أكد الصحفى علاء فاروق مدير تحرير موقع آسيا الوسطى والباحث المتخصص فى شئون وسط آسيا، على أن أوزبكستان، كازاخستان، تركمانستان، طاجيكستان وفيرغيزستان من ذوى الكنوز الثقافية والحضارية التى لا يعرفها الكثيرون، على الرغم من أن هذه البلاد أمدت العالمين العربى والإسلامى بالكثير. فهى بلاد البخارى ومسلم والترمذى وابن سينا وكذلك هى بلاد العمارة والفنون، كما أضاف أنها تفتقد إلى الاستثمار العربى. وجاء ذلك من خلال ندوة بعنوان "بلاد البخارى ومسلم.. كنوز لا يعرفها الكثير" نظمتها ساقية الصاوى أمس بالتعاون مع موقع آسيا الوسطى، وقد شارك فى الندوة سفيرطاجيسكتان بالقاهرة نذر الله نذراروف، الدكتور مدحت أيوب خبير فى شئون آسيا الوسطى ومحمد سلامة رئيس تحرير جريدة أذربيجان. وأوضح نذرالله نذاروف سفير طاجيكستان بالقاهرة المكانة التاريخية والحضارية لبلاده، وذكر أن الشعب الطاجيكى من أقدم الشعوب القاطنة فى منطقة آسيا الوسطى، ويعود تاريخ نشأته إلى آلاف السنين قبل الميلاد وخرج منه رجال عباقرة قد أسهموا على امتداد تاريخه العريق فى صنع حضارة راقية وثقافة أصيلة تعتز بها الإنسانية. مضيفاً أن فى الماضى البعيد كانت المنطقة التى تقع فيها طاجيكستان اليوم تعتبر من أهم المحطات فى طريق الحرير التى كانت تربط بين أقصى الشرق وبين أقصى الجنوب والغرب. كما نوه إلى بعد عام 1977 بدأت بلاده مرحلة العمل البنّاء لإعادة إعمار الاقتصاد الوطنى المنهار وإجراء الإصلاحات الديمقراطية، وتستمر اليوم بنجاح مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والخصخصة وتطوير وتشجيع القطاع الخاص فى الاقتصاد وتم تبنى إستراتيجية التنمية الوطنية لغاية عام 2015م وإستراتيجية تخفيض الفقر لأعوام 2007-2009م والخطط والبرامج الإنمائية الطموحة التى رسمتها الحكومة، ويشارك فى تحقيقها الكثير من الدول الصديقة والمؤسسات المالية العالمية على غرار البنك الإسلامى والبنك الآسيوى للتنمية. كما أكد السفير على أن إحدى المبادرات التى قد أطلقها مؤخراً الرئيس إمام على رحمان رئيس طاجيكستان من على منبر الأممالمتحدة وهى مبادرة إعلان أعوام 2005-2015 للعمل العشرى المشترك من أجل الماء للحياة والتى تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 23 ديسمبر عام 2003 بتأييد الأغلبية الساحقة من أعضاء هذه المنظمة الدولية. وأوضح السفير أن بلاده تنتهج سياسة الانفتاح فى علاقاتها الدولية ومن أولويات سياستها الخارجية تعزيز العلاقات الودية والتعاون مع دول الجوار بما يحقق المصلحة المشتركة فى النماء والتطور. وأفاد د.مدحت أيوب الخبير الاقتصادى فى شئون آسيا الوسطى أن تمثل منطقة آسيا الوسطى مع منطقة القوقاز وحدة جغرافيَة واحدة تمتلك مصادر وثروات طبيعية هائلة دعت إلى تكالب قوى عديدة عليها، وشهد بقيرغيزستان ترقد على مناجم هائلة من الذهب وطاجيكستان تمتلك مناجم كبيرة من اليورانيوم تم اكتشافها فى الثلاثينيات. مضيفا أن جمهورية الشيشان تتصدر المناطق الواقعة تحت الحكم الروسى فى إنتاج النفط خفيف الكثافة، والذى يُعَدُّ من أجود أنواع النفط فى العالم، ويقول الخبراء والمحللين: "إذا استغل المخزون النفطى فى الشيشان فسيصبح الشعب الشيشانى كشعوب منطقة الخليج من حيث القوة الاقتصادية"، كما أن العاصمة الشيشانية جروزنى ظلت مركزا للصناعات البتروكيماوية، وتخبئ سلاسل الجبال الممتدة على مساحات شاسعة، والتى تتمتع بقمم شاهقة، ثروات ضخمة من المعادن. وقال محمد سلامة رئيس تحرير جريدة أذربيجان أن منطقة آسيا الوسطى ودولها الآن بمرحلة بناء وتجديد، وتكوين علاقات خارجية مع دول العالم، وبالفعل نجحت المنطقة فى إقامة شبكة من العلاقات القوية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين وروسيا وإيران والعديد من البلدان الأوربية. بالإضافة إلى تطوير علاقاتها بالعديد من الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر وعمان والإمارات والكويت وليبيا. و ختمت الندوة سفير طاجيكستان بالقاهرة قائلا: "فنحن كعرب ومسلمين نحتاج إلى رؤية إستراتيجية للتعاون المشترك، ومن المهم جدًا أن نستأنف دورنا على كافة المستويات كى نصبح الحاضن الطبيعى لهذه البلاد، ونقف معها فى وجه الأطماع الخارجية المختلفة".