عندما تسنح لك الفرصة لتأدية العمرة، وزيارة بيت الله الحرام، سوف تلاحظ الكم الهائل للكراكات التى تعمل بصورة مستمرة، وذلك لتوسعة مساحة الحرم، عن طريق هدم جبل عمر وضم مساحته للحرم فى جهد دؤوب ومشكور، وعندما يرى الزائر هذا المنظر يفرح بشدة لما يحدث من هدم بغرض التوسعة لبيت الله الحرام، وتعجب من هذا الكم الهائل من المعدات والعمال. الكل يعمل لهدف واحد وهو هدم جبل عمر لتوسعة الحرم الشريف، وعلى الجانب الآخر تدمع عيناك وأنت ترى كما هائلا أيضا من الجرافات والعمال الصهاينة يعملون بصورة مستمرة أيضا، ولكن هذه المرة لهدم الحرم القدسى، كلا المشهدين يحمل نفس الاتجاه، فالكل يعمل لمدة أربع وعشرين ساعة. العمال والكراكات،الكل يهدم، لكن شتان بين هدم وهدم، وأنت تقف ساكنا لاتملك ما تفعله وإذا ما حاولت أن تفعل ستجد من يمنعك ويسحلك وربما ألقاك فى غياهب السجون بتهمة شنيعة مريعة، ألا وهى مناصرة المسجد الأقصى، وكأن هذه أصبحت تهمة تعاقب عليها بالسجن والسحل. فالمتأمل بين الصورتين، وكلاهما للهدم، يجد أن الأولى هدم من أجل البناء، والأخرى هدم من أجل الهدم، ومحاولة العثور على الزعم الكاذب المسمى هيكل سليمان. أيها السادة لقد أصبح الأقصى وحيدا ليس له من ناصر إلا أهله الذين تولوا مهمة الدفاع عنه، بصدورهم العارية التى تواجه الرصاص الصهيونى ولا تجد لها رادعا من المسلمين والعرب، الذين ماتت لديهم قضية الأقصى، إلا من رحم الله منهم. الأقصى أول قبلة صلينا إليها، وهو المكان الذى صلى فيه النبى إماما بالأنبياءن إعلانا وإيذانا بانتقال قيادة هذا المكان، بل قيادة البشرية كلها، إلى أمة الإسلام، وفى إشارة للمسلمين بأحقيتهم فى هذا المكان وبيانا لمكانته لديهم. قضيتنا الأصيلة التى هى على مر العصور معيار قوة الأمة أو ضعفها،فمن يتابع تاريخ الأقصى يجد أن الوقت الذى يكون فيه فى أيدى المسلمين تجد أن المسلمين فى قوة وعزة ووقت ضياعه هو وقت ضياع وضعف الأمة وتعلمنا قصة الأقصى أن الوحدة بين أجزاء الأمة هى السبيل الوحيد لعودة الأقصى ورفعة الأمة. إن فى تاريخ الأقصى لمن يبحث ويتدبر ملخصا لحال الأمة الإسلامية فبقدر توحد الأمة حول هذه القضية تكون قوة المسلمين وبقدر إهمالهم للأقصى يكون الضعف والهوان على الأمم الأخرى التى لا تحترم إلا الأقوياء. معد برامج حر