أصدرت وزارة الصحة المصرية منذ عدة أيام، قرارًا هامًا بإلغاء المستحضرات الصيدلية التى تستخدم لعلاج اضطرابات المعدة والشعور بالغثيان والقىء، وتحتوى على المادة الفعالة "دومبيريدون domperidone"، والتى توجد فى شكل أقماع بتركيز 10 مجم و60 مجم، مع حظر تداول أية مستحضرات صيدلية تحتوى على تركيز أعلى من 10 مجم من ذات المادة، وذلك فى استجابة لتوصيات نقابة الصيادلة. ومن جانبه، ذكر الدكتور محمد سعودى، وكيل نقابة الصيادلة، أن بعض الأبحاث العلمية التى نشرت مؤخرًا قد حذرت من عقار "دومبيريدون"، وأكدت أنه قد يتسبب فى إحداث أضرار خطيرة بالنسبة لمرضى القلب حال زيادة الجرعة أو حال استخدامه لفترات طويلة، حيث يتسبب فى زيادة ضربات القلب، وكما أنه قد يضر الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم أصحاء ولكنهم فى حقيقة الأمر مصابون بمشاكل وعيوب خلقية فى القلب. وأشار سعودى إلى أن القرارات الجديدة قضت بتقليل تركيزات عقار "دومبيريدون" وخاصة بالنسبة للأطفال، وكما أوصت بضرورة عدم استخدام العقار لأكثر من أسبوع بحد أقصى. وفيما يتعلق بإجراءات التفتيش على الصيدليات للتأكد من تنفيذ هذه القرارات، أكد سعودى صعوبة ذلك الأمر، لأن عدد الصيادلة المنوط بهم التفتيش على الصيدليات 1500 صيدلى، بينما يوجد فى مصر أكثر من 63000 صيدلية وهو عدد ضخم للغاية، وكما أن الحالة المتردية لمفتشى الصيادلة والحوافز، التى تم خصمها منهم زادت من الأمور سوءًا وحالت دون بذلهم لأى مجهودات إضافية، وأشار أيضًا أن الأمر قد يستغرق عامين كاملين، حتى تصبح هذه المعلومات متاحة بالنسبة لجميع الصيادلة بسبب ضعف المنظومة الصحية فى مصر. وفى السياق ذاته، ذكر الدكتور الصيدلى مراون سالم، أن الصيدليات وصلها بالفعل منشورات وزارة الصحة، والتى قضت بسحب الأقماع التى تحتوى على المادة الفعالة "دومبيريدون" ذات التركيز 10 و60 مجم، ولكن لم تمر أى حملات تفتيشية من الوزارة على الصيدليات حتى الآن. وأكد د.مروان استغرابه لعدم سحب المستحضرات والأشكال الصيدلية الأخرى، التى تحتوى على المادة الفعالة "دومبيريدون" مثل الأقراص وأدوية الشرب وخاصة أن التقارير الأجنبية الصادرة أكدت الأضرار الصحية لهذه المادة الفعالة، وكما أن الأقماع ذات التركيز 30 مجم لم يتم سحبها وهو أمر غير مفهوم. واستطرد مروان أن الإبقاء على الأقماع ذات التركيز 30 مجم وسحب تركيز 10 و60 مجم فقط، قد يرجع إلى أن تركيز 10 مجم يستخدم بواسطة الأطفال الصغار، المعرضين للخطر الأكبر، وكما أن أقماع "دومبيريدون" 60 مجم هى التركيز الأكبر الموجود، ولذا قررت وزارة الصحة سحبه وأبقت على تركيز 30 مجم فقط. وفيما يتعلق بالأسماء التجارية للأقماع ذات التركيز 10 و60 مجم التى تم سحبها، أشار الدكتور الصيدلى أحمد الحداد إلى أنها تشمل: "دومبيريدون" و"دومبيدون" و"جاستروموتيل" و"موتيليوم" و"موتينورم"، وهى تتوفر جميعًا بتركيزات 10 و30 و60 مجم، ولكن تم سحب تركيزت 10 و60 مجم فقط. وأما بالنسبة للأقراص التى تحتوى على المادة الفعالة "دومبيريدون" فأوضح الحداد أنها تشمل: "دومبيريدون" و"دومبيدون" و"جاستروموتيل" و"موتيليوم" و"موتينورم" و"موتيل فاست" و"دوميجيست" و"إيميرال" و"درامانيكس". الجدير بالذكر أن مركز اليقظة الصيدلية المصرى التابع لوزارة الصحة والسكان، قد أصدر تقريرًا هامًا منذ شهور أكد فيه على سحب الأقراص التى تحتوى على تركيز أعلى من 10مجم، وكذلك سحب المستحضرات المسجلة فى شكل أقماع بتركيز 10مجم وتركيز 60 مجم. وأوصى التقرير أيضًا بالإبقاء على المستحضرات المسجلة فى شكل أقماع بتركيز 30 مجم، على أن يتم تعديل النشرة ليستخدم المستحضر بواسطة الكبار والمراهقين الذين يبلغ وزنهم 35 كجم أو أكثر، وتعديل العبوة الخارجية للمستحضر لحذف ما يشير إلى أن المستحضر مخصص للأطفال، مع الإبقاء على الأقراص بتركيز 10 مجم. وفيما يتعلق بالأشربة فيتم إلزام الشركات بوضع أداة مدرجة للقياس الدقيق للجرعة، مع تقنين الجرعة لتستخدم بواسطة البالغين والمراهقين الذين يبلغ وزنهم 35 كجم أو أكثر: 10 مجم تصل إلى ثلاث مرات يوميا عن طريق الفم، كما يمكن أن يمنح هؤلاء المرضى الدواء فى صورة أقماع بجرعة 30 مجم مرتين يوميا. وأما فيما يتعلق بالأطفال والمراهقين الذين يقل وزنهم عن 35 كجم: 0,25 مجم / كجم من وزن الجسم عن طريق الفم ما يصل إلى ثلاث مرات يوميا، مع ضرورة قصر دواعى الاستخدام على الشعور الغثيان والقىء ومنع استخدامه فى حالات الانتفاخ والحموضة، ووضع حد أقصى لمدة العلاج (لا تزيد عن أسبوع). وأضاف التقرير أنه سيتم منع استخدام المستحضرات، التى تحتوى على هذه المادة بواسطة المرضى الذين يعانون حاليًا من انخفاض معتدل أو حاد فى وظائف الكبد، أو أولئك الذين لديهم مشاكل فى النشاط الكهربائى فى القلب، أو الأشخاص المعرضين للإصابة بهذه الأعراض المرضية، كما يحذر استخدامه مع الأدوية الأخرى التى لها تأثيرات مماثلة على القلب أو تقليل من التخلص من المادة فى الجسم (وبالتالى زيادة خطر الآثار الجانبية)، وذلك حسبما نشر على الموقع الإلكترونى مركز اليقظة الصيدلية المصرى.