة أيام فى الجولة الثانية ثم تختتم مشوارها فى المجموعة فى 19 يونيو. وإذا تصدرت فرنسا المجموعة الأولى فإنها ستخوض مباراة دور الستة عشر فى 26 يونيو. ومع تأكد وجود فرنسا فى المجموعة الأولى ستحدد القرعة مجموعات باقى منتخبات التصنيف الأول، التى تضم إسبانيا وألمانيا بطلة العالم وبلجيكا وإنجلترا والبرتغال. وتضم منتخبات التصنيف الثانى أكثر من فريق قوى مثل إيطاليا وروسيا والنمسا الصاعدة بقوة فى الأشهر الأخيرة. وستقسم المنتخبات وهى 24 إلى ست مجموعات وتضم كل مجموعة أربعة منتخبات على أن يتأهل أول منتخبين إلى دور الستة عشر إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، بينما ستودع ثمانية منتخبات المسابقة من الدور الأول، وستقام المباراة النهائية لبطولة أوروبا فى باريس فى العاشر من يوليو.