قال الروائى الكبير بهاء طاهر، إن كبار الأدباء المصريين على مر العصور كانوا يطمحون إلى أن يكون لهم تأثير أكبر فى الحياة العامة، ضاربًا المثل بالأديب الكبير الراحل عباس محمود العقاد، وآخرين من أمثال عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين والأديب الكبير يحيى حقى وغيرهما. وأضاف طاهر، أثناء حديثه فى برنامج صالون التحرير، الذى يقدمه الإعلامى عبد الله السناوى، أن أدباء روسياء لعبوا دورًا هامًا فى بلادهم على مدار تاريخها، لكن البلاد العربية لا تهتم بالكتابة وحجم تأثيرها، قائلاً: "لم يسع أحد للاستفادة من طه حسين وحقى والعقاد وغيرهم من أدبائنا الكبار". وأشار طاهر، إلى الدولة المدنية، قائلاً:"الدولة المدنية تأسست عبر مراحل مختلفة، ومحاولة القضاء عليها تمت فى مراحل مختلفة"، ورأى أنها "انهارت قبل وصول الإخوان لحكم مصر"، وقال :"انهارت الدولة المدنية لأننا لم نضع أساسًا قويًا لحماية مؤسساتها". وأكد طاهر، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ارتكب أخطاءً كبيرة بالعبث فى مؤسسة الجامعة ومؤسسة القضاء، وقد وصلنا لحكم الإخوان لأننا لم نحرس الدولة المدنية التى تكونت بكفاح أجيال عديدة متعاقبة، وتطرق طاهر إلى شعبية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقال، إنه لم يكن من الممكن تجاوز من خرجوا فى جنازة عبد الناصر، ولا من خرجوا بعد النكسة مباشرة، وقال "خروج الناس بعد النكسة كان هدفه إعادة رفع علم مصر مرة أخرى". وهاجم طاهر، الرئيس الراحل أنور السادات، وقال إنه - أى السادات - "مال بوضوح نحو تغليب قوى الإسلام السياسى على قوى اليسار فى الجامعات"، فى إشارة إلى ما حدث فى سبعينيات القرن الماضى. وقال الروائى الكبير، إن التشاؤم "خطأ كبير الآن لأننا بصدد تأسيس مرحلة جديدة"، مرجحًا "حدوث أخطاء أثناء العمل بالسياسة"، وزاد: "ما دمنا هنشتغل سنقع فى أخطاء قد لا نغفرها لأنفسنا فى المستقبل". وردًا على سؤال بشأن شخصية "صفية"، فى رواية "خالتى صفية والدير"، قال طاهر: "سُئلت كثيرًا عن شخصية صفية كما لو كانت شخصية حقيقية، وهى شخصية خيالية"، وأضاف متحدثًا عن شخصية "ضحى" فى روايته "قالت ضحى": شخصية ضحى بها بعد فانتازى، وقد أحببتها لأن كل الناس أحبوها. وأبدى عميد الأدباء العرب، إعجابه بالأجيال الجديدة من الأدباء، وقال: "معجب جدًا بالأجيال الجديدة، وأرى أن فيها مواهب جديدة تتشكل، وأنا متحمس للكتاب الصعايدة أكثر، وأحد الكتاب الشباب من الصعيد كان مرشحًا للبوكر، وهو أشرف الخمايسى، الذى وصلت روايته "منافى الرب"، إلى القائمة الطويلة للجائزة الشهيرة، كما ذكر طاهر، الكاتب الشاب أدهم العبودى، الذى حصل على الجائزة الثانية فى الرواية من جائزة الشارقة عن روايته "باب العبد".