قطع شبان العديد من الطرق فى لبنان مساء اليوم الثلاثاء "تضامنا" مع بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا، والتى قام سكان بلدة مجاورة بقطع الطريق المؤدية إليها، قائلين إنها تشكل "معبرا" للسيارات المفخخة التى تستهدف مناطق نفوذ حزب الله الشيعى حليف دمشق. وكان سكان بلدة اللبوة ذات الغالبية الشيعية فى البقاع (شرق)، عمدوا مساء الأحد إلى قطع الطريق بين بلدتهم وبلدة عرسال ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، إثر تفجير انتحارى بسيارة مفخخة فى بلدة النبى عثمان المجاورة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن "قطع طرق بالإطارات المشتعلة والعوائق ومستوعبات النفايات، تضامنا مع أهالى عرسال". وشمل القطع طرقا عدة أبرزها طريق المدينة الرياضية التى تصل بيروت بالمطار، وشوارع رئيسية فى العاصمة، ومدخل صيدا كبرى مدن الجنوب، وبعض الطرق فى البقاع (شرق) وعكار (شمال). كما قطعت طرقا فى مدينة طرابلس (شمال) التى تشهد توترات بين سنة وعلويين على خلفية النزاع السورى، والطريق من منطقة راشيا (جنوب شرق) إلى نقطة المصنع الحدودية مع سوريا، وتعد المناطق التى قطعت فيها الطرق ذات غالبية سنية. وعرضت "غرفة التحكم المرورى" التابعة لقوى الأمن الداخلى، صورا على حسابها الرسمى على موقع "تويتر"، تظهر بعض الطرق المقطوعة، وأظهرت الصور شبانا بعضهم على دراجات نارية، يتجمعون حول إطارات مشتعلة وسط الطريق، فى ظل تواجد عن بعد للجيش والقوى الأمنية. وينقسم لبنان بشدة حول النزاع فى سوريا المجاورة، بين موالين لنظام الرئيس بشار الأسد، أبرزهم حزب الله الشيعى الذى يقاتل إلى جانب القوات النظامية، ومتعاطفين مع المعارضة أبرزهم "تيار المستقبل" بزعامة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريرى. وأعلن الحريرى فى بيان عن "أعلى درجات التضامن مع عرسال وأهلها"، معتبرا أن التاريخ "سيسجل بحروف من ذهب" لسكانها "دعمهم للشعب السورى المظلوم ومشاركتهم فى استقبال وإغاثة النازحين ورفض الإساءة لدورهم الإنسانى والقومى". وأضاف أن التاريخ نفسه "سيسجل أن حزب الله هو المسئول عن استدراج الحريق السورى إلى لبنان والمشاركة فى حرب قرر فيها أن ينصر نظام بشار الأسد على حساب الشعب السورى وسلامة لبنان".