المبالغة فى نجاح أغنية "قصة شتا".. أفسده

بعد أن وصلت مشاهدته إلى 15 مليونا..

نجحت أغنية "قصة شتا" التى كتبها الشاعر أمير طعيمة ولحنها هشام جمال، وقام بتوزيعها مادى وغنتها دنيا سمير غانم، لكن الغريب فى هذا النجاح هو نسبة الاستماع والمشاهدة للأغنية على موقع اليوتيوب، والتى حققت فى أول أسبوعين من إصدارها 5 ملايين مشاهدة، ووصل حتى أمس إلى 15 مليونا، كأول أغنية مصرية وعربية تحقق هذا الرقم القياسى من المشاهدة، وهى مسألة تدعو للتوقف والشك فى عالم الأغنية، وذلك للأسباب المنطقية التالية.
أولا أن نجاح "قصة شتا" هو أمر لا ننكره لكنه فى النهاية نجاحا طبيعا، وليس صارخا كحال الكثير من الأغنيات الناجحة التى يسمعها الجمهور للعديد من المطربين.
ثانيا إذا ضربنا المثل بأغنيات ناجحة و"ضاربة" لعدد من النجوم صدرت أغنياتهم منذ عام وعامين وأكثر فإنهم لم يحققوا ثلاثة أرباع مشاهدة "قصة شتا" على اليوتيوب، وعلى سبيل المثال وليس الحصر أغنية "مشاعر" للفنانة شيرين عبدالوهاب، والتى نجحت نجاحا هائلا يفوق "قصة شتا" ومر على إصدارها 7 شهور تقريبا لم تتخط ال12 مليون مشاهد على اليوتيوب، أغنية "إحساس جديد" لنانسى عجرم والتى "كسرت" الدنيا أوديو وفيديو وصدرت منذ سنوات قليلة لم تتخط ال9 ملايين مشاهدة على اليوتيوب، أغنية "أسعد واحدة" للفنانة إليسا والتى صدرت منذ عامين ومر على تصويرها عام كامل تقريبا حققت 12مليون مشاهد، أغنية "سبت فراغ كبير" للسوبر ستار عمرو دياب وأحدث إصداراته حققت 8 ملايين حتى الآن فى 5 شهور، وأمثلة كثيرة على أغنيات حققت نجاحا يفوق "قصة شتا"، منها ما هو لمحمد حماقى وتامر عاشور وغيرهما.
ثالثا أن الشارع والمحلات والكافيهات هى المقياس الحقيقى وأحد المؤشرات الهامة على نجاح أى أغنية، وبالنسبة لحالة "قصة شتا" فإن الأغنية موجودة ولكن ليست بقوة أغانى عمرو دياب وإليسا وشيرين وتامر عاشور وآمال ماهر.
رابعا المنطق الذى يقول إن أغنية "قصة شتا" ليست بالأغنية الأسطورة، أو التى ليس لها مثيل حتى تحقق هذه النسبة العالية من المشاهدة والتى لم تصل إليها أى أغنية لنجوم آخرين لهم اسم فى عالم الغناء، وهو ما يجعل رقم ال15 مليون رقم مبالغ فيه.
يبقى أن نقول إنه لا جدال على نجاح أغنية "قصة شتا" كلاما ولحنا وتوزيعا على المستوى الفنى والجماهيرى، لكن فى النهاية المبالغة غير المفهومة فى نجاح الأغنية قد يفسده، وفى نفس الوقت يضع علامة استفهام حوله.