شهدت منطقة الكولا بدائرة مركز أخميم كارثة بيئية مروعة إثر انفجار خط الطرد بالصرف الصحى الرئيسى بالمنطقة للمرة الثانية على التوالى خلال هذا العام. فوجئ الأهالى بنجع الشيخ فهمى التابع لقرية الكولا بسيل من مياه الصرف الصحى تجتاح أراضيهم الزراعية، وتمتد أيضا إلى المنازل لتدمر أكثر من 240 فدانا من أجود الأراضى الزراعية التى تحوى محاصيل رئيسية ومهمة فى حياة المجتمع المصرى مثل القمح والفول والبرسيم التى توليهم الدولة الكثير من الاهتمام نظرا لما تمثله هذه المحاصيل من أهمية اقتصادية فى حياة المزارعين بصفة خاصة فى اقتصاد الدولة بصفة عامة. اليوم السابع انتقل إلى نجع الشيخ فهمى بقرية الكولا مركز أخميم والتقى ببعض الأهالى المضارين من انفجار خط الطرد. ويوضح محمود حافظ عطا الله (35 عاما) أن مياه الصرف الصحى أغرقت جميع الأراضى الزراعية، ولم يتبق قيراط واحد لم تصل إليه مياه الصرف الصحى، مما يتسبب فى كارثة بيئية حيث إن تلك المحاصيل عبارة عن قمح وفول وبرسيم، وجميعها يدخل حياة الإنسان بطريقة مباشرة، مما يسبب له العديد من الأمراض مثل الفشل الكلوى والأمراض الأخرى نتيجة شرب تلك الزراعات من مياه الصرف الصحى. وأوضح فاضل الحامدى (70 عاما، مزارع) أنه فوجئ فجر اليوم بصوت جريان مياه شديد خلف منزله وباستطلاع الأمر وجد كميات كبيرة من مياه الصرف الصحى تغمر كل الأراضى بعدها خرج الجميع مفزوعين لنجدة الأرض والمحصول ولكن المياه كانت أكثر منهم قوة فلم تنفع سدودهم أمام اجتياح المياه للمحاصيل. ويقول حافظ محمد "لم نجد من ينقذنا إلا بعد مرور 6 ساعات وأول سيارات للكسح وصلت المنطقة كان عددها 4 سيارات ثم 5 سيارات والسؤال المهم هنا ما فائدة سيارات الكسح بعد أن ارتوت المحاصيل بمياه الصرف كان من الأولى أن يتم عمل صيانة لتلك المواسير فى تلك المنطقة التى عرفت بمنطقة الكوارث البيئية على مستوى المحافظة، أما عن التعويضات لتلفيات الزراعات السابقة فلم يقم بتعويضنا أحد ولم يأت مسئول واحد من شركة مياه الشرب والصرف الصحى إلا بعد مرور 7 ساعات على الحادثة. وتشير أم محمد على كيف ننفق على أولادنا فالمحاصيل التى غرقت بمياه الصرف هى عصب حياتنا نطعم منها الماشية والأولاد ونبيع الفائض للصرف على أولادنا فى المدارس والجامعات إننا نطالب بمعاقبة المسئولين والمتسببين عن تلك الكارثة التى قضت على رقعة زراعية كبيرة. ويوضح محمود على (مدرس) أن ما حدث لا يصدقه عقل بالرغم من انفجار ماسورة الصرف الصحى قبل ذلك إلا أن المسئولين لم يعلنوا تلك المنطقة بمنطقة للكوارث خاصة أن الزراعات التى دمرت بمياه الصرف الصحى مما يجعل المواطنين عرضة للكثير من الأمراض، بالإضافة إلى انتشار الرائحة الكريهة وانتشار البعوض الحامل للأمراض المعدية، وطالب المحافظ بتحويل المسئولين للتحقيق خاصة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج وصرف تعويضات مالية مناسبة عن تلك المحاصيل وإرسال فرق طبية لمسح المنطقة وتحديد الأمراض التى سوف تنتشر بعد ارتفاع درجة الحرارة. وعلى جانب آخر أكد أحد المواطنين أن العاملين بمحطة الصرف الصحى بالكولا يقومون بفتح الخطوط أثناء ورديتهم ويذهبون للمنازل دون وجود رقيب من قبل المسئولين بشركة مياه الشرب مضيفا "قمنا باستئجار جرارات لكى ننقل بها التراب لعمل سدود حول الأرض والمنازل للتخفيف من حدة الكارثة". ومن جانبه أوضح المهندس عزت إبراهيم الصياد، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى، أن التلفيات انحصرت فى 3 أفدنه فقط وليس أكثر، وأن سبب غرق تلك الزراعات هو تسرب من الساتر الترابى المحيط بالأحواض وأنه تم عمل اللازم وتوجيه جميع المسئولين وسيارات الكسح إلى المنطقة المضارة وتم شفط جميع الكميات الموجودة من المياه، وأوضح الصياد أن المياه التى أغرقت الأرض الزراعية مياه معالجة وليس منها أى ضرر على النباتات أو الحيوانات أو حتى حياة الإنسان.