أكدت مشيرة خطاب، وزير الدولة للأسرة والسكان، على وجود بعض النصوص القانونية التى تميز ضد المرأة ولا بد من تعديلها، كما أن مساحة الحرية الممنوحة للمرأة فى المجتمع تتراجع، حيث إن المرأة تساهم فى ذلك ربما عن قلة وعى، مشيرة إلى أن الدين هو المرجع الأساسى للوزارة فى كل القضايا التى تعمل عليها، معربة عن أملها فى تحرير الأديان مما ينسب إليها من آراء خاطئة. وأضافت خلال ندوة "العنف ضد الطفلة فى الأدب والدراما" التى عقدت بساقية الصاوى فى إطار اليوم الوطنى لمناهضة الختان، فى حضور كل من المخرج محمد أبو سيف، والكاتبة فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى، ومحمد الصاوى مؤسس ساقية الصاوى، أن الهدف من مناقشة دور الدراما تجاه قضايا المرأة والطفل هو جذب المزيد من المبدعين للتركيز على تلك القضايا فى أعمالهم الدرامية، حيث إن المواطنين يتأثرون بالدراما بصورة أكبر بكثير من تأثرهم بالندوات والمحاضرات، خاصة فى ظل تراجع نسبة القراءة، مشيرة إلى أنه بعد عرض أى عمل درامى يتناول قضية من تلك القضايا ترد إلى خطى نجدة الطفل والمشورة الأسرية العديد من الاستفسارات حولها. وبالنسبة لمناقشة قضية الختان فى السينما قالت خطاب: "إن السينما ناقشت هذه القضية فى العديد من الأفلام منها (حكاية بنت اسمها مرمر، وأسرار البنات، ودنيا)، حيث ركزت تلك الأفلام على الآثار السيئة على الفتاة جراء ختانها، إلا أن الخطأ الذى وقع فيه فيلم "أسرار البنات" هو ربط إجراء الطبيب لعملية الختان بإقامة الفتاة لعلاقة غير شرعية، مشيرة إلى أنه يجب إرساء مفهوم أن الفتاة تصبح ضحية بمجرد إجرائها لعملية الختان وليس عند وفاتها أو حدوث مضاعفات لها، ويجب الاستمرار فى خلق مناخ مجتمعى رافض لهذه العادة حتى تتوقف ممارستها نهائيا. ومن جانبها أكدت الكاتبة فريدة النقاش أن المجتمع المصرى يعانى من ثقافة "الكتمان"، وهى ثقافة رجعية تعنى تواطؤ المجتمع فى عدم الحديث عن قضية رغم انشغاله بها، حيث إن المرأة ترفض الحديث عن العنف الذى تتعرض له لعدة أسباب منها خوفها من الفضيحة أو حفاظا على أسرتها، مشيرة إلى أن أبرز أشكال العنف ضد المرأة هو ختانها، داعية إلى ضرورة تحليل القيم المجتمعية للوصول إلى الأصل الذى بنيت عليه هذه الظاهرة ومعالجته. فى حين أشارت الدكتوره آمنة نصير، أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر، إلى أننا مازلنا نعانى فيما يخص المرأة بعادات وتقاليد من قبل الإسلام، حيث إن هذه القيم الموروثة يتم إلصاقها به، فى حين أن الجور على المرأة باسم الإسلام هو جور على الإسلام بالدرجة الأولى. بينما أكد المخرج محمد أبو سيف إلى أن السينما هى المكان الرئيسى لمناقشة القضايا الحساسة المتعلقة بالعلاقة بين الرجل والمرأة، خاصة مع الرفض الشديد لتدريس الثقافة الجنسية بالمدارس، مشيرا إلى ضرورة أن تتم مناقشة هذه القضايا دراميا، فى إطار يتوافق مع ثقافة المجتمع وتقاليده. وأضاف أن أفلام العنف التى يقدمها صناع الدراما دون الالتفات إلى خطورتها هى سبب انتشار العديد من الظواهر السلبية فى المجتمع أهمها التحرش الجنسى، داعيا أولياء الأمور إلى عدم أخذ ما يقدم بالدراما "كأمر مُسلم به"، حيث يجب مناقشة كل القيم الإيجابية والسلبية بالعمل الدرامى مع الأبناء.