انتقادها للإسلام جعلها فى مرمى المتشددين.. "شارلى إبدو" مجلة فرنسية هزلية تعرف بانتقاد الأديان.. آخر أعدادها سخرية من أبو بكر البغدادى.. تعرضت للتدمير فى 2011.. رئيس تحريرها: نعكس التعددية اليسارية

يبدو أن مجلة "شارلى إبدو" الهزلية الفرنسية الأسبوعية ستظل دائما عرضة للهجوم لما تعرضه من وجهات نظر ناقدة تستهدف تارة الأديان سواء المسيحية أو الإسلام أو اليهودية وتارة السياسة والثقافة ورجال المجتمع، فبعد أن عرفت فى الشرق الأوسط بنشرها رسوم مسيئة عن رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام العديد من المرات فى 2011 وفى سبتمبر 2012، وبعدها فى يناير 2013، وتعرض مكتبها للتدمير، هجم عليها اليوم الأربعاء –يوم صدورها الأسبوعى- مسلحون وقتلوا ما يقرب من 12 شخصا.
ورغم أن المسئولين فى المجلة يؤكدون أنهم لا يقصدون الإثارة مما ينشروه، يقول شارب، رئيس تحريرها أن "وجهة نظر المجلة التحريرية تعكس جميع مكونات تعددية الجناح اليسارى".
ومجلة شارلى إبدو هى صحيفة سياسية هزلية أسبوعية فرنسية، يرأس تحريرها ستيفان شاربونييه –شارب- منذ سنة 2009، وسبقه فى هذا المنصب فرانسوا كافانا (1969–1981) وفيليب فال (1992–2009). وتتصف المجلة بأسلوب هجائى حاد وبنزعة يسارية، وتعرف بأنها تنشر كاركاتيرات وموضوعات ضد الدين بشكل عام وبانتقاداتها لكل ما هو يمينى.
ونشرت المجلة فى 1 أكتوبر الماضى، موضوع آخر عن الرسول، ولكن هذه المرة صورة زعيم داعش وهو يعدم النبى محمد وكتب على الكاريكاتير كافر فى إشارة إلى أن داعش لا تعبر عن الإسلام، كما نشرت المجلة فى أخر عدد لها الأربعاء الماضى كاريكاتير عن أبو بكر البغدادى، زعيم داعش وهو يقول "وخاصة الصحة!" فى إشارة إلى احتفالات العام الجديد.
ونشرت المجلة فى عام 2011، عدد سمت فيه النبى محمد رئيس تحرير عددها الخاص الصادر تحت عنوان "شريعة إيبدو"، الأمر الذى تسبب فى موجة غضب عارمة بين المسلمين حول العالم . وقال المسؤولون فى المجلة أنهم لا يقصدون إثارة المسلمين أو استفزازهم، ولا يتوقعون اعتراضات على مضمون السيرة ولا يرون مشكلة فى اطلاع المسلمين عليها.
وقال مدير تحرير المجلة وفنان رسومها شارب أن السيرة هى تجميع لكتابات المسلمين، ولم تقم المجلة إلا بإنتاجها على شكل صور. وعندما سئل عن معارضة الكثير من المسلمين على تصوير النبي، أجاب أن ذلك «مجرد عرف، لم يرد التحريم فى القرآن. وبما أن ذلك لا يهدف إلى السخرية من محمد فلا أرى مبرراً لعدم قراءة هذا الكتيب كما تقرأ حكايات عن حياة يسوع فى كتب التريبة الدينية المسيحية".
وأكد شارب أن السيرة المصورة تتبع بدقة كتب السيرة المعروفة، وأسلوب الرسوم فيها ليس كاريكاتورياً ومضمونها يخلو من السخرية أو التهكم، وكان الهدف من نشرها تعريف الناس بسيرة النبي. وساتطرد قائلاً: «لا أظن أنه سيكون بوسع أى عالم إسلامى أن يأخذ علينا شيئاً بشأن الجوهر».
وأوضح شارب أن فكرة السيرة المصورة خطرت له فى سنة 2006 بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لمحمد فى صحيفة يولاندس بوستن. ويرى شارب: «أعتقد أننا فى البداية تعاملنا مع الأمر بالعكس، وتناولنا شخصية لم نكن نعرفها، وأنا فى المقدمة.. قبل أن نتعامل مع شخصية بطريقة غير جدية، علينا أن نعرفها جيدا، بقدر ما نعرف الكثير عن حياة المسيح، لا نعرف شيئا عن النبى محمد".
وأثارت مجلة "شارلى إبدو" فى نوفمبر 2011 سخط المسلمين بعد نشرها صوراً كاريكاتورية لمحمد، وأحرق مكتبها خلال الاحتجاجات وتلقى شارب تهديدات بالقتل، كما نشرت مجموعة من الكاريكاتير فى سبتمبر الماضي. ولا يزال مقر المجلة تحت حماية الشرطة.