سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الختان والتقاليد والفتاوى السلفية وراء تشويه الخيال الجنسى للمرأة.. القاموس الشعبى حول الكلام العادى لمصطلحات جنسية ولوازم للتحرش.. دراسة: %95 من الرجال لا يرغبون فى انخراط زوجاتهم بأحاديث جنسية
يحفل الموروث الشعبى العربى، والتاريخ الشفوى المنقول بحكايات وأمثال شعبية تعلى من شأن الجنس وتوضح اهتمام العرب الأوائل به، كتاب ألف ليلة وليلة أشهر روايات العرب يمتلئ بالمشاهد الجنسية، وكذلك الأغنيات الشعبية التى ترددها الجدات فى الريف والقرى توضح ولع القدماء بالجنس، وأقصى ما فعلته الشرائع السماوية والأعراف السليمة أن هذبت الحديث عن الجنس قليلاً ولم تنكره أو تعاديه، بينما اضطرب العقل البشرى المجرد كثيرا فحاربه مراراً وقدسه مراراً واستغله مراراً. وورد الكثير من التعبيرات الجنسية المباشرة فى ثقافتنا مثل أسماء الأعضاء أو الأفعال الجنسية وتوظيفها فى الشعر والحكايا والأمثال والأدب عموما بلا حساسية مفرطة كما الأمر عليه اليوم، لكن اللافت للنظر تمثل فى أن العصور اللاحقة شوهت الخيال الجنسى لدى المرأة، فربط البعض بين ختان الإناث والإسلام رغم أن الكثير من الدراسات والأبحاث التى ربطت بين عادة الختان وحزام العفة الغربى، الذى كان يستخدمه الزوج مع زوجته حين يسافر ليضمن تعطيل وظائفها الجنسية، كما أشارت أبحاث أيضا إلى أن الختان عادة فرعونية لا علاقة لها بالدين الإسلامى. تجريم الحديث عن الجنس لدى النساء عادة دخيلة، انتقلت لمصر بعدما انتقل إليها الكثير من العادات الوهابية التى تنظر للمرأة على أنها عورة وفتنة، وتعمل على تغير نظرة الأنثى إلى نفسها، والتعامل مع غرائزها الفسيولوجية باعتبارها محرمات لا ينبغى الاقتراب منها، بل وتحقيرها فى أحيان كثيرة. الحديث عن الجنس المحبب المعيب، القديم قدم وعى الإنسان وإدراكه، وما تغير هو الطريقة التى تعامل بها المجتمع مع الجنس، من صفاقة ودناءة التوظيف اليومى لكلمات ذات مدلول عادى وإحالتها لمدلول جنسى، حيث ينتشر فى أفلامنا عدد لا حصر له من الإيحاءات البذيئة، التى تتسلل إلى القاموس الشبابى ومنه إلى القاموس المصرى العام، وتصبح لازمات للتحرش والمعاكسة العلنية. وأكدت دراسة حديثة عن المجتمعات العربية اصدرها معهد «أونيفيسب» المختص بالدراسات الاجتماعية والأسرية وشؤون المرأة فى البرازيل، أن الرجال يستطيعون وبكل حرية ومتى أرادوا التطرق لمواضيع متعلقة بالجنس، لكن معظم هذه الأحاديث تنصب على مديح الذات، وكيف أن عددا كبيرا من النساء يبادلنهم نظرات الإعجاب، وكيف أن هذا أو ذاك يظن أنه يتمتع بالجاذبية الجنسية وإلى ما هنالك. وأضافت الدراسة، إن الرجال لا يشعرون بالخجل، ولا بأية قيود مفروضة عليهم للتطرق لموضوع الجنس فى أى وقت يريدون، وحتى مع رجال آخرين لا يعرفونهم جيداً، وأوضحت الدراسة أن الرجل يتمتع بحرية اجتماعية أكبر، ولا يهمه أن يسمعه آخرون غير مشاركين فى الحديث. ولفتت الدراسة إلى أن الجنس مازال موضوعا ممنوعا على النساء للحديث عنه بحرية، ولكن عندما تلتقى إحداهن بصديقاتها فإن %75 من الحديث المتبادل يدور حول الجنس، وما تبقى يكون للحديث عن الآخرين، وعن الموضة والملابس وأذواق الناس، وانتقاد هذا أو مديح ذاك. وأوضحت الدراسة، أن الجنس بالنسبة للمرأة موضوع متشعب ومتعدد الجوانب، والغموض حوله مازال كبيراً بالنسبة لهن، ويدور معظم حديث النساء حول رومانسية الأزواج، ولكن الشغل الشاغل لحديث المرأة عن الجنس هو موضوع النشوة الجنسية، التى لا يستطيع كثير من النساء الوصول إليها لسبب أو أكثر. ويدور حديث النساء عن الجنس أيضاً من حيث التوقعات، وتبادل الآراء حول كيفية التمتع بالعلاقة الجنسية مع الزوج وما هى التوقعات التى تبنيها الزوجة على المعاشرة الحميمة، وتكون معظم هذه التوقعات مبنية على أحلام المرأة فى الطريقة التى تريد من زوجها فى العلاقة الحميمة، الأحلام تتركز أيضاً حول كيفية جعل الزوج أكثر رومانسية واحتراماً للمرأة خلال المعاشرة. وأكدت الدراسة أن المرأة لا تتردد فى الخوض مع صديقتها المقربة فى تفاصيل المعاشرة الحميمية.