جاء الإعلان عن فتح باب التقدم لجائزة "تيمور" للإبداع المسرحى، ليثير هموم الكتاب المسرحيين الذين عبروا عن تخوفهم من انقراض "فن المسرح" فى الوقت الذى تزدهر فيه فنون أخرى كالسينما والتلفزيون، وأيضا على صعيد الفنون الأدبية كالرواية والقصة. الناقد المسرحى "مؤمن خليفة" أكد أن ضعف وقلة الإنتاج المسرحى هو السبب الرئيسى فى الأزمات التى يعانيها المسرح حاليا، وأضاف "مسرح الدولة فقط هو الذى ينتج بالإضافة إلى مسرح الثقافة الجماهيرية الذى ينتج لمسرحى الأقاليم بعض المسرحيات الصغيرة التى لا تزيد تكلفتها على 10 آلاف جنيه، بالإضافة إلى قلة دور العرض المسرحية وتدنى نسب المشاهدة، الأمر الذى يخلق نزيفًا للأموال دون مقابل مجز" وعلل ذلك بقوله "الجمهور ترك المسرح وذهب للفضائيات والسينما". وأشار "خليفة" إلى وجود العديد من النصوص المسرحية المتميزة التى لا تحظى بالاهتمام المطلوب ولفت "خليفة" إلى أن "المسرح المستقل" لا يجد من يدعمه سوى المراكز الثقافية الأجنبية التى تحوم حولها الشبهات ولا تقبل النصوص المسرحية العربية وتجبر المسرحيين على تمثيل نصوص لكتاب أجانب، وضرب مثلا بالمركز الثقافى الألمانى الذى يمول عروضا لكتاب ألمان مثل "جوته". وطالب "خليفة" مسرح الدولة بإجراء دراسات وبحوث على الجمهور للوقوف على أسباب انصرافهم عن المسرح، بالإضافة إلى الاهتمام بالعروض الشبابية الصغيرة غير المكلفة حتى يستعيد المسرح بريقه. فيما شن الكاتب المسرحى "باسم شرف" هجومًا على "مسرح الدولة" وقال، مسرح الدولة يعتمد على الموظفين ولا أعتقد أنه سيتطور فلابد أن يكون "المسرحى" معينا فى المسرح حتى يمثل ويشارك فى العروض وتساءل "هل الفن يحتاج إلى وظيفة وتعيين؟"، وأشار إلى أن مسرح الدولة يعمل على المسرحيات القديمة والتراثية ومؤلفات "شكسبير" و"ألفريد فرج" ولا يعطى الفرصة للكتاب الشباب. وأكد "شرف" على وجود العديد من كتاب المسرح، ومع ذلك فأنهم يعانوا من التجاهل التام من قبل الدولة، وقال: وزارة الثقافة تعقد مؤتمرات سنوية وجوائز للرواية والشعر والقصة القصيرة وتتجاهل الكتابة المسرحية، وليس لدينا سوى "جائزة تيمور" التى تقدر قيمتها ب1000 جنيه فقط. وأشار "شرف" إلى وجود العديد من المنح والبعثات التى تقدمها وزارة الثقافة ولكنها تقتصر على الموظفين فقط، وأضاف: "نحن لا نعانى من تجاهل المؤسسة بل غيابها وأنا كاتب مسرحى ترجمت أعمالى إلى عدة لغات وإلى الآن لا أعرف من القائمون على المسرح فى الدولة ولم يسبق أن اتصل بى أحد منهم. فيما ألقى الكاتب المسرحى "أحمد سراج" الذى صدرت له مؤخرا مسرحية "القرار" باللوم على كتاب المسرح الذين تركوه واتجهوا إلى كتابة السيناريو للسينما أو التلفزيون، وبرر ذلك بقوله "الكتابة المسرحية لا تؤكل عيش على العكس من كتابات السيناريو المربحة" وضرب مثلا بالكاتبين "محمد أبو العلا السلامونى ويسرى الجندى". وأضاف"نظرة الجمهور للمسرح تنحصر فى كونه مسرح تجارى أما المسرح المتعارف عليه بين المثقفين فهو "مسرح ميت" كما أن التلفزيون المصرى كان قد اشترى حق عرض بعض المسرحيات ولم نر منها شيئا على الشاشة. وتابع: "المسرح يحتاج إلى عناصر إنتاجية وتقنية مكلفة ولا بد أن تتوافر القناعة الكافية لدى الدولة لكى تموله، وضرب مثلا بمسرحية "قهوة سادة" التى حققت نجاحا ملموسا عندما أنتجها "صندوق التنمية الثقافية" ودعمها وعرضها بدار الأوبرا.