رغم كل العقبات التى تطرأ كل فترة, وتقضى على أمل الوصول لصيغة اتفاق نهائية, ترضى جميع الأطراف المشاركة فى مؤتمر «جنيف 2 »، لا يزال الأخضر الإبراهيمى، المبعوث العربى والأممى لحل الأزمة السورية، يخرج بتصريحات عن الاستمرار فى عقد جلسات الحوار الدولية محاولا طمأنة الشارع السورى، إلا أن الفشل الأخير الذى أصاب موعد عقد المفاوضات المرتقبة لحل الأزمة السورية سلميا، أعاد نقطة الحوار إلى مربع صفر. الدبلوماسيون من روسيا والولايات المتحدة, ودول الجوار السورى ىفشلوا فى الاتفاق على موعد عقد المؤتمر، وأعلن الإبراهيمى أن المحادثات,لم تتح تحديد موعد المؤتمر، مشيرًا إلى أنه لم يكن ممكنًا, الاتفاق على موعد لمؤتمر «جنيف 2 », الذى طال انتظاره، حيث قال الإبراهيمى، فى مؤتمر صحفى، عقب مباحثات مطولة شارك فيها مع مسئولين أمريكيين وروس فى جنيف، إنه لا يزال يأمل فى أن يعقد مؤتمر « جنيف 2» قبل نهاية العام الحالى، ما يعنى أن المؤتمر لن يعقد على الأقل الشهر الحالى. ويصطدم عقد المؤتمر بعده عقبات، أولها الخلاف بين المعارضة والنظام فى قبول كل طرف حضور الأخر، تمثيلاً عن سوريا ، حيث يصر الائتلاف السورى المعارض على شرط تنحية الرئيس السورى بشار الأسد عن منصبه، بينما صعد نظام الرئيس السورى بشار الأسد من خلال إعلانه رفض حضور جلسات المؤتمر لتسليم السلطة، حيث كانت قد أكدت الحكومة السورية قبولها المشاركة فى المؤتمر، مستبعدًا فى الوقت نفسه انعقاد «جنيف 2», ما لم تحضره المعارضة، غير أن مستشارة الرئيس السورى للشؤون السياسية, والإعلامية بثنية شعبان, أعلنت أمس, أن دمشق ستذهب إلى «جنيف 2» من أجل وقف العنف, والإرهاب و«من دون وصاية». كما أعلن وزير الإعلام السورى, عمران الزعبى, أن النظام لن يذهب إلى مؤتمر «جنيف 2» لتسليم السلطة، واصفًا أن ما يحدث فى المؤتمر «عملية سياسية وليس تسليم السلطة, أو تشكيل هيئة حكم انتقالية»، وقال الزعبى: «نحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة.. لأنه لو كان الأمر كذلك, لسلمناها فى دمشق, ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة». ليبقي مصير الأسد فى الفترة الانتقالية نقطة خلاف رئيسية، إذ طرحت مجموعات معارضة رحيله شرطاً مسبقاً للمشاركة. كما شدد وزير الخارجية الأميركى جون كيرى مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد, لكن وزير الإعلام السورى عمران الزعبى أعلن أن نظام الأسد لن يذهب إلى المؤتمر ل «تسليم السلطة»، وهو ما تطالب به المعارضة والدول الداعمة لها, وقال: «سيكون رئيساً لهذه البلاد فى جميع الأوقات التى يحلمون ألا يكون رئيساً فيها». ومن جانبه، قال أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السورى خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب فى مقر الجامعة العربية بالقاهرة، إن حضور مؤتمر «جنيف 2» للتسوية السلمية للأزمة السورية مرهون بالالتزام بمقررات « جنيف 1», والذى يطالب بوضع جدول أو إطار زمنى لتخلى الأسد عن السلطة وبدء المرحلة الانتقالية فى سوريا. ونقطة الخلاف الأخرى بين الروس والأمريكيين أيضاً هى مشاركة إيران، إذ كرر وزير الخارجية الروسى«سيرجى لافروف » أنه تجب دعوتها إلى «جنيف 2» ، قائلا «كل الذين لديهم تأثير على الوضع, يجب أن تتم دعوتهم بالتأكيد إلى المؤتمر، وهذا يشمل كل الدول المجاورة لسوريا, وكل دول الخليج تقريباً، ليس فقط الدول العربية وإنما إيران أيضاً » منتقدا رفض المعارضة حضور إيران، قائلا فى مؤتمر صحافى, ردًا على سؤال عن بيان أحمد الجربا, الذى أخرجة, اعتراضًا على دعوة إيران لحوار جنيف 2 ، «يجب بكل تأكيد دعوة كل أصحاب التأثير على الوضع، وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب، بل أيضا إيران». ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف, فيما يتعلق باستخدام نفوذها بتوقيف جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية التى تحارب إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد فى سوريا، إن طهران قد تستخدم نفوذها لتشجيع المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون فى سوريا على الانسحاب من هناك. ومن جهته، قال الناطق الرسمى باسم الائتلاف الوطنى السورى المعارض لؤى صافى, إن موعد «جنيف 2» لم يحدد كى يؤجل، مشيرًا إلى أن ما تردد قبل ذلك عن إمكانية انعقاده فى نوفمبر الحالى, كان بناء عن رغبة الأخضر الإبراهيمى, وبعض السياسيين الدوليين، لكن الوقائع على الأرض تدل بشكل واضح على استحالة عقده فى ظل عدم اكتمال التحضيرات وعدم وجود موقف دولى موحد، فضلاً عن تهرب النظام من مسؤوليته بعدما كان قد أعلن استعداده للذهاب إلى المؤتمر من دون شروط، ليعود أول من أمس الزعبى ويعلن عكس ذلك ، بقوله إنه «إذا بقى الوضع على حاله, فلن يكون هناك مؤتمر لا هذا الشهر, ولا الشهر المقبل». وأوضح صافى فى تصريحات صحفية، رفض الائتلاف الذهاب إلى «جنيف 2» ما لم يكن ينطلق من شروط المعارضة التى ذكر بها رئيس الائتلاف أحمد الجربا فى اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد الماضى، وهى وضع جدول زمنى لرحيل الأسد وعدم حضور إيران.