تدخين النساء خلال فترة الحمل وزيادة الوزن فى وقت مبكر من الحمل، يعرضهن لإنجاب أطفال يعانون من السمنة المفرطة، كما يكون الأطفال عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة خلال سنوات المراهقة، وفقا لدراسة جديدة. صرحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن معدلات البدانة قد تضاعفت بين الأطفال بالولايات المتحدة، وأصبحت أربعة أضعاف بين المراهقين خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث إن واحدا من كل ثلاثة من الشباب يعانون من السمنة المفرطة. واكتشفت الدراسة الجديدة أن مؤشر كتلة الجسم لدى الطفل (BMI)، وهو مقياس للوزن وعلاقته بالطول، يتغير مع مرور الوقت، من الولادة إلى سن 18 عاما. ووجد الباحثون أن استمرار السمنة كان مرتبطا مع وجود الربو ومشاكل أخرى فى مرحلة المراهقة. ومن جانبه، قال الدكتور ويلفريد كرموز- بكلية الصحة العامة فى جامعة ممفيس فى ولاية تينيسى- إن الدراسات السابقة كانت قد ركزت على عوامل الخطر للسمنة ونتائج السمنة على الوزن عند نقطة واحدة فى الوقت المناسب. وأكد دكتور كرموز أن الفرق الرئيسى عن الدراسات السابقة، هو أننا لم نعتمد على أن السمنة ثابتة فى الوقت، ولكن تطور مع مرور الوقت. وأشار إلى أنه قام هو وزملاؤه بتحليل بيانات من مستشفى جزيرة وايت فوج للولادة، ومقرها فى المملكة المتحدة، ومصممة خصيصاً لدراسة الربو والحساسية، حيث تتبع الباحثون 1.456 من الرضع المولودين بين يناير 1989 وفبراير 1990، وحتى وصل عمرهم إلى 18 سنة، وتم قياس الطول والوزن فى سن 1، 2، 4، 10 و18 عاما. وتابع كرموز "وجدنا أن لدينا مجموعة مؤشرات للسمنة فى وقت مبكر ومستمرة، وتبدأ فى وقت مبكر جدا لدى الأطفال، ويمكن الكشف عن هذه المجموعة قبل سن أربع سنوات". وأضاف كرموز "وكانت نسبة 12 فى المئة فى تأخر مسار زيادة الوزن، وكانت 13 فى المائة فى أوائل مسار زيادة الوزن عابرة، وما يقرب من 72 فى المئة من الأطفال فى مسار طبيعى، وفقا لنتائج الدراسة التى نشرت فى مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع". وأوضح كرموز أن الدراسة خلصت إلى أن الأم المدخنة أثناء الحمل كانت عامل خطر قوى بالنسبة لمعدل السمنة المبكرة لدى الأطفال، وكذلك الأم التى لديها زيادة بالوزن فى مرحلة مبكرة من الحمل، مما يوحى أن الأطفال يصابون بالسمنة من خلال نوع من التمثيل الغذائى الذى يكتسبونه فى الرحم عن طريق الوراثة.